عندما يصبح المعلم أفقر موظفي الدولة.. فلا تسألوا عن المستقبل

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 88 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عندما يصبح المعلم أفقر موظفي الدولة.. فلا تسألوا عن المستقبل

في كل وطن، هناك معيار لا يخطئ في قياس مستقبله: انظر إلى حال معلميه، وستعرف إلى أين يتجه. إذا كان المعلم مكرّمًا، فالوطن يسير نحو الازدهار، وإذا كان مهمشًا، فاعلم أن المجتمع يسير نحو هاوية الجهل والانحدار.

المعلم ليس مجرد موظف يؤدي واجبًا يوميًا، بل هو الركيزة التي تُبنى عليها الأجيال، والأساس الذي تقوم عليه الحضارات. فكيف لو كان هذا الأساس هشًّا، يكافح لقوت يومه، ويصارع ظروفًا قاسية لا ترحم؟ كيف لو باتت مهنة صناعة العقول مرادفًا للفقر والعوز؟

حين ترى معلمًا يعاني، فاعلم أن الوطن قد تخلّى عن مجده، وأن المجتمع قد بدأ في فقدان بوصلته. فالمعلم ليس مجرد فرد في المجتمع، بل هو باني الحضارات، وحارس الهوية، وحامل مشعل النور في دروب الجهل. إن الدولة التي تتجاهل معلميها، إنما تهدم بنيانها بيدها، وتحفر قبر مستقبلها في صمتٍ قاتل.

ليست قوة الأوطان في جدرانها العالية، ولا في خزائنها المليئة بالذهب، ولا في عتادها، بل في عقول أبنائها التي يصنعها المعلم. حين تُهمل الدول معلميها، فإنها تفرّط في أمنها الحقيقي، لأن العلم وحده هو السلاح الذي لا يصدأ، والقوة التي لا تُهزم.

إن المدارس ليست مجرد أبنية من طوبٍ وأسمنت، بل مصانع للعقول، ومختبرات للنهضة. وما فائدة الجدران إن لم يكن داخلها فكرٌ يُنير، وعلمٌ يُغيّر؟ الأمة التي تجعل من المعلم مجرد موظف مُهمّش، تهدم أعمدة مستقبلها بيدها، وتحكم على نفسها بالبقاء في الظل.

حين يكون راتب المعلم أَقَلَّ راتبٍ فِي سُلَّمِ رَوَاتِبِ الدَّوْلَةِ، بالكاد لا يكفيه ليومين أو ثلاثة، فاعلم أن الدولة قد اختارت الجهل على العلم، والانحدار على الصعود. المعلم ليس موظفًا يؤدي مهامًا يومية، بل هو قائد يصنع العقول، ومهندسٌ يبني المستقبل.

كيف لو كانت الدولة تهمل معلميها، فهي تهدم مستقبل شعبها بيدها؟ كيف لأمة أن تزدهر ومعلموها يتسولون الاحترام قبل الحقوق؟ كيف لمجتمع أن يتقدم، وقدوته مسحوقة تحت وطأة الفقر والتجاهل؟ حين يكون المعلم عاجزًا عن تأمين أبسط احتياجاته، يصبح التعليم تجارة، وتتحول المدارس إلى مراكز للدرجات لا للعقول.

المعلم هو الشعلة التي تضيء طريق الأجيال، فإن أطفأت الدولة هذه الشعلة، غرقت في ظلام الجهل والتخلف. وحين تُكسر كرامة المعلم، لا ينهار فرد، بل تنهار أمة بأكملها.

لدينا خياران لا ثالث لهما: إما أن نجعل من المعلم ركيزة للنهوض، وإما أن نواصل سقوطنا في مستنقع التخلف. فالأمم التي احترمت معلميها، صنعت حضارتها، والأمم التي أهملتهم، أصبحت أثرًا بعد عين.

لا نهضة دون تعليم، ولا تعليم دون معلم كريم. وإذا أردنا أن نصنع مستقبلًا يستحق الفخر، فلنبدأ بصون كرامة من يصنع العقول.

الوطن الحقيقي ليس مجرد أرض وحدود…

الوطن هو عقلٌ يُفكر، وطفلٌ يقرأ، ومعلمٌ يحترق ليضيء درب الأجيال.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

معلومات استخباراتية مخيفة أرعبت واشنطن ودفعتها للتحرك السريع إتجاه إيران

صوت العاصمة | 690 قراءة 

قنبلة موقوتة تهدد دولًا عربية.. طارق صالح يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 560 قراءة 

أفرح كل اليمنيين.. سوريا تصدر قرار يستفز السعوديين والاماراتيين

جهينة يمن | 500 قراءة 

صدمة مدوية.. شروق احمد علي متهمة بتعاطي المخدرات وقتل مواطن سعودي بعد علاقة غير مشروعة

كريتر سكاي | 452 قراءة 

طلب مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورًا.. مسؤول في البيت الأبيض يفسر الطلب الغامض

موقع الأول | 424 قراءة 

هجوم صاروخي إيراني غير مسبوق على إسرائيل ودمار واسع في كل مكان

اليمن السعيد | 388 قراءة 

عاجل:انفجار عنيف قبل قليل.

كريتر سكاي | 375 قراءة 

الشيخ يحيى الحجوري يكشف رؤيته حول الحرب الإسرائيلية الإيرانية

المرصد برس | 319 قراءة 

ترامب: على الجميع إخلاء طهران فوراً

بوابتي | 289 قراءة 

تصعيد غير مسبوق في حرب إيران وإسرائيل والأنظار تتجه للخليج

اليمن الاتحادي | 286 قراءة