د.فارس قائد الحداد *
منذ اندلاع الحرب الدائره في السودان بين الجيش والدعم السريع على السلطة خلفت هذه الحرب ماساة يندلها جبين الانسانيه حيث نزح منها ما يقارب 11 مليونا نازح الى عده دول عربيه منها مصر وفي وليبيا وغيرها من الدول والجوار هروب من جحيم الموت في السودان لينتقلوا الى جحيم الموت الاخر في رحلة الموت في صحاري ليبيا وفي بلدان اللجوء الأخرى فليبيا واحده من الدول التي فروا إليها الملايين على أمل على امل ان يجدوا حياه شبه مستقره وقبولا وارتياحا شعبيا من الليبيين ومعاملتهم معامله اخويه وانسانيه باحترام في بلد عزيز كالجماهيريه الليبيةكلاجئين دفعت بهم الحرب الى ترك منازلهم وبلادهم وديارهم بحثا عن قليل او بصيص من السلام والامن بجوار الليبيون وبلدان اللاجئين الأخرى
لكنهم لم يكونوا يعلمون انهم وصلوا الى مستنقع الموت الاخر سوى كان في صحاري ليبيا اووفي داخل ليبيا نفسها حيث شكلت ايضا معتقلا بل سجنا كبيرا لالاف بل ملايين اللاجئين السودانيين تجاوزات اعراف واخلاق اللاجئين من قبل سلطات وحكومة ليبيا في الشرق والغرب الليبي ومن عامة الناس لم يكونوا يعلموا ان مصيرهم هو الموت الاخر ايضا في هذا البلد العزيز التي تحول من بلد الاخوة والجوار إلى بلد الاول عالمياً واقليميا في امتهان كرامة وعرض وشرف اللاجئين فاصبحت ليبيا اليوم سجن المكتظ بالالاف بل بالملايين من اللاجئين السودانيين الحبيب فاين اخلاق واعراف اللاجيين يا ابناء ليبيا حيث تعرضوا الالاف من ابنا السودان الحبيب اللاجئين لابشع صور الانتهاكات ما بين قتل وسجن واتاجر بالبشر للجنسين والاطفال داخل ليبيا في هذا البلد الممزق وايضا .
فالمراة العزيزة “س” تقول دعوت ربي أن نموت كلنا معا أنا وأطفالي”
“التركينة” -وتعني الركن في العامية الليبية- هي اسم يطلق على مراكز احتجاز عشوائية يحتجز فيها مهربو البشر في ليبيا المهاجرين حتى يدفعوا مالا مقابل إطلاق سراحهم حسب روايات متطابقة من مهاجرين في ليبيا .
” المهربون الوجه الآخر للموت في ليبيا حيث يدخل صباح كل يوم بهواتف ليتصل المحتجزون بمن قد يدفع فديتهم”وقد يترك المهاجرون مبلغا لدى المهرب في مصر على أن يرسله إليهم بعد أن يجتازوا الحدود. لكن المهرب القاتل قد يتنكر للمهاجرين ولا يرد على اتصالاتهم اليومية من الأسر،
فظنت “س” أن في ليبيا حياة أفضل لها ولأطفالها بعد أن ضاقت بهم السبل العيش في مصر الكنانه و”أصبحوا عرضة للنبذ والعنصرية والعنف” الذي تعامل معهم ابناء الاخوه في مصر بتعامل قذر لا يعبر عن عراقة مصر وشعبها وقيادتها شأنهم في ذلك شأن بقية السودانيين آخرين تحدثنا إليهم من بين مئات الآلاف الذين دخلوا مصر هربا من الحرب.
لكن حياة “س” في ليبيا “جحيم مستعر آخر “.فقضت وأطفالها وزوجها في “التركينة” نحو شهرين مع مهاجرين آخرين.في غرفة للنساء والأطفال مفصولة عن زوجها الذي أودع غرفة خاصة للرجال، ذاقت وابنتها وولدها ألوانا منالعذاب، تتذكرها بتفاصيل مؤلمة.”مازالت علامات الضرب على أجسامنا أنا وأطفالي.. ابني وابنتي أصيبا بالتبول اللاإرادي من الرعب والتعذيب، يضربون ابنتي ويضعون أصابع ابني في فرن مشتعل أمام أعيني” تقول “س” باكية بحرقة.”في أحيان كثيرة دعوت ربي أن نموت كلنا معا في آن واحد، لا سبيل آخر للخلاص”، تقول أيضاً”يتقطع قلبي عندما يقول لي ابني إن الجوع سيقتله” تقول” س” وصوت رضيعها الباكي يغطي على صوتها، وهي تقول لي “جائع هو الآخر لكني لا أملك غير صدري أرضعه حتى يهدأ، رغم أنه لا يوجد به ما يشبعه”.لم تأمن العائلة شر العصابات النازية الليبية واجهزتهم الامنية الاجرامية التي يعتقد أفرادها أن المهاجرين السودانيين يخفون مالا كثيرا
ليقول واحد من أولئك العصابات الاجراميه الليبية”أنتم السودانيون كذابون تدعون الفقر ” وغيرها من نازية الالفاظ تنقلت “س” من مكان لمكان حتى آوتها عائلة مهاجرين في ليبيا.يبقى عليها أن تطعم أطفالها وتحميهم، حتى بالموت الذي تتمناه لها ولهم لكننا نقول لك أيتها العزيزة “س” وكل الشريفات العزيزات حرائر السودان وليبيا فدموعكن وحزنكن ستكون صيحة ومواجة عذاب تلاحق أولئك العصابات الاجراميه في ليبيا ولن ينعموا بسلام .
هذه الماساه الحقيقيه شكلت فاجعة للتاريخ بل للاجيال بانما يحدث اليوم للاجيين السودانيين في هذا البلد ليبيا الذي مزقته الحرب ماساة مؤلمه لم تحدث في التاريخ فأصبحوا يعيشون موتين أمام نفاق ونازية العالم العربي والدولي الذي ينتظر منهم فتح ملف جرائم الانتهاكات والعنف التي مارسة سلطات ليبيا في الشرق والغرب الليبي بحق اللاجيين السودانيين وسجونها فمتى سيغلق سجن ليبيا الكبير بحق ابناء الشعب الليبي وبحق اللاجئين السودانيين ومتى سيتحرك العالم لانقاذ الملايين الاحرار القابعين في سجون ليبيا النازية وماذا سيقول التاريخ للبيين سلطات وشعب وما فعلوه بحق اخوانهم اللاجئين السودانيين.
صحافي وحقوقي يمني *
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news