الحبل السري والأسطورة

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 147 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحبل السري والأسطورة

فيما يشبه التمهيد للعلاقة بين الفلسفة والحضارة

كما أن الجنين، المولود الجديد؛ أول ما يطلع من رحم أمه يتم قطع الحبل السري بينهما ولكنه يظل مرتبطا بها بيولوجيا في مراحل طفولته الأول بحكم حاجته الحيوية إلى الحماية والتغذية والتربية والرعاية وهذه ما يجعل الطفل أول ما يناغي ينطق بها ( ماما ماما ماما) فالأم هي أول منازل الكينونة والمعرفة إذ إن الرضيع في أول أمره لا يعرف من الدنيا غير أمه ومن ثم فهي مدار حياته واسئلته وشقاواته حتى يبلغ سن الرشد.

وهكذا هو حال النوع البشري قبل إن يكون كذلك  أقصد في المرحلة الحيوانية الفجة في علاقته مع الطبيعة إذ ظل مدمجا في رحمها مثله مثل جميع الكائنات الحية بلا استثناء ربما امتد ذلك لملايين السنين قبل الكتابة والحضارة الإنسانية.

منذ الالاف الأعوام حوالي عشرة الف عاما فقط بحسب ارنولد توينبي وقد كانت الأسطورة الممزوجة بالسحر والخرافة واللاهوت هي الأفق الفكري الوحيد للحضارات الباكرة وهذا ما أكده كارل ياسبرز، إذ يرى ” أن التفكير الخرافي، أو «الصانع للأسطورة»، هو تفكير بدائي، ومحمل بالمشاعر، وهو أيضًا جزء من الدين، وإسقاط للتوحد الروحي على العالم. في المقابل، يزعم كاسيرر اختلافه الجذري مع ليفي-بريل في التأكيد على أن التفكير الخرافي يحظى بمنطق فريد من نوعه. وفي حقيقة الأمر، يطرح ليفي-بريل القول نفسه بل ويبتكر مصطلح «قبل منطقي» لتجنب وسم التفكير الخرافي بصفات مثل «غير منطقي» أو «لا منطقي». وفي كتابه آل فرانكفورت، ما قبل الفلسفة، المغامرة الفكرية الأولى ذهبا إلى أن البدائيين يفكرون تفكيرًا «صانعًا للأسطورة»، وهو ما يعني التفكير بصورة مادية، وبطريقة غير نقدية، وعاطفية. ولا تعد الميثولوجيا سوى تعبير واحد عن التفكير الصانع للأسطورة، إن لم يكن التعبير الأكثر ثراءً على الإطلاق بين صور التعبير الأخرى .. إن البدائيين يتعاملون مع العالم باعتباره «أنت» وليس «هو»، فسيعني ذلك أنهم يتعاملون معه كشخص وليس كشيء. وبذلك، لا يُعزى هطول الأمطار بعد فترة من الجفاف إلى التغيرات الجوية، بل فلنقل إلى إلحاق إله المطر الهزيمة بإله غريم، كما يرد في الأسطورة. وإذا جرى فهم العالم باعتباره «أنت»، سيعني ذلك طمس حقائق يومية تمييزية في ثنائية «أنا وهو». فلا يستطيع البدائيون التفرقة بين الذاتي والموضوعي؛ فهم يرون الشمس تشرق وتغرب، ولا يرون الأرض تدور حولها. يرى البدائيون الألوان، ولا يرون الأطوال الموجية. لا يستطيعون التفرقة بين المظهر والمخبر؛ فالعصا «تبدو» منثنية في الماء وليست هكذا تكون. والأحلام حقيقية؛ نظرًا لأنهم رأوها كأنها حقيقية. ولا يستطيعون التمييز بين الرمز والشيء المرموز له؛ فالاسم يتطابق مع صاحبه. وإعادة تمثيل الأسطورة تعني تكرارها”.

وحينما بدأ التفكير الفلسفي في اليونانية أول ما بدأ مهموما بالاسئلة الكبرى؟ ما الكون؟ ما الكينونة؟ ما الطبيعة؟ وما أصل الأشياء؟ الخ. تماما كما هو حال الطفل في رعاية أمه قبل البلوغ والرشد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 911 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 775 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 640 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 571 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 566 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 533 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 449 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 416 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 406 قراءة 

الأرصاد: أمطار متفرقة وأجواء باردة تضرب عدة مناطق اليوم

حشد نت | 390 قراءة