تناول الكاتب الصحفي خالد سلمان تداعيات القرار الأمريكي الأخير بإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية، والذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أقل من 48 ساعة من دخوله حيز التنفيذ.
يمنح القرار مهلة ثلاثين يومًا لإنهاء جميع الالتزامات المالية الأمريكية مع صنعاء، بما في ذلك دعم المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني، مع مراقبة الدول الأخرى لضمان الامتثال للحظر.
و يؤكد القرار بحسب المقال التحليلي لسلمان، أن التعامل مع الحوثيين بات محظورًا على المستوى الدولي، سواء في السياسة أو التنمية أو الدعم المالي، باعتبارهم تهديدًا للأمن والسلام الدوليين.
ورغم محاولات الجماعة تقديم خطوات تصالحية، مثل إطلاق سراح طاقم سفينة "جالاكسي" المدنية المحتجزة، إلا أن تلك الجهود لم تغير موقف الإدارة الأمريكية، التي أجهضت أيضًا الجهود العمانية لإعادة تأهيل الحوثيين كطرف سياسي قابل للتفاوض.
وأشار الكاتب إلى أن قرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية يفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق التي يسيطرون عليها، حيث قد يلجأ الحوثيون إلى استغلال التجويع والمجاعة كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة.
ويتوقع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل مساعي الجماعة لكسر القرار الأمريكي وإسقاطه على أرض الواقع.
و يرى سلمان أن إعادة التصنيف لا يقتصر على الحوثيين فقط، بل هو رسالة واضحة لإيران، باعتبارها الداعم الرئيسي للجماعة، بأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا في الضغوط السياسية والاقتصادية.
و رغم هذا الإجماع الدولي المتزايد لعزل الحوثيين، يلفت الكاتب إلى ضعف الأداء الداخلي اليمني في استثمار هذه اللحظة لصالح إعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري.
وقال الكاتب الصحفي خالد سلمان، أن الدعوات لتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الحوثيين لم تلق صداها المطلوب، وهو ما يسلط الضوء على عجز الطبقة السياسية في حكومة الشرعية عن قراءة المتغيرات الدولية وتوظيفها لتحقيق مكاسب ميدانية.
ودعا سلمان في ختام المقال إلى تجاوز الانقسامات وترميم العلاقات بين المكونات المختلفة، والعمل بروح تشاركية لمواجهة التهديد الحوثي، مؤكدًا أن الفرص الدولية لا تتكرر، وأن الخطر الحوثي لا يهدد طرفًا بعينه، بل يدمر مستقبل اليمن بأكمله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news