المناضل اديب العيسي: مشروع التصالح والتسامح الجنوبي تحول من رمز للوحدة إلى أداة للابتزاز وإسكات للأصوات الناقدة

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 31 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المناضل اديب العيسي: مشروع التصالح والتسامح الجنوبي تحول من رمز للوحدة إلى أداة للابتزاز وإسكات للأصوات الناقدة

أكد رئيس منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية، المناضل أديب العيسي، أن مشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي كان رمزًا للأمل والوحدة عند نشأته قد تعرض لتشويه مقصود، أدى إلى تفريغه من معناه الحقيقي وتحويله إلى أداة تُستخدم لإسكات الأصوات الناقدة وتبرير الأخطاء.

وفي منشور لع على حسابه في “فيسبوك” له، أوضح العيسي أن المبادرة كانت تهدف إلى طي صفحة الماضي الأليم وبناء وطن يتسع للجميع، إلا أن الواقع أظهر استغلالها كذريعة لتكميم الأفواه وإقصاء المخالفين. وأضاف أن من يعبر عن استيائه من الوضع الراهن أو يطالب بإصلاحات يتعرض للتهميش، مما يعكس انحرافًا عن جوهر التصالح والتسامح.

وأشار العيسي إلى أن الاحتفالات الرمزية بذكرى التصالح والتسامح الجنوبي لم تعد تعكس الواقع، إذ تُرفع شعارات الوحدة بينما تمزق التصرفات المناطقية النسيج الاجتماعي. ودعا إلى ضرورة فتح قنوات الحوار بين جميع الأطراف، وإصلاح المؤسسات لضمان مشاركة عادلة تضمن حقوق الجميع.

وشدد العيسي على أن التصالح والتسامح ليس مجرد شعار يرفع في المناسبات، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية تتطلب ترجمة عملية على أرض الواقع. ودعا إلى العمل من أجل جنوب خالٍ من الأحقاد والعنصرية، وقائم على الشراكة الحقيقية والعدالة الاجتماعية، معتبرًا أن هذا هو الحلم الذي يستحق أن يعمل الجميع من أجله.

نص المنشور:

إفراغ المعنى الحقيقي للتصالح والتسامح الجنوبي

أديب العيسي

لقد كان مشروع التصالح والتسامح الجنوبي منذ نشأته رمزًا للأمل والوحدة، ومبادرة إنسانية تحمل في طياتها تطلعات أبناء الجنوب لبناء مجتمع يقوم على التسامح ونبذ الأحقاد والصراعات. لكن مع مرور الوقت، يبدو أن هذا المشروع العظيم قد تعرض لتشويه مقصود، مما أدى إلى إفراغه من معناه الحقيقي وتحويله من رمز للوحدة إلى أداة ابتزاز وإسكات للأصوات الناقدة.

في جوهره، كان التصالح والتسامح الجنوبي دعوة لطي صفحة الماضي الأليم، والوقوف معًا لبناء وطن يتسع للجميع، بعيدًا عن الثارات والانقسامات. لكن في الواقع الحالي، أصبحت هذه المبادرة الإنسانية وسيلة تُستخدم لتكميم الأفواه وإخماد أي صوت يجرؤ على انتقاد الوضع الراهن في الجنوب. فمن يطالب بإصلاحات أو يعبر عن استيائه من الانقسامات السياسية أو الفساد الإداري، يُتهم بسرعة بأنه يعارض التصالح والتسامح، وكأنه يعتدي على مبدأ مقدس.

هذا الاستخدام الملتوي للتصالح والتسامح جعل البعض يراه مجرد شعار يفتقر إلى التطبيق الفعلي. فبدلاً من أن يكون أداة لتمكين الجميع من المشاركة في بناء الوطن، أصبح يُستخدم كسلاح لإقصاء المخالفين وإضفاء شرعية على أخطاء القوى المسيطرة.

مع حلول ذكرى التصالح والتسامح، تكثر الاحتفالات والفعاليات الرمزية التي لا تعكس حقيقة الواقع على الأرض. ففي الوقت الذي يُرفع فيه شعار الوحدة والتسامح، تستمر التصرفات المناطقية في تمزيق النسيج الاجتماعي. وبدلاً من أن تكون هذه المناسبة فرصة حقيقية لتعزيز قيم الشراكة وقبول الآخر، تحولت إلى منصة لتكرار الشعارات الجوفاء التي لا تجد صدىً في الواقع.

مقالات ذات صلة

غارات عنيفة تستهدف زعيم الحوثيين

رئيس مجلس النواب يلتقي قيادة الجالية اليمنية ورجال الاعمال بولاية نيويورك

إن الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة لا يكون في تنظيم المهرجانات أو الخطابات الرنانة، بل في فتح القلوب والعقول لقبول الآخر، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو المناطقي، وتجاوز الخلافات لبناء وطن يحترم الجميع.

لإعادة إحياء المعنى الحقيقي للتصالح والتسامح، يجب أن يتم التركيز على العمل الجاد نحو بناء مجتمع يضمن حقوق جميع أبنائه دون استثناء.

يبدأ بالاعتراف بأن الجنوب اليوم ليس كتلة واحدة، بل يضم طيفًا واسعًا من التوجهات السياسية والاجتماعية، ويجب أن تكون هناك شراكة حقيقية تشمل الجميع.

والاعتراف منا جميعا بأنه لا يمكن بناء مستقبل مستدام إذا استمرت النزاعات والأحقاد القديمة في السيطرة على العقول. يجب أن يكون هناك وعي جماعي بأن الجنوب يحتاج إلى وحدة الصف أكثر من أي وقت مضى.

وأن يكون الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق التصالح الحقيقي. يجب فتح قنوات تواصل بين مختلف الأطراف لمناقشة القضايا العالقة بشفافية وإيجاد حلول عادلة.

لا يمكن تحقيق التسامح الحقيقي إذا كانت المؤسسات القائمة تُدار بعقلية الإقصاء والفساد. الإصلاح الإداري والسياسي ضروري لضمان عدالة المشاركة.

إن التصالح والتسامح ليس مجرد شعار يُرفع في المناسبات، بل هو مسؤولية أخلاقية ووطنية يجب أن تُترجم إلى أفعال. يجب أن يكون هناك إدراك جماعي بأن الجنوب لن ينهض إلا إذا كان وطنًا يحتضن الجميع دون تمييز، ويمنح كل فرد فيه حقه الكامل في العيش بكرامة ومساواة.

بدلاً من استخدام هذا المشروع الإنساني العظيم كوسيلة للابتزاز أو الإقصاء، يجب أن يكون جسرًا يعبر عليه الجميع نحو مستقبل أفضل. جنوب خالٍ من الأحقاد والعنصرية، وقائم على الشراكة الحقيقية والعدالة الاجتماعية، هو الحلم الذي يستحق العمل من أجله.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعوديه تعلن القبض على مقيم يمني ومواطنين بعد ظهورهم في محتوى مرئي فماذا فعلوا

جهينة يمن | 749 قراءة 

الكشف عن تطور مثير في صنعاء وتوقعات بخروجها عن السيطرة

وطن نيوز | 596 قراءة 

هل ستوقف اليمن عملياتها العسكرية ضد الكيان الصهيوني بعد إتفاق حماس والكيان الحوثي يجيب على السؤال.

جهينة يمن | 515 قراءة 

تحذير من صنعاء للإمارات

اليمن السعيد | 511 قراءة 

أجواء مشحونة بالترقب تسود صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين !

المشهد اليمني | 469 قراءة 

رئيس "حماس" الجديد يتحدث عن اليمن (فيديو)

العربي نيوز | 460 قراءة 

أول تعليق للحـوثيين على وقف إطلاق النار في غزة.. هل انتهت حربهم مع إسرائيل؟!

وطن الغد | 451 قراءة 

لمن ينطبق عليهم شرط واحد فقط...الجوازات السعودية تعلن رسمياً عن منح المقيمين حق الاقامة لمدة عشر سنوات بدون ترحيل وبدون كفيل

اليمن السعيد | 438 قراءة 

خبر سارة للمغتربين … من ميناء الوديعة البري..تفاصيل

نيوز لاين | 423 قراءة 

سياسي سعودي: سيشهد العالم تحول اليمن إلى نموذج جديد ومشرق

شمسان بوست | 398 قراءة