حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

     
شروين المهرة             عدد المشاهدات : 136 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

أمير السقطري

في أمسية (فراروه) هادئة تحت السماء المزينة بالنجوم، وضوء خافت ينساب من قلب الليل، يعانق سكونه بكل هدوء ووقار، جلس حمدهن مع مجموعة من أصدقائه في قريته المتواضعة في أحد مناطق سقطرى، يستمعون بشغف إلى قصصه. تلك الليلة، قرر حمدهن أن يحكي لهم عن واحدة من أعظم عجائب جزيرتهم، شجرة دم الأخوين، التي تُعد رمزاً سحرياً لسقطرى.

بدأ حمدهن الحديث بصوت هادئ:  “شجرة دم الأخوين (أعريب) ليست مجرد شجرة، إنها أسطورة، وحكاية تحكيها الجزيرة للعالم. يقولون إن هذه الشجرة وُلدت من دموع أخوين تقاتلا في زمن بعيد على هذه الجزيرة في أسطورة قديمة، كان هناك شقيقان قويان. كانا على خلاف دائم، وفي إحدى معاركهما الأخيرة، سقط كلاهما على الأرض، وامتزج دمهما لتولد من ذلك الدم أول شجرة دم الأخوين.”

أشار حمدهن إلى مكان بعيد في الجبال (فدهن): “ترى تلك القمم العالية؟ (ديماده) هناك تنمو هذه الشجرة، بعيداً عن متناول الجميع.

إنها تحتاج إلى ظروف خاصة لتنمو، ولهذا لا تجدها في أي مكان آخر بالعالم سوى هنا في سقطرى. جذورها تتشبث بالصخور، كما لو أنها تستمد قوتها من الأرض التي شهدت أسطورتها.

شكلها يشبه المظلة المقلوبة، بأغصانها الكثيفة الممتدة كأنها تحمي أسرار الجزيرة من الزمن.”

تساءل أحد الأصدقاء: “لكن لماذا تُسمى ‘دم الأخوين’؟ (لوه مس شام دور دقاقيهي) هل لها علاقة بشكلها أو وظيفتها؟”

ابتسم حمدهن وأجاب: “الاسم ‘دم الأخوين’ يرتبط بالأساطير التي نسجت حول هذه الشجرة. يقال إن شجرة دم الأخوين نشأت من دماء أخوين امتزج دمهما لينبت أول غرس لهذه الشجرة. أما الاسم المحلي لها في لغتنا السقطرية فهو ‘أعريب’ أو ‘أغريب’.

هذه التسمية تحمل في طياتها ارتباطاً عميقاً بثقافة الجزيرة وتراثه إذا جرحت قشرتها أو قطعت جزءاً من جذعها، ستلاحظ سائلًا أحمر داكنًا يتدفق منها، كأنه دم حقيقي. هذا السائل يُستخدم في الطب التقليدي لصنع مراهم ودهانات علاجية. أجدادنا كانوا يؤمنون بأن هذا السائل له قدرة على شفاء الجروح، وتقوية الجسم، وحتى استخدامه في طقوس سحرية لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة.”

أضاف وهو ينظر إلى وجوههم المندهشة: “لكن ما يميزها ليس فقط شكلها أو السائل الذي تنتجه، بل الطريقة التي تنمو بها.

إنها تنمو ببطء شديد، ويُقال إن شجرة دم الأخوين الواحدة يمكن أن تعيش مئات السنين، كلما تقدم بها العمر، أصبحت أكثر جلالاً وروعة.”

تدخل أحد الأصدقاء قائلاً: “يبدو أن هذه الشجرة ليست مجرد نبات عادي، بل هي رمز حقيقي لجزيرتنا.”

هز حمدهن رأسه موافقاً: “نعم، إنها رمز للبقاء والقوة رغم الظروف القاسية”.

 

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

 

 

 

 

 

تابعوا شروين المهرة على


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : خارطة اغتيالات جديدة تستهدف القيادات الحوثية واستعداد لضرب مراكز ثقلهم "اسماء"

جهينة يمن | 1075 قراءة 

قرارات جديدة من البنك المركزي بسحب وإيقاف تراخيص منشآت وشركات صرافة في عدة محافظات

تهامة 24 | 895 قراءة 

الكشف عن أهداف الغارات الإسرائيلية على صنعاء 

تهامة 24 | 730 قراءة 

مصدر عسكري في صنعاء يكشف ما حصل للطيران الإسرائيلي في سماء صنعاء

الحدث اليوم | 655 قراءة 

تفاصيل دقيقة لكل ما أسفرت عنه الغارات الإسرائيلي التي هزت العاصمة صنعاء

يمن فويس | 636 قراءة 

خبير اقتصادي يكشف عن قرب انطلاق مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي بدعم دولي غير مسبوق

تهامة 24 | 576 قراءة 

الرباعية الدولية تبحث هيكلة مجلس القيادة الرئاسي بصيغة جديدة

الأمناء نت | 469 قراءة 

محلل عسكري يفاجئ الجميع ويكشف عن أسباب عدم استهداف إسرائيل لقيادات مليشيا الحوثي

جهينة يمن | 435 قراءة 

مقتل قيادي بارز متأثراً بإصابته خلال غارات إسرائيلية على صنعاء (الاسم والصورة)

يني يمن | 408 قراءة 

عاجل : الرباعية الدولية تقرر هيكلة مجلس القيادة الرئاسي بصيغة جديدة "تفاصيل "

جهينة يمن | 403 قراءة