بينما قاداته من كبار المستثمرين بالداخل والخارج .. 11 فبراير من ساحات ارحل إلى مسيرات اصرفوا مرتباتنا وانقذوا جوعنا !
قبل 1 دقيقة
اتخذ اليمنيون اسماء عدة لفبراير واطلق عليه شهر النكبات والنثرات والتآمر وضياع الدولة والربيع العبري وغيرها من التسميات التي تصف الحالة التي وصلت اليها اليمن منذ عام 2011 وحتى اليوم ليبقى الامل وسط المعاناة في العودة الى ما كنا عليه قبل ذلك الشهر والعام المشؤومين
.
لا غرابة أن نشاهد من يحتفل بخراب اليمن وضياع الدولة وهيبتها وتسمع دون خجل او حياء من يحتفي ويطلق على إسقاط الدولة بالثورة من المستفيدين في تدمير مقدارت الشعب اليمني وتحويل البلد الى ساحة حرب أبطالها تجار الحروب ممن قضوا على الدولة وأركانها المتينة القائمة على نظام جمهوري وديمقراطية تعددية وعدالة اجتماعية بعيدة عن الطبقية والتميز السلالي الطائفي.
ما أن يمر عام على ذكرى نكبة فبراير إلا وتضاعفت المعاناة وارتفع أنين الفقراء ممن لا يجدون قوت يومهم حينما تبخرت خطب زعتر والزنداني ومهرج الساحات القرني وغيرهم لتذهب تلك الوعود والأحلام الوردية في مهب الريح.
من كان يشكو سعر كيس الدقيق بثلاثة الف ريال اليوم يدفع 54 الف ريال، وقيس على ذلك بقية الأسعار في السلع الغذائية والاستهلاكية التي تذبح المواطن دون قبلة ، قضي على مستقبله جل همه كيف يوفر قوت يومه ويصارع الحياة بعد أن كان آمنًا مستقرًا لا يخاف أن يأتي عليه يوم ولا يجد لأطفاله ما يسد رمقهم .
للأسف صارت اليمن من شمالها إلى جنوبها تصرخ لا يسمعها أحد، غادرت قيادات الساحات خيمهم وسكنوا الفلل والقصور في مشارق الأرض ومغاربها، نهبوا الدولة وأفرغوا خزانتها بمجرد أن جلسوا على كراسي السلطة، ولم يكتفوا بما جنت أيدهم من جُرم بحق الوطن والشعب بل أخذوه إلى حرب طاحنة أفضت إلى تشريدهم من منازلهم ومزارعهم يعيشون حياة بدائية في مخيمات اللاجئين يقاسون البرد والأمراض ونقص الغذاء بينما تقاسم قادة الساحات خيرات الوطن المسلوب من حوثي وإخوان ومن والاهم في اللقاء المشترك الذي ترك الساحة يعبث بها العابثين .
إنها ثورة الساحات وجماعات "ارحل" ، لاشعلوا وقود الحرب ودمّروا الجيش الوطني وهيكلوه وصار المدرس قائد لواء وعميد وسارق الجولات الحوثي يتولى جهاز الاستخبارات والسلالي وزير دفاع لمليشيا ارهابية اغتصبت الدولة في انقلاب 2014.
اليوم، شباب الساحات بلا مستقبل عاطلين مجرد بوق يهتفون لفبراير كلما حلت ذكرى النكسة وإن كان الكثير منهم يعض أصابعه على الخدعة التي اوقعوا فيها كقطيع ساروا بهم الى مقصلة الذبح ضاع مستقبلهم لا فرص عمل ولا تعليم مجاني، الطريق الوحيد المفتوح أمامهم طريق الموت في جبهات القتال
مع الحوثي او في ما يسمى بالمقاومة الإخوانية بمناطق الشرعية .
اربعة عشر عامًا من الضياع والشتات والحرب والانقسامات والعبث بالمال العام، ماذا تبقى للمواطن اليوم سوى الخروج بتظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاج لما وصلت اليه اليمن من انزلاق وتدهور وتدني مستوى الأجوار وهبوط للعملة الوطنية وتفشي الفساد وغياب للامن والاستقرار وتشظي المجتمع.
اليوم، يأتي 11فبراير سيء الصيت والناس بلا مرتبات وهم بالشوارع يطالبون بلقمة العيش والكرمة وبمحاسبة المسؤولين الفاسدين وسيادة الدولة على الجو والبر و البحر وإنهاء انقلاب الحوثي واستعادة الدولة والديمقراطية والكرامة ولا يجدون من يسمع أصواتهم بعد ان سكنت الشرعية الفنادق و اشترى مسؤوليها القصور في أروبا وأمريكا ودول عربية ونهب الحوثي في الداخل أراضي الدولة وفرض على اليمنيين الخُمس والجبايات وملأ السجون بالمختطفين المعارضين والمناهضين لمشروعه الإمامي.
ها هي اليمن كما حلم شباب الساحات في اسقاط النظام دولة فاشلة تعيش على المساعدات والتسول ينهش جسدها كل طامح بالسلطة وناهب للمال العام، سقط النظام وحلت المليشيات وتربع على كرسي السلطة الفاسدون ولا يُحاسبون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news