يمن ديلي نيوز:
قالت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان القاضية “إشراق المقطري” إن وفاة أسير الحرب “محمد علي النسيم” بعد أيام من الإفراج عنه من سجون جماعة الحوثي وظهور آثار تعذيب ليست الأولى.
وأردفت في حديث خاص مع “يمن ديلي نيوز” حول تعذيب أسرى الحرب أن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وثقت عشرات الوفيات بالتعذيب في سجون جماعة الحوثي.
واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان هيئة يمنية مستقلة، تعمل على توثيق الانتهاكات منذ العام 2011، وتحقق في جرائم الحرب والتعذيب، بهدف محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا وفق المعايير الدولية.
وكان فيديو وصل “يمن ديلي نيوز” أظهر آثار تعذيب على جسد الأسير “النسيم” الذي توفي السبت الماضي أثناء نقله للعلاج بعد أيام من إطلاق جماعة الحوثي المصنفة إرهابية سراحه في صنعاء بسبب تدهور حالته الصحية.
شتى الوسائل
عضو اللجنة الوطنية “المقطري” في حديثها مع “يمن ديلي نيوز” قالت إن اللجنة وثقت 140 حالة وفاة لمعتقلين مدنيين وغير مدنيين نتيجة التعذيب في سجون الحوثيين.
واتهمت جماعة الحوثي باستخدام “شتى الوسائل في تعذيب المعتقلين، مثل استخدام الكهرباء والأسلاك وأشكال العصي والتعليق، وغيرها من الوسائل التي تم اتباعها بحق الضحايا، من واقع شهادات المئات”.
وقالت: اللجنة وثقت وفاة عشرات المدنيين بالتعذيب من أبناء المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، حيث تصدرت محافظات “تعز، والبيضاء، والحديدة، وأمانة العاصمة” العدد الأكبر، ثم “ذمار، وحجة، والجوف، وإب”.
وأشارت المقطري إلى أن هذه الحالات تم رصدها من قبل الفرق القانونية في “صنعاء، وتعز، ومأرب، والحديدة”، وتم مقابلة عشرات من شهود العيان الذين أُفرج عنهم، وتعرضوا للتعذيب وشاهدوا أشكال التعذيب بحق من توفوا نتيجة شدة العنف الذي تعرضوا له.
وتابعت: “بعض الضحايا، بسبب حرمانهم من العلاج والإسعاف المبكر جراء نتائج التعذيب، أدت وفاتهم مباشرة، بينما البعض الآخر كانت النتائج متأخرة، حيث استمروا في المرض لفترة ثم توفوا في وقت لاحق”.
سياسة ممنهجة
القاضية إشراق المقطري قالت إن تعذيب المعتقلين في سجون جماعة الحوثي “سياسة ممنهجة اتبعتها قيادات الجماعة ومشرفوها بحق محتجزين عزل يتواجدون أوقاتًا طويلة قد تصل إلى سنوات تحت رحمة أشخاص يتجاوزون الأعراف والقوانين”.
ولفتت إلى أن المعتقلين الذين توفوا تحت التعذيب منهم أحد المعتقلين من أبناء مديرية الوازعية بمحافظة تعز، الذي كان محتجزًا في مدينة الصالح، وتعرض للتعذيب طوال فترة اعتقاله بحجة أنه جاسوس يتتبع حركات مشرفي الحوثيين في منطقتهم ويناصر التحالف الداعم للشرعية.
جرائم ضد الانسانية
وذكرت أن من الحالات التي توفيت تحت التعذيب: أحد المعتقلين المدنيين من أبناء الوازعية، الذي كان محتجزًا في مدينة الصالح، وظل معتقلاً يتعرض للتعذيب.
ونقلت المقطري عن شهود أنه كان يتعرض للتعذيب من الساعة الثامنة مساءً حتى الرابعة فجرًا لعدة أيام، ويُمنع من النوم، ويُوضع في مكان يُسمى “الضغاطة”، وبعد فترة ألقوا به في وسط الزنزانة وهو ينزف حتى توفي بعد أن تم نقله إلى المستشفى.
وذكرت المقطري أن هذه الانتهاكات بحق المعتقلين المدنيين وغير المدنيين هي جرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، ومنها البروتوكول الثاني لاتفاقيات جنيف الخاص بالنزاع المسلح غير الدولي، الذي تقع اليمن ضمن تكييفه القانوني.
وقالت إن حق الضحايا في محاسبة هؤلاء الجناة هو حق أصيل وأساسي، وهو مطلب دائم يكرره ذوو الضحايا.
واختتمت حديثها بالقول إن التوصيات التي تكررها اللجنة الوطنية للتحقيق إلى كافة الأطراف، خاصة جماعة الحوثي: “هي التوقف عن اعتقال المواطنين، حظر أي شكل من أشكال التعذيب، وحماية كل من تحتجز حريته وضمان كرامته وسلامته الجسدية والنفسية والعقلية، ومحاسبة كل من تورط في أعمال تعذيب”.
مرتبط
الوسوم
إشراق المقطري
تعذيب المختطفين
سجون الحوثيين
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news