بقلم / نجيب الكمالي
الرحمة لروحك الطاهرة، البروفيسور أمين الكمالي، في ذكرى وفاتك الخامسة.
“خمس سنوات” مرت منذ الفاجعة والألم لفقدانك يا فقيد الوطن والطب.
الحديث عن الدكتور المرحوم أمين الكمالي ليس مجرد استعراض لإنجازات طبيب، بل هو دعوة للتأمل في معنى الطب الحقيقي. لقد كان طبيبًا تجاوز حدود المهنة ليصبح مثالًا يُحتذى به في الإخلاص، التفاني، والإنسانية.
البروفيسور أمين الكمالي كان عنوان التميز وعمق الإنسانية في طب المخ والأعصاب. في كل مشهد طبي متطور ومليء بالتحديات، كان يقف الدكتور أمين الكمالي شامخًا كأحد أعلام الطب العصبي، جامعًا بين العلم الراسخ، الخبرة العميقة، والروح الإنسانية التي تحوّل العلم إلى رسالة نبيلة.
الحديث عن الدكتور الكمالي هو حديث عن رحلة متفردة من العطاء والتفاني، امتزجت فيها المهنية الرفيعة بلمسة الطبيب الإنسان. كان في كل حالة يعالجها بصمة مختلفة، نهجًا فريدًا، وحلًا مبتكرًا.
الدكتور أمين الكمالي لم يكن مجرد طبيب يُشخّص الأمراض العصبية، بل كان صانع حلول يعمل بروح المبدع، حيث يُعيد صياغة التحديات إلى فرص للشفاء. خبرته الممتدة جعلت منه مرجعًا معتمدًا، ليس فقط للمرضى، بل أيضًا للأطباء الذين يستنيرون برؤيته الثاقبة.
ما يُميز مسيرة الدكتور الكمالي ليس فقط الإنجازات، بل العمق الذي تناول به القضايا العصبية الأكثر تعقيدًا. أبحاثه تُعد خارطة طريق للممارسين في طب الأعصاب.
إنسانية الدكتور أمين الكمالي هي ما أكملت عظمته المهنية. في كل لقاء مع مرضاه، كان الطبيب الذي يُنصت بقلبه قبل أذنه. كان يتعامل مع كل حالة وكأنها مشروعه الشخصي، فلا يترك تفصيلًا دون اهتمام، ولا مريضًا دون شعور بالطمأنينة. هذه اللمسة الإنسانية جعلت منه نموذجًا قلّ نظيره في عالم الطب.
كان الدكتور أمين شعلة شغف لا تنطفئ، وإصرارًا على صنع النجاح الذي لا ينحصر في الإنجازات الشخصية، بل يتعداها ليصبح مصدر إلهام لكل من يطمح إلى ترك بصمة حقيقية.
في عالم يشهد تحولات سريعة، أدرك، رحمه الله، أن القوة الحقيقية تكمن في الجمع بين العلم والخُلُق، بين الإبداع والإخلاص. لقد شكّل مسيرته المضيئة من قناعة أن النجاح لا يُقاس فقط بما نُحققه، بل بالأثر الذي نتركه في حياة الآخرين.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news