اليوم السابع – عدن:
صدر تحذير عاجل من كمين ينصبه حزب الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام)، للمجلس الانتقالي الجنوبي، من شأنه توريطه في اتفاق بشأن قضية الجنوب.
تصدر لتوجيه هذا التحذير، السياسي والاعلامي الجنوبي البارز صلاح السقلدي، الذي أكد أن توقيع المجلس الانتقالي الجنوبي على أي اتفاق مع قائد "حراس الجمهورية المقاومة الوطنية" العميد طارق صالح بشأن القضية الجنوبية، لن يكون ملزماً بالتنفيذ كون طارق وكافة أجنحة المؤتمر تمتثل لقيادة المؤتمر في صنعاء بقيادة صادق أبو راس.
وقال السقلدي: "ما زال الشيخ صادق امين ابو راس هو رئيس المؤتمر الشعبي العام، المعترف به من قِبل كل تفرعات المؤتمر بالداخل والخارج بما فيها جماعة طارق بل وحتى أمام قانون الاحزاب والتنظيمات السياسية بل زد وقل حتى امام التحالف العربي، هذا القانون الذي تقر به وبسرياينه كل القوى اليمنية على تبايناتها وعلى اختلاف وولاءاتها، بالداخل والخارج".
مضيفاً في تغريدة على "إكس" بعنوان "حقائق مهمة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي يجب التنبه لها": "بالتالي فأي التزامات يبرمها المؤتمر مع اية جهة لن تكون ملزمة له إلا تلك التي يعترف ويوافق عليها مستقبلا مؤتمر فرع صنعاء بقيادة ابو راس".
وتابع: "مثلا اية تفاهمات يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي مع جماعة طارق او حتى مع جماعة احمد علي أو البركاني سيكون من السهولة بمكان على هؤلاء التحلل منها والتنصل من التزاماتها مستقبلا باعتبارها لم تكن مُقرّة من قِبلِ القيادة الشرعية للحزب (المؤتمر) المعترف بها، ونعني هنا قيادة ابو راس في صنعاء".
مستطرداً: "مع العلم ان تعيين أحمد علي على رأس قيادة المؤتمر في صنعاء قبل أعوام لم تُواجه بالرفض، بما معناه ان احمد علي يعترف ويقر بمشروعية وقانونية المؤتمر الموجود في صنعاء بقيادة أبو راس".
مردفاً: "نقول هذا على افتراض ان المجلس الانتقالي قد أبرم او سيبرم تفاهمات مع فوق او تحت الطاولة مع جماعة طارق بشأن القضية الجنوبية، مع ان هذا لم يتم حتى الآن على ما يبدو، وفي حال أن تم فسوف سيصطدم بما ذكرناه آنفا، أي ستقول جماعة وفرع طارق بكل بساطة أن القرار بيد قيادة المؤتمر التي هي كما أشرنا موجودة في صنعاء".
وزاد: "ألم اقل لكم دوما ان الخُبرة المؤتمر وحزب الإصلاح دهاة بالسياسة ويلعبون بالبيضة والحجر وان الجنوبيين يبدون أمامهم طلاب مستجدين فاغري الأفواه؟.
مشيراً إلى "أن المؤتمر الشعبي العام وبالذات مؤتمر طارق (المخا) اكثر انتفاحا على القضية الجنوبية". لكنه اختتم بقوله: "فيا للوقعة من هذا الزمن المخلبص، على قولة الراحل البردوني".
يأتي هذا بعدما سربت مصادر سياسية طرح المملكة العربية السعودية قائمة فريقي التفاوض بين مجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي تنتمي معظم اسمائها في الفريقين الى حزب المؤتمر الشعبي بشقيه الموالي للرئاسي والمتحالف مع جماعة الحوثي.
تحالف 7/7 يتفق على ثروات الجنوب
يعزز هذه التسريبات إبلاغ جماعة الحوثي، الاحد الفائت، الأمم المتحدة، رسمياً، عرضاً عاجلاً لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 9 أعوام، والبدء بتنفيذ "خارطة الطريق الى السلام" يتضمن موافقتها على تشكيل لجنة مشتركة لادارة الموارد ودفع الرواتب.
جماعة الحوثي تبلغ الامم المتحدة عرضا عاجلا
وفي وقت سابق، وافق المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن دعمه لجهود انهاء الحرب واحلال السلام، على استئناف تصدير شحنات النفط الخام من ثروات الجنوب، والمتوقف منذ عامين، واضعاً شرطاً واحداً لذلك.
الانتقالي يوافق على تصدير النفط بهذا الشرط
كما زفت الحكومة، رسمياً ، في سبتمبر الماضي، بشرى سارة لكافة الموظفين في كل المحافظات على اختلاف اتجاهاتهم وانتماءاتهم شمالاً وجنوباً، بإعادة تصدير النفط الخام وصرف الرواتب.
الحكومة تزف بشرى بصرف المرتبات لجميع الموظفين
وهدد الحوثيون بمعاودة استهداف ميناء الضبة في حضرموت، وميناءي النشيمة وقنا في شبوة، إذا ما حاولت الحكومة إستئناف تصدير النفط الخام، مشترطين صرف مرتبات جميع موظفي الدولة بما فيهم في مناطق سيطرتهم، من عائدات النفط.
دفعت الضغوط الاقليمية والدولية والتهديدات الحوثية، باتجاه التوافق على مخرجات المفاوضات بين المملكة العربية السعودية والشرعية وجماعة الحوثي، والاعلان نهاية 2023م عن "خارطة طريق السلام في اليمن" يتقدمها اجراءات الملفين الانساني والاقتصادي.
لكن تنفيذ الخارطة تعذر جراء اندلاع الحرب في غزة عقب هجوم "طوفان الاقصى" على اسراليل في 7 اكتوبر 2023م واعلان جماعة الحوثي عن بدء هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على اسرائيل وسفنها والسفن المتجهة اليها بدعوى "دعم فلسطين ومقاومتها".
وأصدرت الولايات المتحدة الامريكية، قراراً جديداً بشأن اليمن اعتبره سياسيون "موجعاً"، على خلفية تصعيد جماعة الحوثي هجماتها في البحر الأحمر، بدعوى "منع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها".
قرار امريكي جديد وموجع بشأن اليمن
من جانبها رفضت جماعة الحوثي ايقاف هجماتها مشترطة "ايقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها". واعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الاسبوع الماضي ان قوات جماعته استهدفت في البحرين الاحمر والعربي وخليج عدن، خلال عام "211 سفينة مرتبطة بالعدو الاسرائيلي والامريكي والبريطاني". حسب تعبيره.
يذكر أن "حماس" بدأت في السابع من أكتوبر تصعيداً ضد إسرائيل من خلال شن عملية عسكرية واسعة على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أسمتها "طوفان الأقصى" جلبت على الفلسطينيين في القطاع دماراً وآلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وقوبلت بإدانة معظم دول العالم بما فيها الامارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news