واقع مرير وأزمة أخلاق

عدن توداي

بقلم/نجيب الداعري

مهما اختلفت مسمياتنا للاشياء ومهما تنوعت الكلمات في وصفها فمدلولها واحد يعبر عن معاناة فئة تعاني من الفقر والحاجة و الفاقه والعوز المادي في ظل ما تعانيه البلاد من ازمات,

والمؤسف في الامر هنا ان البعض إلا من رحم الله ما زالوا ينظرون لمن تنطبق عليهم تلك المسميات بنظرات الاحتقار, ولا يبالون او يرأفون بحالهم, ولا يعمدون حتى الى مواساتهم في افراحهم او في أحزانهم ويمتعظون منهم وكانهم هم من ارادوا لأنفسهم ذلك الامر , وتناسى اصحاب النظرات المجحفة بحق أولئك التعساء المستضعفين بان الله سبحانه وتعالى هو من وزع الارزاق واراد لهم ذلك لحكمة عظيمة,, ومع ذلك كله يجول في الخاطر سؤال : لماذا تلك النظرات بحقهم؟

ولماذا ذلك التعامل المخزي معهم؟

هل كل ذلك لانهم فقراء الحال والمال؟

اعلموا يا اصحاب تلك الرؤيا الضيقة بان الفقراء حتى وان لم يكونوا اصحاب مال او ليس بمقدورهم توفير لقمة العيش لذويهم, إلا انهم بالخلق والادب والعفاف اغنياء دونا عن الغير مع ان الشائع لدى الجميع بان الفقر هو فقر المال,بينما تناسوا بل غفلوا عن حقيقة ملموسة لمفهوم الفقر ,فقد تجد ممن فتح الله عليهم ماديا يعانون من ازمة اخلاق فيما بينهم, وعليه فالفقراء اغنياء خلقا بينما الاغنياء إلا من رحم الله فقراء خلقا

مقالات ذات صلة

صـورةٌ وتـعــــــليق.. بقــــــــلم /عبدالسلام فارع

د. عصام المقبلي

نقول لمن لا زال يؤمن بذلك المفهوم الخاطئ عن لغة الفقر والفقراء والذي ينص على انهم لاينتمون الى الطبقات الراقية ولا يمكن باي حال من الاحوال مقارنتهم بهم او مشاركتهم مجالسهم وموائدهم ,,تذكروا ايها الأعزاء بان يوم العرض ستكونوا فقراء ذليلون امام الواحد القهار,, وستحاسبون على كل نظرة سخط وتعالي وكبرياء وامتعاض تعاملتم بها مع تلك الشريحة المسماه بالفقراء,

فحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا…..

ولا يخفاكم بان هناك العديد والعديد ممن يعانون الفقر والعوز وهم كثر,,, فالبعض تكون تلك السمة مرافقه له منذ نعومة أظافره ورافقته حتى بعد ان اشتد عوده واوصلته الى ماهو عليه اليوم ,,

ومع هذا وذاك واختلاف تلك المسميات فجميعها جعلت ممن هم عليه يعانون, ورغم تلك المعاناة إلا ان البعض استغل واقعه وتعايش معه واستطاع ان يتعلم منه الدروس وياخذ منه العبر والعظات والتي تجسدت في تعلم فنون التعامل مع الغير وتجنب الإنعزال والانطواء على الذات ومحاولة الانخراط والتعايش مع المجتمع حتى وان كان معدما, واثراء سمة جبر الخواطر لما لها من دلالة ايجابية تعزز حب الخير للغير , وتخفف من الهم ووجع المعاناة,

الجميع لديهم معاناة,,,

فمن كانت معاناته مادية فليبشر خيرا ويطمئن بان معاناته مؤقته وستفرج, ولكن من كانت معاناته اخلاقية, فــ ليعيد ترتيب أوراقه جيدا كونها معاناة دائمة وحلها ليس بالامر السهل,,

وعليه ان يصحح وضعه الدنيوي ويراجع حساباته كما اسلفنا , لتذهب عنه تلك المعاناة بسلام وتعود اليه طمأنينة القلب ونقاء السريره ولو بشكل مؤقت,,

والرجوع الى ربه بالتسبيح والاستغفار وذكر الله لينعم براحة بال وحياة حافلة مليئة بالحب تحفها السعادة من كل جانب…..

ختاما : علينا جميعاً ان نفهم بان المعنى الحقيقي لتلك المسميات ليس بالضرورة ان تكون احتياجات مادية, بقدر ما تكون اخلاقية بحته, لان واقعنا المرير خلق لنا ازمات متعددة كان ابرزها ازمة أخلاق و ازمة في الثقه, وجعل مسمى انا الافضل. هي السائدة ,, فيجب على افراد المجتمع ان يؤمنوا بان الثروة الحقيقية هي الاخلاق وعزة النفس , والاحساس بظروف الاخرين ممن هم حوله (اهله, اصدقائه ,زملاؤة بالعمل ,قرناءه ,وكل من له الحق عليه,,كي ينعم الفقراء و الأغنياء على حدا سواء بسلام دائم, حتى يجعل الله لهم فرجاً ومخرجا

دمتم في رعاية الله