شعور مؤلم وموجع واحساس كبير بالقهر والاحباط انتاب أبناء المحافظات الجنوبية، وخاصة أبناء مدينة عدن الباسلة، عقب تصريح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي" خلال اللقاء التلفزيوني الذي اجرته معه قناة "سكاي نيوز العربية" حين طرحت عليه المذيعة سؤال غريب ومستفز، فكان رد الزبيدي صادم ومجحف وغير منصف في حق اليمنيين بشكل عام وأبناء المحافظات الجنوبية بشكل خاص.
المذيعة الحسناء التي لم تتوقف عن الابتسام كالبلهاء طوال الحوار التلفزيوني مع الزبيدي، فاجأت المشاهدين والمتابعين للحوار بسؤال يكشف عن جهلها الكبير، وعدم معرفتها باالاوضاع المزرية التي يعيشها اليمنيين في المناطق المحررة التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، ويحكم المجلس الانتقالي الجنوبي قبضته على مساحة شاسعة من تلك المناطق.
فقد وجهت المذيعة سؤال للأخ عيدروس الزبيدي، عن الأوضاع الاقتصادية لأبناء الجنوب، وقالت (( هناك بعض التردي الاقتصادي في المناطق الجنوبية، فكيف تسعون لحلها))...وتوقع الجميع أن يكشف الزبيدي لها الحقيقة، ويؤكد لها ان الصيغة التي وضعت بها السؤال تعطي الانطباع للمشاهدين والمتابعين بأن الأمور مستتبة في المناطق الجنوبية وعلى خير ما يرام، وان هناك فقط بعض التردي للأوضاع الاقتصادية، لكن الزبيدي لم يفعل ذلك، بل ضحك على المذيعة وعلى كل ابناء الجنوب، وانكر الحقيقة المرة والمؤلمة والظروف القاهرة التي يعيشها الجنوبيين.
وكان بإمكان الزبيدي ان يبين للمذيعة مدى جهلها بما يعاني منه الجنوبيين، وان يخبرها ان المسألة ليست مسألة بعض التردي، بل إن الوضع كارثي ومدمر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا رواتب ولا أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وأبناء المحافظات المحررة يعيشون جحيم حقيقي ومعاناة رهيبة منذ أكثر من عشر سنوات، وكان عليه ان يكشف لها أيضآ ان الجنوبيين لا يفتقدون فقط ما يسد رمق جوعهم ويسكت صرخات أطفالهم ونساءهم من شدة المعاناة، بل إن جميعهم لا يشعرون بالأمن لا على ممتلكاتهم ولا على حياتهم.
وتمنى كل ابناء الجنوب ان يكون الزبيدي منصفا لهم ويقول كلمة الحق، ويوجه لابناء الجنوب كلمة شكر وتقدير وثناء، على بطولاتهم وصبرهم الذي صار وسام يكشف مدى قوتهم وصلابتهم وقدرتهم الهائلة على تحمل المعاناة، لكنه خذلهم ولم ينصفهم، ورفض ان يوصل للعالم حجم معاناتهم والجحيم الذي يعيشون فيه دون أن يلوح لهم بالافق اية بوادر لتحسين هذا الوضع الكارثي والمؤلم.
لقد تابعت اللقاء بالكامل، ووصلت إلى قناعة راسخة لأحد امرين، فإما ان المذيعة ليست محترفة، أو ان اللقاء مع الزبيدي لم يكن مخطط له من قبل القناة، وجاء عن طريق الصدفة، فالمذيع المحترف والذي يجيد مهنته ويحترم جمهوره ومتابعيه، ويشعر بالانتماء للقناة التي يعمل فيها، ينبغي أن يكون مستعدا لهذه المقابلة ويكون لديه معلومات وافرة عن الشخصية التي ستجري معها الحوار، بالإضافة إلى معلومات كاملة عن الأوضاع في الجنوب، ليكون اللقاء مثمرا ومفيدا لها ولجمهورها.
لكن وللأسف الشديد، فالمذيعة لم تكن تملك أي معلومة، وإلا لكانت سألت الزبيدي عن سبب عدم تواجده مع ابناء شعبه ليشاطرهم المعاناة والظروف القاسية، ولماذا لم يحقق للجنوبيين حلمهم بقيام الدولة الجنوبية المستقلة التي وعدهم بها منذ عشر سنوات، أو على الأقل يصارحهم بسبب تأخر تحقيق هذا الحلم، والسؤال الأهم، لماذا ترك العاصمة المؤقتة وغادر مع عائلته تاركا ابناء الجنوب يعانون من ويلات الجحيم دون أن يفعل أي شيء لانقاذهم، باعتباره المسؤول الأول عنهم، أو على الأقل يبذل كل الجهود لاخراجهم من تلك المعاناة القاسية والمؤلمة؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news