صحيفة اسرائيلية تعتبر تصريحات ترامب عن غزة "لعبًا بالنار"

وصف المحلل الإسرائيلي البارز عاموس هرئيل في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بأنها تمثل "لعبًا بالنار" وقد تؤدي إلى تفجير صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة. ورأى هرئيل أن مواقف ترامب تضيف مزيدًا من التوتر إلى الوضع المتأزم، معتبراً إياها "قوة لا يمكن التنبؤ بها".

وركز هرئيل في تحليله على التطورات المتعلقة بصفقة الأسرى، مشيرًا إلى التهديدات التي أطلقها ترامب بفتح "أبواب الجحيم" إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين من غزة بحلول يوم السبت القادم.

كما أشار إلى أن ترامب أثار الفوضى في المفاوضات بتهديده بقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفضتا استقبال مهجّرين من غزة، وهي تصريحات قوبلت بمعارضة قوية من حماس والدول العربية.

وأكد الكاتب أن تصريحات ترامب حول الإفراج عن الأسرى تمثل تغييرًا جذريًا في نهج التفاوض، حيث كان الاتفاق السابق ينص على إطلاق سراحهم على دفعات صغيرة. لكن اليمين الإسرائيلي بدا متحمسًا لتصريحات ترامب، حيث قد توفر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخرجًا من الالتزامات الحالية. لكنه حذر من أن أي تحرك عسكري ضد حماس قد يؤدي إلى مقتل العشرات من الأسرى.

وأشار هرئيل إلى أن تعاطي اليمين الإسرائيلي مع مواقف ترامب يستند إلى افتراض أن نتنياهو ورجاله قادرون على التأثير على ردود أفعال ترامب. وأكد أن هذه التحركات، مثل خطة الهجرة الفاشلة، قد تكون مدبرة بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.

ورغم التفاؤل الذي يعيشه اليمين بالمواقف الأميركية، أبدى هرئيل قلقه من أن هذه الطريقة لن تنجح مع حماس، التي لا يمكن تغيير موقفها باستخدام القوة العسكرية.

وتساءل عن استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لتحمل العواقب إذا رفضت حماس الانصياع للإملاءات الأميركية، مشددًا على عدم تحقيق أي نصر كامل على حماس خلال الفترة الماضية.

وفي نهاية تحليله، أشار هرئيل إلى أن الوضع الحالي يشبه "اللعب بالنار"، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة خاطئة إلى تفجير الصفقة بأكملها، مما يحمل عواقب وخيمة على الأسرى والاستقرار الإقليمي.