في مشهد يعكس استمرار الصراع المستعر في اليمن، صعّدت ميليشيا الحوثي من تحركاتها العسكرية في جبهات القتال بمحافظة مارب، شرقي البلاد، حيث شنت قصفًا مدفعيًا عنيفًا، واستحدثت أنفاقًا وتحصينات، إلى جانب شق طرقات وإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة، وسط محاولات مستميتة لاختراق دفاعات القوات الحكومية
.
تحركات ميدانية وعمليات عسكرية
وفقًا لمصادر عسكرية، كثّفت الميليشيا خلال الساعات الماضية هجماتها المدفعية على مواقع الجيش الوطني في جبهة البلق جنوب مارب، فيما استهدفت قصفًا مماثلًا عدة جبهات أخرى على امتداد المحافظة، في تصعيد مستمر يهدف إلى استنزاف القوات الحكومية ومحاولة تحقيق مكاسب ميدانية
.
وبحسب المصادر، فإن الميليشيا الحوثية باتت تعتمد على تفجير الديناميت في المناطق الجبلية، خاصة باتجاه جبل هيلان الاستراتيجي غرب المحافظة، بهدف استحداث أنفاق وتحصينات جديدة، في تكتيك يعكس محاولتها تحصين مواقعها أمام أي هجمات مضادة
.
كما أفادت المصادر بأن الجماعة المسلحة وسّعت في الأيام الأخيرة عمليات شق الطرقات نحو جبهات القتال، مستخدمة معدات ثقيلة لتعزيز مواقعها القتالية، في مؤشر على استعدادات لهجمات واسعة أو مواجهات طويلة الأمد
.
الجيش يرد ويعلن إفشال الهجمات
في المقابل، أعلن الجيش اليمني إحباط محاولات تسلل وهجمات حوثية في عدة جبهات، بينها الكسارة والمشجح ومدغل، حيث استخدمت الميليشيا المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والقناصة، ما أسفر عن إصابة أربعة من جنود الجيش الوطني، وفق ما أفاد به موقع “سبتمبر نت” التابع للقوات المسلحة
.
كما أكد الجيش أنه ردّ على مصادر النيران الحوثية بقصف مواقعها، ما أدى إلى إعطاب آلية قتالية تابعة للميليشيا في قطاع الفليحة جنوب المحافظة، إلى جانب استهداف دقيق لموقع حوثي في قطاع رغوان شمال غرب مارب، أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الجماعة وتدمير نقطة استهداف تابعة لها
.
تصعيد في ظل تهدئة إقليمية
يأتي هذا التصعيد الحوثي في ظل تحركات عسكرية واسعة، مستغلة تراجع التصعيد الإقليمي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لتعزيز عملياتها ضد الجيش اليمني، ضمن مشروع حرب مستمرة تهدف إلى رفع معنويات أنصارها، وخوفًا من أي تداعيات قد تترتب على انتهاء حالة التوتر الإقليمي التي كانت تستخدمها الجماعة كغطاء لتصعيدها العسكري
.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون تحركاتهم الميدانية، يبقى الوضع في مارب مفتوحًا على احتمالات التصعيد الأوسع، في معركة لم تضع أوزارها بعد، وسط محاولات كل طرف لإعادة رسم معادلة القوة في واحدة من أكثر جبهات الحرب اليمنية تعقيدًا وأهمية
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news