حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

     
شروين المهرة             عدد المشاهدات : 129 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

أمير السقطري

في أمسية (فراروه) هادئة تحت السماء المزينة بالنجوم، وضوء خافت ينساب من قلب الليل، يعانق سكونه بكل هدوء ووقار، جلس حمدهن مع مجموعة من أصدقائه في قريته المتواضعة في أحد مناطق سقطرى، يستمعون بشغف إلى قصصه. تلك الليلة، قرر حمدهن أن يحكي لهم عن واحدة من أعظم عجائب جزيرتهم، شجرة دم الأخوين، التي تُعد رمزاً سحرياً لسقطرى.

بدأ حمدهن الحديث بصوت هادئ:  “شجرة دم الأخوين (أعريب) ليست مجرد شجرة، إنها أسطورة، وحكاية تحكيها الجزيرة للعالم. يقولون إن هذه الشجرة وُلدت من دموع أخوين تقاتلا في زمن بعيد على هذه الجزيرة في أسطورة قديمة، كان هناك شقيقان قويان. كانا على خلاف دائم، وفي إحدى معاركهما الأخيرة، سقط كلاهما على الأرض، وامتزج دمهما لتولد من ذلك الدم أول شجرة دم الأخوين.”

أشار حمدهن إلى مكان بعيد في الجبال (فدهن): “ترى تلك القمم العالية؟ (ديماده) هناك تنمو هذه الشجرة، بعيداً عن متناول الجميع.

إنها تحتاج إلى ظروف خاصة لتنمو، ولهذا لا تجدها في أي مكان آخر بالعالم سوى هنا في سقطرى. جذورها تتشبث بالصخور، كما لو أنها تستمد قوتها من الأرض التي شهدت أسطورتها.

شكلها يشبه المظلة المقلوبة، بأغصانها الكثيفة الممتدة كأنها تحمي أسرار الجزيرة من الزمن.”

تساءل أحد الأصدقاء: “لكن لماذا تُسمى ‘دم الأخوين’؟ (لوه مس شام دور دقاقيهي) هل لها علاقة بشكلها أو وظيفتها؟”

ابتسم حمدهن وأجاب: “الاسم ‘دم الأخوين’ يرتبط بالأساطير التي نسجت حول هذه الشجرة. يقال إن شجرة دم الأخوين نشأت من دماء أخوين امتزج دمهما لينبت أول غرس لهذه الشجرة. أما الاسم المحلي لها في لغتنا السقطرية فهو ‘أعريب’ أو ‘أغريب’.

هذه التسمية تحمل في طياتها ارتباطاً عميقاً بثقافة الجزيرة وتراثه إذا جرحت قشرتها أو قطعت جزءاً من جذعها، ستلاحظ سائلًا أحمر داكنًا يتدفق منها، كأنه دم حقيقي. هذا السائل يُستخدم في الطب التقليدي لصنع مراهم ودهانات علاجية. أجدادنا كانوا يؤمنون بأن هذا السائل له قدرة على شفاء الجروح، وتقوية الجسم، وحتى استخدامه في طقوس سحرية لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة.”

أضاف وهو ينظر إلى وجوههم المندهشة: “لكن ما يميزها ليس فقط شكلها أو السائل الذي تنتجه، بل الطريقة التي تنمو بها.

إنها تنمو ببطء شديد، ويُقال إن شجرة دم الأخوين الواحدة يمكن أن تعيش مئات السنين، كلما تقدم بها العمر، أصبحت أكثر جلالاً وروعة.”

تدخل أحد الأصدقاء قائلاً: “يبدو أن هذه الشجرة ليست مجرد نبات عادي، بل هي رمز حقيقي لجزيرتنا.”

هز حمدهن رأسه موافقاً: “نعم، إنها رمز للبقاء والقوة رغم الظروف القاسية”.

 

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

 

 

 

 

 

تابعوا شروين المهرة على


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توجيه رئاسي سار لجميع الموظفين

جهينة يمن | 748 قراءة 

الكشف عن وصول هذا الأمر إلى مطار صنعاء

جهينة يمن | 588 قراءة 

لن تصدق حمولتها...هبوط خمس طائرات شحن كبيرة في مطار صنعاء

جهينة يمن | 513 قراءة 

الحوثيون ينقلبون على اتفاق رداع.. تعزيزات عسكرية جديدة وحصار خانق لحي الحفرة

حشد نت | 492 قراءة 

الرئيس العليمي يكشف خطة "اليوم التالي" لسقوط الحوثيين: انتخابات قادمة ودعم إقليمي واسع للإعمار

كريتر سكاي | 393 قراءة 

ترامب "يعتقل" أوباما في المكتب البيضاوي

عدن تايم | 380 قراءة 

ماقصة الشاب اليمني الذي وصف ب "ابن الأصول " وأصبح حديث السعوديين في وسائل التواصل ؟

يني يمن | 361 قراءة 

هبوط خمس طائرات شحن كبيرة في مطار صنعاء (فيديو)

المشهد اليمني | 333 قراءة 

بشأن المرتبات الشهرية للمقيمين...قرار سعودي حاسم

جهينة يمن | 325 قراءة 

القبض على امرأة يمنية في السعودية وإعلان رسمي بشأنها

المشهد اليمني | 313 قراءة