شجرة القات في اليمن تحتل مساحة واسعة في الأراضي الزراعية في اليمن ،وأصبحت تستهلك نسبة كبيرة من المياه،وصارت هذه الشجرة اليوم هي الأكثر انتشاراً في أرجاء الوطن بديلاً عن شجرة البُن التي كانت هي الشجرة الأشهر والأكثر رقعة في الأراضي الزراعية في اليمن السعيد حيث كان البُن اليمني هي السلعة التي كانت تصدر إلى العالم وهي الأكثر اشتهاراً وإقبالاً عليها،وفي الآونة الأخيرة بدأت هذه الشجرة تشهد تراجعاً غير مسبوق ،سبب غرس شجرة القات البديلة عنها ،التي فضلها كثيراً من مزارعي اليمن كونها تشكل لهم رافداً اقتصادياً متنامياً ومستمراً أكثر بكثير من مدخول ومدخور شجرة البُن٠
والجدير ذكره هنا أن غالبية الشعب اليمني يمضغ القات يومياً ،حيث يوجد على الأقل في الأسرة الواحدة أكثر من ثلاثة أفراد في الأسرة الأقل عدداً ،وبما أن مضغ القات يومياً له أثار سلبية على الشخص الذي أدمن على مضغه وعلى أفراد الأسرة التي يعولها من إهدار مبالغ مالية باهضة في شراء القات على حساب متطلبات أساسية وضرورية للأسرة ،ناهيك عن الأضرار الصحية والسهر الناجمة عن مضغ القات ،ورغم هذا الأضرار التي يدركها مدمنو القات ،هناك من يعتبر مضغ القات له إيجابيات من حيث أن تناول القات ينشط الشخص في تحقيق إنجازات عملية ،وأيضاً أن الأدمان على القات يجنب الكثير من اليمنين من تناول المخدرات والحشيشة والمسكرات التي هي الأكثر خطورة والتي تنتشر في البلدان التي تخلو من شجرة القات،باعتبار أن تناول القات هي الأقل ضراً ،وهي التي تغوي اليمنيين من تناول المخدرات والمسكرات٠
ومن إيجابيات القات كما نراه في الواقع أنها تجمع الكثير من الناس في المجالس لساعات طويلة تناقش هموهم ودردشاتهم ،ما لم يستطيعوا صبراً إذا كانوا لايمضغون القات٠
وهذه ظاهرة يومية بارزة لدى الشعب اليمني حيث يجتمعون في أفراحهم وأتراحهم بفضل القات٠
فالكل مجمع على أن القات يسبب أضراراً صحية ونفسية واقتصادية ،لكن تبين لنا أن القات يسبب القتل وأضراراً اجتماعية وأمنية بسبب التجمعات الشعبية عليها في منطقة خاصة في جنوب اليمن بالتحديد في منطقة أخور في محافظة أبين٠
وإني استغراب استغراباً شديداً ما أصدرته السلطة المحلية في مدينة أحور في محافظة أبين ومعها حلف القبائل من مذكرة وبيان تحذيري لموردي القات إلى الأسواق هناك حيث حذرتهم من التأخير في توريد القات إلى الأسواق من بعد التاسعة صباحاً بحجة أن الناس يشكلون زحمة في حال تأخر القات مما يؤدي إلى انتهاز فرصة الأخذ بالثأرات في تلك الأسواق ،حيث هددت السلطةالمقوتين بأحراق القات وإتلافه إذا لم يلتزموا الموعد المحدد!!
عجيب -والله- ليس كيف تحول كما قلت سابقاً إيجابيات القات لتجمعات الناس لمناقشة همومهم والتسلية والدردشات إلى استغلال التجمعات لتصفيات الثأر والاقتتال ؟!
لكن العجيب في كيف هذه التراكمات السلبية المنحطة التي صارت في أوساط الناس
وهي تراكمات تدل على التخلف وحال الناس كيف وصلوا إلى هذه المستويات !!
كلها بلاوي متراكمة
شجرة القات بلاء…
التجمعات والحشود في الأسواق على شجرة القات بلاء…
الثأرات وتفكيك النسيج الاجتماعي بلاء…
الأسواق أصبحت مصدر خوف وذعر واقتتال وتصفية حسابات بلاء…
حل هذه البلاوي من قبل السلطات والقبائل هي بلاء… في حد ذاتها وتزيد الطين بلة ونتائجاً عواقبها وخيمة ؛لأنها لم تحل المشكلة من جذورها ،وتزرع مشاكل لحلول لا حلول لمشاكل
كما فعلت السلطة المحلية والقبائل في أحور أبين يوم أمس حيث اعتبرتها حلول لمشكلة وهي -أصلاً- مشاكل لحل٠
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news