ترامب يعيد تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”.. كيف يختلف ذلك عن تصنيف العام الماضي؟

يمن إيكو|أخبار:

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو التصنيف الذي ألغته إدارة بايدن قبل أن تقوم بتصنيف الحركة كـ”منظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص”.

وقال ترامب في قرار التصنيف، الذي نشره البيت الأبيض ورصده موقع “يمن إيكو”: “بموجب السلطة المخولة لي كرئيس وفقاً للدستور وقوانين الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك قانون الهجرة والجنسية، فإن هذا الأمر يضع موضع التنفيذ عملية يتم بموجبها النظر في تصنيف جماعة أنصار الله، المعروفة أيضاً باسم الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية، بما يتفق مع القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية”.

وفي مبرراته للقرار قال ترامب إن: “الحوثيين أطلقوا النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات منذ عام 2023، مما عرض الرجال والنساء الأمريكيين في الزي العسكري للخطر، ومنذ الاستيلاء على معظم المراكز السكانية اليمنية وأخذها بالقوة من الحكومة اليمنية الشرعية في 2014-2015، شن الحوثيون العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك هجمات متعددة على المطارات المدنية في المملكة العربية السعودية، والهجمات القاتلة في يناير 2022 على الإمارات العربية المتحدة، كما أطلقوا أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وهاجموا السفن التجارية العابرة لباب المندب أكثر من 100 مرة، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة مدنيين على الأقل وإجبار بعض حركة المرور التجارية البحرية في البحر الأحمر على إعادة توجيهها، مما ساهم في التضخم العالمي”.

وأضاف: “إن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية”، حسب ما جاء في القرار.

وذكر القرار أن “سياسة الولايات المتحدة هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات أنصار الله، وحرمانها من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتها على الموظفين والمدنيين الأمريكيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر”.

وبخصوص تنفيذ التصنيف، أوضحت المادة الثالثة من القرار أنه “في غضون 30 يوماً من تاريخ هذا الأمر، يجب على وزير الخارجية، بعد التشاور مع مدير الاستخبارات الوطنية ووزير الخزانة، تقديم تقرير إلى الرئيس، من خلال مجلس الأمن القومي، بشأن تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية.. وفي غضون 15 يوماً من تقديم التقرير المطلوب بموجب الفقرة الفرعية السابقة من هذا القسم، يتعين على وزير الخارجية اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة فيما يتعلق بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية”.

وأضاف القرار أنه “بعد أي تصنيف لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة، يتعين على وزير الخارجية ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إجراء مراجعة مشتركة للشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمقاولين الذين تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من خلالهم في اليمن، وتحديد أي كيانات قامت بدفع مبالغ لأعضاء جماعة أنصار الله أو للكيانات الحكومية التي تسيطر عليها الجماعة، أو انتقدت الجهود الدولية لمواجهة أنصار الله مع الفشل في توثيق انتهاكات أنصار الله بشكل كافٍ، ويتخذ مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كافة الإجراءات المناسبة لإنهاء المشاريع أو المنح أو العقود المحددة حسب الاقتضاء”.

وفي يناير 2023 كانت إدارة بايدن قد أعلنت عن تصنيف حركة أنصار الله (الحوثيين) كمنظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، وهو تصنيف يختلف عن تصنيف إدارة ترامب، لأن تصنيف العام الماضي لا يتضمن عقوبات اقتصادية ولا يؤثر على عمل المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، ولا يحظر على الجهات والكيانات الأمريكية والدولية التعامل مع حكومة صنعاء، ولا يفرض قيوداً على السفر، بينما قرار إدارة ترامب يتضمن هذه العقوبات والقيود.

وكان ترامب قد أعلن في نهاية ولايته الأولى عن تصنيف حركة “أنصار الله” كمنظمة إرهابية أجنبية، لكن إدارة بايدن ألغت هذا القرار بعد توليها السلطة، لأنه “ينطوي على “مخاطر إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن”، بحسب تعبير وزير الخارجية أنتوني بلينكن آنذاك، وهو أيضاً ما كانت قد حذرت منه العديد من المنظمات الدولية.

وجاء إعلان تصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية، متزامناً مع اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب، وإعلان بن سلمان الاستعداد لإبرام صفقات استثمارية مع الولايات المتحدة بـ600 مليار دولار، الأمر الذي ربطه مراقبون بقرار التصنيف الذي كانت السعودية تسعى للحصول عليه في مراحل سابقة.