أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” محمد الحميدي:
“لن أكون مضطراً بعد الآن إلى قطع مسافات طويلة يومياً للذهاب إلى منطقة أخرى من أجل استكمال تعليمي الثانوي”، بهذه الكلمات عبّر الطالب “فراس عبدالسلام”، الذي يدرس في الصف التاسع بمدرسة الإخلاص، عن فرحه بمناسبة الانتهاء من إعادة ترميم المدرسة وإضافة الفصول الجديدة، حيث كانت مدرسته تقدم التعليم حتى الصف التاسع فقط.
وذكر طالب آخر من الصف السابع بمدرسة “أنا وزملائي نجلس على الأرض لأن الفصول الدراسية تخلو من الكراسي والمقاعد، ولا توجد سبورة أو أبواب أو نوافذ.
هذا هو حال جميع الفصول في المدرسة مما يعرضنا للبرد القارس خاصة خلال فصل الشتاء، نأمل أن يتحسن وضعنا بعد إعادة ترميم المدرسة.”
في العام 2014 اجتاحت جماعة الحوثي المصنفة إرهابية محافظة إب، وسيطرت على جميع مؤسسات الدولة التي غادرت مؤسساتها إلى عدن (عاصمة اليمن المؤقتة).
وفي العام 2016 أعلنت جماعة الحوثي تشكيل حكومة خاصة بها (غير معترف بها) معلنة رفضها الاعتراف بالحكومة الشرعية، إلا أن حكومة الجماعة تخلت عن تنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات ومرتبات موظفي الدولة.
مبادرات ذاتية
مدرسة الإخلاص، تأسست عام 1982 على نفقة الأهالي، وقد شهد مبناها تدهورا بسبب ضعف الجودة في التنفيذ كما مدير المدرسة “فيصل غلاب”: المبنى الأساسي أُنشئ بجهود الأهالي، بينما أضيفت ثلاثة فصول لاحقاً بتمويل حكومي، لكن ضعف الجودة في التنفيذ أدى إلى تدهور البنية التحتية.
وأضاف غلاب: “نسعى الآن بدعم من المغتربين لبناء فصول جديدة لتوحيد الطلاب من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي في مبنى واحد، لأن المدرسة سابقاً كانت منقسمة إلى مبنيين: مبنى في الجبل وآخر في السائلة. هذا سيزيد عدد الطلاب من 450 إلى أكثر من 600.”
ومن جانبه، أكد “جميل قائد” أحد القائمين على هذه المبادرات الميدانية، أن هذه الجهود جاءت بمبادرة ذاتية دون أي تدخل من الدولة أو الجهات الرسمية، حيث تكاتف الأهالي والمغتربون والتجار وسائقي السيارات وغيرهم لتمويل مشاريع البناء.
وبفضل دعم المغتربين، تحولت مدرسة جيل الثورة الواقعة بمديرية العدين من فصول حجرية متهالكة إلى مبنى متكامل يضم 12 فصلاً دراسياً بالإضافة إلى مرافق إدارية وصحية.
وقال هشام المليكي، المسؤول عن مبادرة إعادة تأهيل مدارس جيل الثورة: “كان الوضع السابق للمدرسة كارثياً حيث كانت المدرسة تتكون من فصول حجرية غير مشطبة وصناديق خشبية متهالكة.”
ومن جانبه أضاف نجيب غالب المليكي، مغترب يمني يقيم في السعودية، والذي تكفل بتكاليف بناء 12 فصلاً جديداً في مديرية جيل الثورة، بالإضافة إلى الإدارة ودورات المياه. فيما يجري العمل حالياً على إنشاء سور لحماية المدرسة.
كذلك مدرسة الحسن بن علي منطقة ممسى ذي حصة عزلة السارة بمديرية العدين في محافظة إب، وقد شيدت في أوائل الثمانينيات بتمويل من الأهالي.
بدأت كمدرسة ابتدائية ثم توسعت لتشمل المراحل الأساسية والثانوية، مستقبلة الطلاب من مختلف المناطق.
إلا أن تدهور مبنى المدرسة أدى إلى تقليصها، فأصبحت الآن مدرسة إعدادية، حيث تدرس فيها المراحل من الصف الأول إلى السادس للبنين والبنات، ومن الصف السابع إلى التاسع للبنين فقط.
في ظل هذا التدهور، أطلق الأهالي في المنطقة مبادرة مجتمعية بدعم من المغتربين لبناء خمسة فصول إضافية وسكن للمعلمين وفقاً لمدير المدرسة، محمد الشيخ.
رد الجميل للوطن
وفي القطاع الخدمي، أطلق أبناء مديرية العدين في محافظة إب مشروع رصف طريق نقيل المسجدين في عزلة السارة، الذي يربط بين محافظتي إب وتعز ويمتد بطول 1600 متر وعرض 6 أمتار، بتكلفة إجمالية بلغت 200 مليون ريال بالعملة القديمة، بالإضافة إلى 109 آلاف دولار مقدمة من البنك الدولي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
يقول رجل الأعمال “رشاد عبدالوهاب” المقيم في السعودية ومن أبناء عزلة السارة: “نقص الخدمات الأساسية في المناطق الريفية كان دافعاً رئيسياً لمساهمتي في تنمية منطقتي والحد من الفوارق بين المدينة والريف.”
فيما أكد رجل الأعمال “نشوان عبدالكريم” أنه يركز على دعم المشاريع الخدمية والبنية التحتية، مثل بناء المدارس والمساجد وصيانة الطرق لمساعدة أبناء منطقته على تحسين أوضاعهم المعيشية.
أما المغترب طه علي سعيد فقال: “عدم توفر الخدمات الأساسية التي كان من المفترض أن تقدمها الدولة والتي حرمنا منها لسنوات طويلة كان الدافع الأكبر لدعم هذه المبادرات. نحن نعمل طلباً للأجر والثواب من الله، وجزءٌ من واجبنا لرد الجميل لوطننا.”
وفي السياق نفسه، قال الصحفي زايد سلطان إن المبادرات المجتمعية بدعم المغتربين تؤدي دوراً حيوياً في تحسين أوضاع المناطق الريفية، خاصة في ظل الحرب وانقطاع المرتبات وتدهور الخدمات وغياب مؤسسات الدولة.
ودعا سلطان وسائل الإعلام الحكومية والخاصة إلى تسليط الضوء على هذه الجهود، وتعزيز التغطية الإعلامية لقصص النجاح التي تحققها المبادرات بهدف تشجيع المزيد من الدعم والتكافل الاجتماعي.
مرتبط
الوسوم
مبادرات مجتمعية
إب
اليمن
ترميم المدارس
رصف الطرقات
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news