كتابة ونقل أ. د. عبدالله عبدالله عمر جامعة لحج
في مستهل منشورنا هذا المخصص لنشر قصيدة الشاعر الأمير صالح بن سعد بن سالم – رحمه الله - نرفع أسمى آيات الشكر وباقات الامتنان معطرة بالعرفان لأستاذنا الفاضل الأديب والمؤرخ كمال حسين منيعم مبعوث وزير الثقافة الأسبق محمد جرهوم الذي كان له الفضل – بعد الله عز وجل – في الحصول على نسخة من القصيدة التي ألقيت في القاهرة سنة 1927م تكريمًا لتنصيب الشاعر أحمد شوقي أميرًا للشعراء، وكانت مشاركة ابن لحج الأمير في هذا المهرجان تمثيلًا للسلطنة العبدلية ونيابةً عن شعراء لحج وشعراء اليمن، وقد نُشرِت القصيدة في جريدة الأهرام بتاريخ 5/5/1927م،والشكر موصول وزير الثقافة الأسبق د. محمد جرهوم وإلى مديرة متحف شوقي السيدة أية طه محمد، وللشاعر السيد العيسوي مسؤول النشاط الثقافي بالمتحف ومحقق القصيدة.
القصيدة تتألف من خمسةٍ و أربعين بيتًا، علمًا أنّ أستاذنا الفاضل كمال منيعم -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - قد قام شرح الكلمات المبهمة وقدّم تعريفًا لبعض المواضع المذكورة في القصيدة على هامش أبيات القصيدة، ولطول القصيدة سنقتصر في هذا المنشور على إيراد نصها مجرّدًا من أي شرح أو تعليق.
نص القصيدة
يقول الشاعر الأمير صالح بن سعد بن سالم – رحمه الله -:
أيّها النيل مرحبًا ما تنادي
** ** ** صوتُك الحرُّ سائر في البلاد
أنتَ عذب وكنتَ عذبا قديمًا
** ** ** كلُّ حر إلى مياهكَ صادي
أنتَ أعطيتَ آل فرعون مُلكًا
** ** ** مستقيمًا بعدةٍ وعتاد
وسبأ وحمير ومعين
** ** ** منك قامت بثروةٍ وزياد
في ظفار ومأرب قد شهدنا
** ** ** أثرًا من علومك القِدْم باد
أنت يا مصرُ أصلُ كلِّ اختراع
** ** ** في السياسات أو في علوم المعاد
أنتِ للعلم زعيم كل عصر
** ** ** جامعات مشيَّدةٌ ونوادي
إنّ للأزهر الكريم علينا
** ** ** أيُّها العُرب حيث كنا أيادي
كنتِ لليمنِ الضعيف ملاذًا
** ** ** تنعشيه إذا عدته العوادي
ربما حان رُشدُه الان يبغي
** ** ** منكِ نورًا يقوده للرشاد
اهتديت الطريقَ والشرقُ أعمى
** ** ** فلتكوني له إذن خير هاد
** ** **
هاك صوتي ومنزلي دارُ سعد
** ** ** دون لحج بإرْم ذات العماد
لم يبقَ في عراصها من أنيس
** ** ** غيرُ كثبان لم تزرها العوادي
إنّما الريحُ شمأل وجنوب
** ** ** سَقْيها غيثها للبوادي
غير إني مع البداوة جسمي
** ** ** وفؤادي إلى الحضارةِ غادي
مؤمن لا يروق لي غير ديني
** ** ** وأنا في مسارح العلم هادي
** ** **
إنّ هذا الصدى لتكريم شوقي
** ** ** مرحبًا مرحبًا لصوتِ المنادي
لأمير القريضِ حقٌّ غلينا
** ** ** وعلى كل لافظ حرف ضاد
مجّد الشعر والقوافي أميرٌ
** ** ** قاد منها أعنّةً للجِلاد
يبعثُ الشعرَ حكمةً وسدادًا
** ** ** ليس منه مؤخَّرًا بانتقادِ
يبتني البيت بالبلاغة حتى
** ** ** إلى معانٍ يروم بازدياد
ألبس الشعرَ مُطْرَفًّا من جلال
** ** ** بعد أن ضل تائهًا في اضطهادِ
بعد بغدادٍ اضمحلتْ ذراه
** ** ** وتولى بذلةٍ وكسادِ
غادة الشعر مذ رأت منكَ شهمًا
** ** ** وخلعت للعريس ثوب الحداد
يصطفي للقصيد أي لفظ
** ** ** كلُّ معنى مزوَّق مستجاد
محكمات تسير في كل أفق
** ** ** ناشرات لواءَها في البلاد
كلُّ بادٍ وحاضرٍ يتغنى
** ** ** شعرَ شوقي ويجتني خير زاد
في خدور الظبا وفي كل قصر
** ** ** منشداتٌ من الغواني وحادي
عبقريٌّ ينظم الدر رطبًا
** ** ** زاهرات نجومه في القلاد
في صدور الملوكِ منه عقودٌ
** ** ** عند عبدالحميد ثم فؤاد
إنّ شوقي أقام للشعر سوقًا
** ** ** وحماه بحكمةٍ وسداد
نافسوه، ومن ينافس فحلًا
** ** ** ربعَ قرنٍ وخمسة في جهاد
مذ تولى أعنّة الشعر أضحى
** ** ** في العُلا شعرُه رفيع العماد
أخَّر البحتري وأحمد عنه
** ** ** وحبيبًا وخرّ شعر زياد
وبأشواقه المصوغة تببرَّا
** ** ** سابق النهج مزريًا بالعماد
ما لابن المقفع اليوم ذكر
** ** ** والحريري ولا لقسٍّ إياد
شهدتْ مصرُ للأمير بفضل
** ** ** إذ دعته أميرَ شعر العباد
كرمته ومصر تقضي بحقٍّ
** ** ** حكمُّها نافذٌ برغم المعادي
توَّجهته وتاجُها تاجُ علم
** ** ** فائقًا تاجَ هُرْمز وقياد
والذي سار خافظ وخليل
** ** ** تحت راياته طويل النجاد
يا أمير القريض، والشعر وصل
** ** ** من صلاتي بحبكم واتحادي
قد عرفناك والعلاقة شعر
** ** ** ورأيناك في النوى والبعاد
إنّ تكريمكم لحقٌّ علينا
** ** ** فاقبلوه بكاعدٍ وعداد
وعجيبٌ قصيدةُ البدو تُهدَى
** ** ** لكريمٍ بشعره بتُّ شادي
لستَ أُهدي إذًا لشوقي جزيلًا
** ** ** إنّما ذا وخالصًا من ودادي
وقبولي وإن أكن ذا فضول
** ** ** يا عزيزي هو الذي في مرادي
قصيدة الأمير اليماني اللحجي
صالح بن سعد - رحمه الله -
في حفل تكريم أمير الشعراء أحمد شوقي
........................................................................................................
شكر وعرفان لأستاذنا الفاضل الأديب والمؤرخ كمال حسين منيعم- حفظه الله- :
في مستهل منشورنا هذا المخصص لنشر قصيدة الشاعر الأمير صالح بن سعد بن سالم – رحمه الله - نرفع أسمى آيات الشكر وباقات الامتنان معطرة بالعرفان لأستاذنا الفاضل الأديب والمؤرخ كمال حسين منيعم مبعوث وزير الثقافة الأسبق محمد جرهوم الذي كان له الفضل – بعد الله عز وجل – في الحصول على نسخة من القصيدة التي ألقيت في القاهرة سنة 1927م تكريمًا لتنصيب الشاعر أحمد شوقي أميرًا للشعراء، وكانت مشاركة ابن لحج الأمير في هذا المهرجان تمثيلًا للسلطنة العبدلية ونيابةً عن شعراء لحج وشعراء اليمن، وقد نُشرِت القصيدة في جريدة الأهرام بتاريخ 5/5/1927م،والشكر موصول وزير الثقافة الأسبق د. محمد جرهوم وإلى مديرة متحف شوقي السيدة أية طه محمد، وللشاعر السيد العيسوي مسؤول النشاط الثقافي بالمتحف ومحقق القصيدة.
القصيدة تتألف من خمسةٍ و أربعين بيتًا، علمًا أنّ أستاذنا الفاضل كمال منيعم -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - قد قام شرح الكلمات المبهمة وقدّم تعريفًا لبعض المواضع المذكورة في القصيدة على هامش أبيات القصيدة، ولطول القصيدة سنقتصر في هذا المنشور على إيراد نصها مجرّدًا من أي شرح أو تعليق.
نص القصيدة
يقول الشاعر الأمير صالح بن سعد بن سالم – رحمه الله -:
أيّها النيل مرحبًا ما تنادي
** ** ** صوتُك الحرُّ سائر في البلاد
أنتَ عذب وكنتَ عذبا قديمًا
** ** ** كلُّ حر إلى مياهكَ صادي
أنتَ أعطيتَ آل فرعون مُلكًا
** ** ** مستقيمًا بعدةٍ وعتاد
وسبأ وحمير ومعين
** ** ** منك قامت بثروةٍ وزياد
في ظفار ومأرب قد شهدنا
** ** ** أثرًا من علومك القِدْم باد
أنت يا مصرُ أصلُ كلِّ اختراع
** ** ** في السياسات أو في علوم المعاد
أنتِ للعلم زعيم كل عصر
** ** ** جامعات مشيَّدةٌ ونوادي
إنّ للأزهر الكريم علينا
** ** ** أيُّها العُرب حيث كنا أيادي
كنتِ لليمنِ الضعيف ملاذًا
** ** ** تنعشيه إذا عدته العوادي
ربما حان رُشدُه الان يبغي
** ** ** منكِ نورًا يقوده للرشاد
اهتديت الطريقَ والشرقُ أعمى
** ** ** فلتكوني له إذن خير هاد
** ** **
هاك صوتي ومنزلي دارُ سعد
** ** ** دون لحج بإرْم ذات العماد
لم يبقَ في عراصها من أنيس
** ** ** غيرُ كثبان لم تزرها العوادي
إنّما الريحُ شمأل وجنوب
** ** ** سَقْيها غيثها للبوادي
غير إني مع البداوة جسمي
** ** ** وفؤادي إلى الحضارةِ غادي
مؤمن لا يروق لي غير ديني
** ** ** وأنا في مسارح العلم هادي
** ** **
إنّ هذا الصدى لتكريم شوقي
** ** ** مرحبًا مرحبًا لصوتِ المنادي
لأمير القريضِ حقٌّ غلينا
** ** ** وعلى كل لافظ حرف ضاد
مجّد الشعر والقوافي أميرٌ
** ** ** قاد منها أعنّةً للجِلاد
يبعثُ الشعرَ حكمةً وسدادًا
** ** ** ليس منه مؤخَّرًا بانتقادِ
يبتني البيت بالبلاغة حتى
** ** ** إلى معانٍ يروم بازدياد
ألبس الشعرَ مُطْرَفًّا من جلال
** ** ** بعد أن ضل تائهًا في اضطهادِ
بعد بغدادٍ اضمحلتْ ذراه
** ** ** وتولى بذلةٍ وكسادِ
غادة الشعر مذ رأت منكَ شهمًا
** ** ** وخلعت للعريس ثوب الحداد
يصطفي للقصيد أي لفظ
** ** ** كلُّ معنى مزوَّق مستجاد
محكمات تسير في كل أفق
** ** ** ناشرات لواءَها في البلاد
كلُّ بادٍ وحاضرٍ يتغنى
** ** ** شعرَ شوقي ويجتني خير زاد
في خدور الظبا وفي كل قصر
** ** ** منشداتٌ من الغواني وحادي
عبقريٌّ ينظم الدر رطبًا
** ** ** زاهرات نجومه في القلاد
في صدور الملوكِ منه عقودٌ
** ** ** عند عبدالحميد ثم فؤاد
إنّ شوقي أقام للشعر سوقًا
** ** ** وحماه بحكمةٍ وسداد
نافسوه، ومن ينافس فحلًا
** ** ** ربعَ قرنٍ وخمسة في جهاد
مذ تولى أعنّة الشعر أضحى
** ** ** في العُلا شعرُه رفيع العماد
أخَّر البحتري وأحمد عنه
** ** ** وحبيبًا وخرّ شعر زياد
وبأشواقه المصوغة تببرَّا
** ** ** سابق النهج مزريًا بالعماد
ما لابن المقفع اليوم ذكر
** ** ** والحريري ولا لقسٍّ إياد
شهدتْ مصرُ للأمير بفضل
** ** ** إذ دعته أميرَ شعر العباد
كرمته ومصر تقضي بحقٍّ
** ** ** حكمُّها نافذٌ برغم المعادي
توَّجهته وتاجُها تاجُ علم
** ** ** فائقًا تاجَ هُرْمز وقياد
والذي سار خافظ وخليل
** ** ** تحت راياته طويل النجاد
يا أمير القريض، والشعر وصل
** ** ** من صلاتي بحبكم واتحادي
قد عرفناك والعلاقة شعر
** ** ** ورأيناك في النوى والبعاد
إنّ تكريمكم لحقٌّ علينا
** ** ** فاقبلوه بكاعدٍ وعداد
وعجيبٌ قصيدةُ البدو تُهدَى
** ** ** لكريمٍ بشعره بتُّ شادي
لستَ أُهدي إذًا لشوقي جزيلًا
** ** ** إنّما ذا وخالصًا من ودادي
وقبولي وإن أكن ذا فضول
** ** ** يا عزيزي هو الذي في مرادي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news