تمر الأيام وتبقى الذكريات في قلبي لهذا الحي العريق، لهذا الزقاق للروح التي فيها، تلك الطرق التي تحمل بين جنبيها الحنين لذكريات الطفولة، هنا القلب يُغمس كل يوم عشرات المرات ويرجع مليئا بالأمل لتلك الأيام الطفولية الجنونية.
لم أستطع نسيان كل تلك التفاصيل الصغيرة، وفي لحظة فرح كبير كنت أهرول مسرعًا لا أستطيع اللحاق بذلك الأجنبي الأشقر وبتلك الحسناء الجميلة، لتلتقط لي صورة تزينها خلفية تاريخية وأنا مبتسم بتلك الملابس المتسخة بعد اللعب بالماء والطين.
كانت تحمل ابتسامة جميلة، تظهرها لي وهي تمسح على رأسي بمحبة كبيرة، وهي تفتح حقيبة ظهرها لتخرج لي عملة أجنبية. لم أكن أدرك كم مقدارها، كل ماكنت أقوم به أني أخطفها بفرحٍ كبير وأتجه بها إلى الصراف ليعطيني بديلًا عنها خمسمائة ريال.
وكالمعتاد أعود تلقائيًا باتجاه مسجد المظفر التاريخ الكبير، لأجد الكثير من الناس، يجلسون أمام الجامع يشربون الشعير المشهور “بشعير مدهش” وكنت أزاحم بين هولاء الناس لشراء الشعير لأفرح بها والدتي وأعود مسرورًا وأنا أتأرجح بطفولة بريئة إلى المنزل وفي يدي الشعير وفي جيبي المبلغ المتبقي الذي أحتفظ به لليوم الآخر.
وأنا أتذكر كل هذه اللحظات وكل هذه التفاصيل ضحكت كثيرًا عن جمال تلك الأحداث، الطفولة البرئية وهذا الجمال العتيق الذي دمرته الحرب.
بعد أن أصبح الحفاظ على هذه المباني التاريخية تحديًا كبيرًا، لأبناء هذا الحي “باب موسى”،”قبةالحسينية”،”جامع المظفر”
يُعرف هذا الحي باسم “المدينة القديمة” مجموعة من المباني والمنازل القديمة، التي بُنيت قبل زمنٍ طويل، تتميز بشوارعها الضيقة المتعرجة، وأزقتها المتقاطعة. بيوت ذات طابع تاريخي بسيط، غالباً ما يتجمع أبناء هذا الحي حول الأسواق التقليدية، والمعالم التاريخية والدينية، يمثل هذا الحي بوابة عبور عبر الزمن حيث تجسد تراثًا غنيًا وتاريخيًا.
يتميز سكان هذا الحي بترابطهم وتعاونهم، الذي يخلق بيئة اجتماعية مُتلاحمة، تعرف أسواق هذا الحي ببيعها للحرف اليدوية والمنتجات المحلية، مما يُضفي عليها طابعًا خاصًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news