عندما يصبح المعلم أفقر موظفي الدولة.. فلا تسألوا عن المستقبل

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 133 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عندما يصبح المعلم أفقر موظفي الدولة.. فلا تسألوا عن المستقبل

في كل وطن، هناك معيار لا يخطئ في قياس مستقبله: انظر إلى حال معلميه، وستعرف إلى أين يتجه. إذا كان المعلم مكرّمًا، فالوطن يسير نحو الازدهار، وإذا كان مهمشًا، فاعلم أن المجتمع يسير نحو هاوية الجهل والانحدار.

المعلم ليس مجرد موظف يؤدي واجبًا يوميًا، بل هو الركيزة التي تُبنى عليها الأجيال، والأساس الذي تقوم عليه الحضارات. فكيف لو كان هذا الأساس هشًّا، يكافح لقوت يومه، ويصارع ظروفًا قاسية لا ترحم؟ كيف لو باتت مهنة صناعة العقول مرادفًا للفقر والعوز؟

حين ترى معلمًا يعاني، فاعلم أن الوطن قد تخلّى عن مجده، وأن المجتمع قد بدأ في فقدان بوصلته. فالمعلم ليس مجرد فرد في المجتمع، بل هو باني الحضارات، وحارس الهوية، وحامل مشعل النور في دروب الجهل. إن الدولة التي تتجاهل معلميها، إنما تهدم بنيانها بيدها، وتحفر قبر مستقبلها في صمتٍ قاتل.

ليست قوة الأوطان في جدرانها العالية، ولا في خزائنها المليئة بالذهب، ولا في عتادها، بل في عقول أبنائها التي يصنعها المعلم. حين تُهمل الدول معلميها، فإنها تفرّط في أمنها الحقيقي، لأن العلم وحده هو السلاح الذي لا يصدأ، والقوة التي لا تُهزم.

إن المدارس ليست مجرد أبنية من طوبٍ وأسمنت، بل مصانع للعقول، ومختبرات للنهضة. وما فائدة الجدران إن لم يكن داخلها فكرٌ يُنير، وعلمٌ يُغيّر؟ الأمة التي تجعل من المعلم مجرد موظف مُهمّش، تهدم أعمدة مستقبلها بيدها، وتحكم على نفسها بالبقاء في الظل.

حين يكون راتب المعلم أَقَلَّ راتبٍ فِي سُلَّمِ رَوَاتِبِ الدَّوْلَةِ، بالكاد لا يكفيه ليومين أو ثلاثة، فاعلم أن الدولة قد اختارت الجهل على العلم، والانحدار على الصعود. المعلم ليس موظفًا يؤدي مهامًا يومية، بل هو قائد يصنع العقول، ومهندسٌ يبني المستقبل.

كيف لو كانت الدولة تهمل معلميها، فهي تهدم مستقبل شعبها بيدها؟ كيف لأمة أن تزدهر ومعلموها يتسولون الاحترام قبل الحقوق؟ كيف لمجتمع أن يتقدم، وقدوته مسحوقة تحت وطأة الفقر والتجاهل؟ حين يكون المعلم عاجزًا عن تأمين أبسط احتياجاته، يصبح التعليم تجارة، وتتحول المدارس إلى مراكز للدرجات لا للعقول.

المعلم هو الشعلة التي تضيء طريق الأجيال، فإن أطفأت الدولة هذه الشعلة، غرقت في ظلام الجهل والتخلف. وحين تُكسر كرامة المعلم، لا ينهار فرد، بل تنهار أمة بأكملها.

لدينا خياران لا ثالث لهما: إما أن نجعل من المعلم ركيزة للنهوض، وإما أن نواصل سقوطنا في مستنقع التخلف. فالأمم التي احترمت معلميها، صنعت حضارتها، والأمم التي أهملتهم، أصبحت أثرًا بعد عين.

لا نهضة دون تعليم، ولا تعليم دون معلم كريم. وإذا أردنا أن نصنع مستقبلًا يستحق الفخر، فلنبدأ بصون كرامة من يصنع العقول.

الوطن الحقيقي ليس مجرد أرض وحدود…

الوطن هو عقلٌ يُفكر، وطفلٌ يقرأ، ومعلمٌ يحترق ليضيء درب الأجيال.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول ضربة جوية على مواقع الانتقالي بوادي حضرموت… الناطق العسكري يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 1088 قراءة 

هجوم على قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 812 قراءة 

قيادات حزب الإصلاح تستعد لمغادرة الحياة السياسية.. وإعلان رسمي يكشف ما يحدث خلف الكواليس

المشهد اليمني | 498 قراءة 

ناشط موالٍ للحوثيين يحذّر من انفجار مؤجّل

نافذة اليمن | 489 قراءة 

أنباء عن تعيين القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية قائداً للفرقة الثانية بـ«درع الوطن» وبدء إعادة هيكلة القوات في صحراء العبر

يني يمن | 472 قراءة 

خيانات وزراء الدفاع: كيف مهد محمد ناصر أحمد ومحسن الداعري لدخول الميليشيات؟

إيجاز برس | 448 قراءة 

ظهور قيادي عسكري جنوبي بارز في اعتصام عدن وسط انتقادات لممارسات ”المليشيات الانتقالي”

المشهد اليمني | 447 قراءة 

لحج قرارات لهاشم السيد بفصل جنود من أبناء المحافظة داخل ألوية الحماية الرئاسية واستبدالهم

موقع الجنوب اليمني | 427 قراءة 

بلا علم ولا صورة ولا دولة ..الزبيدي يترأس اجتماعاً رفيعاً لقيادة الانتقالي في قصر معاشيق

يني يمن | 299 قراءة 

حضرموت.. الانتقالي يبدأ تحركات للاستيلاء على منازل عسكريين ومدنيين

قناة المهرية | 288 قراءة