ما بدائل الدستور وسقف المرحلة الانتقالية في سوريا؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ما بدائل الدستور وسقف المرحلة الانتقالية في سوريا؟

القرارات التي صدرت ليلة الأربعاء من قصر الشعب بدمشق ترسم أولى ملامح خارطة الطريق التي ستمضي بها سوريا الجديدة ما بعد سقوط نظام الأسد، وتثير في المقابل عدة تساؤلات جوهرية تتعلق بالدستور والسقف الزمني للمرحلة الانتقالية.

هذه المرحلة سيقودها أحمد الشرع، ومن المقرر أن تكون جسرا تنتقل عبره البلاد من الضفة التي تركها عليها الأسد إلى الثانية التي طالما حلم ونادى من أجلها السوريون، بعد اندلاع ثورتهم في 2011.

وشملت قرارات قصر الشعب التي أعلن عنها من جانب "إدارة العمليات في سوريا" وبحضور قادة فصائل عسكرية من وسط وشمال وجنوب البلاد إلغاء العمل بدستور 2012 وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية.

وبعدما تم تكليف الشرع بمهام رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية تمت الإشارة إلى القرار المتعلق بحل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، على أن "تدمج في مؤسسات الدولة".

القرارات نصت أيضا على حل مجلس الشعب المشكل في عهد الأسد واللجان المنبثقة عنه، مع حل "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان.

كما تم أيضا اتخاذ قرار بضم جميع أصول الأحزاب المذكورة التي تم حلها إلى الدولة السورية.

هل من بدائل للدستور؟

مطلع الثورة السورية كان الدستور المعمول به في سوريا هو دستور عام 1973، والذي عُدل مرتين، الأولى عام 1981، والثانية عام 2000 لتعديل السن القانونية لرئيس الجمهورية من سن الأربعين إلى الرابعة والثلاثين.

وفي أكتوبر عام 2011 أصدر رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، مرسوما تشريعيا حمل رقم 33 وقضى بتأليف لجنة إعادة كتابة الدستور.

كانت هذه اللجنة مكونة حينها من 29 عضوا، وبعد تشكيلها صدر مرسوم جمهوري آخر في فبراير 2012 وقضى باعتماد الدستور الذي يعرف بدستور 2012.

وبموجب قرارات قصر الشعب، ليلة الأربعاء، لم يعد هناك أي عمل بالدستور المذكور، وينطبق ذات الإجراء على بقية القوانين الاستثنائية التي صدرت في عهد الأسد المخلوع.

ويرجح المحامي السوري، عارف الشعال، المقيم في دمشق أن يتجه الشرع إلى إصدار "إعلان دستوري" في المرحلة المقبلة بنفسه أو قد يكلف "المجلس التشريعي" بهذا الإجراء.

وتم تفويض الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، ويتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذ.

ومن ناحية أخرى لا يستبعد الشعال في حديثه لموقع "الحرة" احتمالا آخرا وهو أن لا يصدر الشرع أي إعلان دستوري بحسبان أنه قد يحدد ويحد من الصلاحيات الخاصة به.

وتوجد عدة خيارات كبدائل دستورية بعد إيقاف العمل بدستور 2012، وفقا للمحامي والقانوني السوري، مازن درويش.

من بين هذه البدائل "إعلان دستوري" تتعدد فيه المبادئ أو إصدار دستور مؤقت، وهو الأمر الذي يتطلب وجود المجلس التشريعي أو الهيئة التشريعية.

ويوضح درويش أن إعلان المبادئ الدستورية قد يكون بناء على دستور 1950 أو 1953 وقد يقتبس أيضا من المواد المعمول بها سابقا في دستور 2012.

ويضيف: "الخيارات كثيرة من الإعلان الدستوري، وصولا إلى الدستور المؤقت الذي قد تصدره الهيئة التشريعية" المراد تشكيلها.

ماذا عن المجلس التشريعي؟

ولا تعرف حتى الآن الآلية التي سيتم من خلالها اختيار أعضاء "المجلس التشريعي".

ومع ذلك فوضت القرارات الصادرة الشرع بتشكيله.

ويقول المحامي الشعال إن الشرع "له تفويض مطلق بتعيين مجلس تشريعي بدون التقيد بعدد أعضاء أو مواصفات أو نسب تمثيل، أو غيره".

وهذا المجلس يتولى مهمة إصدار القوانين أو إلغائها أو تعديلها، لكن وبرأي المحامي السوري "لا يحق له إصدار المراسيم التشريعية".

أما بالنسبة للسلطة القضائية، وعملا بأحكام المادة 65 من قانون السلطة القضائية، يعتبر الشرع رئيسا لمجلس القضاء الأعلى وينوب عنه وزير العدل.

كما يوضح الشعال أن الشرع وفي ضوء بيان انتصار الثورة وفي ظل عدم وجود أية وثيقة دستورية تنظم أو تحدد سلطاته يعتبر رئيسا للسلطة التنفيذية، ويتمتع بكامل الصلاحيات لممارسة وظيفته.

وبالتالي له سلطة إصدار المراسيم التنظيمية أو الفردية، وله سلطة كاملة على الجهاز التنفيذي للدولة لجهة التعيين والإقالة بدءا من رئيس الوزراء والوزراء والسفراء، والمدراء العامون، وانتهاء بأصغر موظف في أية دائرة حكومية.

هل من سقف للمرحلة الانتقالية؟

ولا يمكن تحديد الفترة الانتقالية وقد تطول أو تقصر ولكنها تنتهي بإقرار الدستور الدائم ووضعه موضع التنفيذ كما ورد بالبيان أمس، كما يشير المحامي، عارف الشعال.

ويوضح المحامي السوري درويش أن الإدارة السورية الجديدة يمكن أن تلزم نفسها بمدة زمنية معينة، على صعيد السقف الخاص بالمرحلة الانتقالية.

ومع ذلك يقول إن "انتهاء المرحلة وبشكل عملي يجب أن يحصل عندما يكون هناك دستور وانتخابات".

وقد تتحدد المرحلة الانتقالية من عامين إلى 4 سنوات.

وخلال المدة المذكورة من المفترض أن يكتب الدستور وتجرى الانتخابات على أساسه.

وتسود ضبابية في الوقت الحالي عن الجهة التي ستتولى كتابة الدستور الجديد لسوريا، وما إذا كانت ستظل موكلة للجنة الدستورية التي تم تشكيلها في 2018 أم لا.

ويعتقد درويش أن إحدى وظائف السلطة الانتقالية قد تكون إنتاج دستور جديد وبالتالي إقراره بعد عرضه على الاستفتاء الشعبي.

وعندما يعرض على الاستفتاء وتجرى الانتخابات فيما بعد تكون المرحلة الانتقالية قد انتهت بشكل فعلي.

وسبق وأن أشار الشرع في تصريحات سابقة إلى أن تنظيم انتخابات في البلاد قد يتطلب أربع سنوات، وقال أيضا إن عملية صياغة الدستور قد تحتاج "أطول مدة ممكنة"، وحددها بثلاث سنوات.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عيدروس الزبيدي يوجه رسالة غير متوقعة لابناء المحافظات الشمالية ويؤكد هذا الامر

كريتر سكاي | 554 قراءة 

تطور خطير.. مليشيا الحوثي تستولي على سفينة شحن تجارية وتنقلها إلى رأس عيسى

المشهد اليمني | 392 قراءة 

عاجل:لاول مرة قوات امنية ترفع اعلام اليمن في ابين

كريتر سكاي | 352 قراءة 

مليشيا الحوثي تعلن رغبتها في إغلاق الملف الذي أرهق آلاف الأسر اليمنية

المشهد اليمني | 339 قراءة 

عاجل.. انطلاق تظاهرة حاشدة في الضالع يقودها الشنفرة

موقع الأول | 336 قراءة 

عاجل:اول فيديو لرفع قوات امنية اعلام اليمن في ابين

كريتر سكاي | 248 قراءة 

استعراضات بين حضرموت والضالع بمال سعودي و إماراتي لتكريس التمزيق

موقع الجنوب اليمني | 238 قراءة 

اعلان لترامب عن حرب عالمية ثالثة

العربي نيوز | 231 قراءة 

هل هاجم ‘‘سلطان البركاني’’ عيدروس الزبيدي بكلمات غير لائقة؟ إعلان رسمي يحسم الجدل

المشهد اليمني | 195 قراءة 

قرار جديد يلزم وكلاء شركات الطيران في عدن بتنفيذ هذا الإجراء

نيوز لاين | 189 قراءة