الحبل السري والأسطورة

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 77 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحبل السري والأسطورة

فيما يشبه التمهيد للعلاقة بين الفلسفة والحضارة

كما أن الجنين، المولود الجديد؛ أول ما يطلع من رحم أمه يتم قطع الحبل السري بينهما ولكنه يظل مرتبطا بها بيولوجيا في مراحل طفولته الأول بحكم حاجته الحيوية إلى الحماية والتغذية والتربية والرعاية وهذه ما يجعل الطفل أول ما يناغي ينطق بها ( ماما ماما ماما) فالأم هي أول منازل الكينونة والمعرفة إذ إن الرضيع في أول أمره لا يعرف من الدنيا غير أمه ومن ثم فهي مدار حياته واسئلته وشقاواته حتى يبلغ سن الرشد.

وهكذا هو حال النوع البشري قبل إن يكون كذلك  أقصد في المرحلة الحيوانية الفجة في علاقته مع الطبيعة إذ ظل مدمجا في رحمها مثله مثل جميع الكائنات الحية بلا استثناء ربما امتد ذلك لملايين السنين قبل الكتابة والحضارة الإنسانية.

منذ الالاف الأعوام حوالي عشرة الف عاما فقط بحسب ارنولد توينبي وقد كانت الأسطورة الممزوجة بالسحر والخرافة واللاهوت هي الأفق الفكري الوحيد للحضارات الباكرة وهذا ما أكده كارل ياسبرز، إذ يرى ” أن التفكير الخرافي، أو «الصانع للأسطورة»، هو تفكير بدائي، ومحمل بالمشاعر، وهو أيضًا جزء من الدين، وإسقاط للتوحد الروحي على العالم. في المقابل، يزعم كاسيرر اختلافه الجذري مع ليفي-بريل في التأكيد على أن التفكير الخرافي يحظى بمنطق فريد من نوعه. وفي حقيقة الأمر، يطرح ليفي-بريل القول نفسه بل ويبتكر مصطلح «قبل منطقي» لتجنب وسم التفكير الخرافي بصفات مثل «غير منطقي» أو «لا منطقي». وفي كتابه آل فرانكفورت، ما قبل الفلسفة، المغامرة الفكرية الأولى ذهبا إلى أن البدائيين يفكرون تفكيرًا «صانعًا للأسطورة»، وهو ما يعني التفكير بصورة مادية، وبطريقة غير نقدية، وعاطفية. ولا تعد الميثولوجيا سوى تعبير واحد عن التفكير الصانع للأسطورة، إن لم يكن التعبير الأكثر ثراءً على الإطلاق بين صور التعبير الأخرى .. إن البدائيين يتعاملون مع العالم باعتباره «أنت» وليس «هو»، فسيعني ذلك أنهم يتعاملون معه كشخص وليس كشيء. وبذلك، لا يُعزى هطول الأمطار بعد فترة من الجفاف إلى التغيرات الجوية، بل فلنقل إلى إلحاق إله المطر الهزيمة بإله غريم، كما يرد في الأسطورة. وإذا جرى فهم العالم باعتباره «أنت»، سيعني ذلك طمس حقائق يومية تمييزية في ثنائية «أنا وهو». فلا يستطيع البدائيون التفرقة بين الذاتي والموضوعي؛ فهم يرون الشمس تشرق وتغرب، ولا يرون الأرض تدور حولها. يرى البدائيون الألوان، ولا يرون الأطوال الموجية. لا يستطيعون التفرقة بين المظهر والمخبر؛ فالعصا «تبدو» منثنية في الماء وليست هكذا تكون. والأحلام حقيقية؛ نظرًا لأنهم رأوها كأنها حقيقية. ولا يستطيعون التمييز بين الرمز والشيء المرموز له؛ فالاسم يتطابق مع صاحبه. وإعادة تمثيل الأسطورة تعني تكرارها”.

وحينما بدأ التفكير الفلسفي في اليونانية أول ما بدأ مهموما بالاسئلة الكبرى؟ ما الكون؟ ما الكينونة؟ ما الطبيعة؟ وما أصل الأشياء؟ الخ. تماما كما هو حال الطفل في رعاية أمه قبل البلوغ والرشد.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فتحي بن لزرق يكتب شهادة لله قبل دخوله غرفة العمليات

الميناء نيوز | 795 قراءة 

صحيفة اسرائيلية تتوقع مقتل رئسين عربيين ‘الاسماء’

عناوين بوست | 605 قراءة 

توترات في صنعاء.. أبو راس يكشف عن تهديدات بإعادة سيناريو ديسمبر

نيوز لاين | 485 قراءة 

فضيحة الإنفاق الخارجي.. بن لزرق يكشف المستور: 5 آلاف دولار شهريًا لمن لا يستحق!

نيوز لاين | 382 قراءة 

اجتماع خليجي-أمريكي حاسم بالرياض لمواجهة تحديات اليمن وفرض الحل السياسي

الحدث اليوم | 367 قراءة 

شروط سعودية جديدة على تأشيرات الزيارة العائلية للمقيمين اليمنيين بالمملكة

نيوز لاين | 308 قراءة 

انخفاض أسعار العقارات في صنعاء 60%... ما السبب؟

مندب برس | 265 قراءة 

تحذير فلكي من أمطار شديدة الغزارة اليوم الأربعاء على هذه المحافظات

موقع الأول | 256 قراءة 

بعد 34 جلسة.. القضاء اليمني يقترب من إصدار الحكم في قضية الاحتيال الكبرى

نيوز لاين | 253 قراءة 

غارات مفاجئة تهزّ صنعاء تصعيد إقليمي يهدد أمن الطاقة في اليمن

العين الثالثة | 243 قراءة