الجنوب اليمني | خاص
أثارت دعوة أطلقها علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية، موجة من الانتقادات الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك بعد تصريحاته يوم الأحد الماضي، التي أكد فيها جاهزية العاصمة عدن لاستقبال كافة بعثات ومكاتب المنظمات الدولية، مشيرًا إلى استعداد المجلس لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء هذه المنظمات لمهامها دون قيود.
تصريحات الكثيري لاقت استغرابًا واسعًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا ما وصفوه بـ”الانفصال عن الواقع”. وأشاروا إلى أن دعوة المنظمات للعمل في عدن تتناقض مع الوضع المتردي في المدينة، خاصة مع الانهيار الكبير في قطاع الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء، حيث تشهد عدن انقطاعًا مستمرًا للطاقة وعجزًا عن تشغيل محطات الكهرباء.
انتقادات لاذعة
وصف المعلقون تصريحات الكثيري بأنها تعكس عدم مسؤولية، داعين إلى إصلاح الأوضاع في المدينة قبل توجيه مثل هذه الدعوات. وأكدوا على ضرورة توجيه الموارد المنهوبة لتحسين الخدمات الأساسية والنهوض بالمؤسسات قبل السعي لجذب المنظمات الدولية.
علق أحد المتابعين على منشور الكثيري بقوله: “الكثيري هو أكبر مهرج داخل المجلس! يطالب المنظمات الدولية بفتح مكاتبها في عدن، بينما المدينة غارقة في الظلام بسبب فسادهم.” فيما تساءل آخر: “هل الكثيري يقدر يوفر وقود لكهرباء عدن؟ كلامه هذا غباء أو استفزاز للشعب.” وأضاف معلق ثالث: “مدينة بلا خدمات وجاهزة لاستقبال البعثات؟ هل هذه نكتة يا كثيري؟”
السياق الرسمي للتصريحات
جاءت تصريحات الكثيري خلال استقباله السيدة إيمان الشنقيطي، نائب المنسق العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، والسيد سعيد حرسي، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المشاريع “أوتشا”. وخلال اللقاء، شدد الكثيري على توجيهات عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لعمل المنظمات الدولية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب.
وأشاد الكثيري بما وصفه بالاستقرار الأمني والظروف المواتية في عدن، مشددًا على أهمية الانتقال من الاستجابة الإنسانية العاجلة إلى التنمية المستدامة. كما ناقش اللقاء إنجازات مكتب الأمم المتحدة في المجالات التنموية والإغاثية، وخططه للعام 2025 بالتعاون مع المنظمات المحلية.
تقييمات متباينة
بينما يرى المجلس الانتقالي أن دعوة المنظمات الدولية تعكس جاهزية عدن لاستقبال البعثات، يرى المعلقون أنها تغفل التحديات الحقيقية التي تواجه سكان المدينة. تظل المطالب الشعبية متمحورة حول تحسين الخدمات الأساسية قبل أي خطوات لاستقطاب جهات خارجية.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news