لماذا تلهث القوى الخارجية والإقليمية لبسط النفوذ على محافظة المهرة؟

     
قشن برس             عدد المشاهدات : 302 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لماذا تلهث القوى الخارجية والإقليمية لبسط النفوذ على محافظة المهرة؟

تعد محافظة المهرة اليمنية إحدى المناطق الاستراتيجية في شبه الجزيرة العربية، بفضل موقعها الجغرافي المطل على بحر العرب وحدودها البرية مع سلطنة عمان. وقد أصبحت هذه المحافظة في السنوات الأخيرة ساحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية، حيث تحاول بعض الأطراف الخارجية استغلالها كورقة ضغط على اليمن ودول الخليج، وخصوصاً عمان والسعودية، بما يشابه ما تقوم به الولايات المتحدة باستخدام الميليشيات الكردية على الحدود السورية التركية والعراقية.

الاستراتيجية الجغرافية وأطماع القوى الخارجية

تتميز المهرة بموقعها الاستراتيجي الذي يجعلها مطمعًا للقوى الطامحة للسيطرة على خطوط الملاحة البحرية أو التأثير على التوازن الإقليمي. وتتنافس العديد من الأطراف للاستفادة من هذا الموقع لتعزيز نفوذها. وكما دعمت الولايات المتحدة الفصائل الكردية في مناطق حساسة على حدود سوريا وتركيا والعراق لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، نجد أن بعض القوى تحاول استخدام المهرة بطريقة مشابهة لتعزيز نفوذها في اليمن والضغط على دول الخليج.

الخطر الحالي: تجنيد قوات خارج إطار الدولة

من أبرز المخاطر التي تواجه المهرة حالياً هو محاولة بعض الأطراف الخارجية تجنيد قوات سلفية جديدة خارج نطاق وزارتي الدفاع والداخلية في اليمن. مثل هذه المحاولات تهدف إلى إنشاء كيانات عسكرية موازية تسهم في زعزعة الاستقرار وتهدد سيادة الدولة. هذا التحرك يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المحافظة، حيث يسعى أصحاب هذه الأجندات إلى خلق قوى موالية لهم تخدم مصالحهم الإقليمية والدولية، دون اعتبار لسلامة ووحدة اليمن.

إن تشكيل مثل هذه القوات لا يهدد فقط الاستقرار الداخلي في المهرة، بل يفتح الباب أمام صراعات جديدة بين القوى المحلية، ويضع المهرة في موقف أكثر ضعفاً أمام التدخلات الخارجية. كما أن وجود قوات غير منضبطة وخارجة عن سلطة الدولة قد يهدد التوازن الاجتماعي والتعايش السلمي في المحافظة.

عمان والسعودية في مواجهة التحديات

تعتبر سلطنة عمان من أبرز الدول المتأثرة بما يجري في المهرة، نظراً للتداخل الجغرافي والثقافي والاجتماعي بين المهرة وعمان. وتسعى مسقط للحفاظ على استقرار هذه المنطقة وحمايتها من أي تدخل خارجي قد يؤثر على أمنها الداخلي. في المقابل، تولي السعودية اهتماماً كبيراً بالمهرة كجزء من استراتيجيتها لضمان أمن حدودها الجنوبية، وهو ما دفعها إلى تعزيز حضورها في المنطقة ومحاولة التصدي لأي محاولات للهيمنة عليها من قِبل قوى أخرى.

دور القوى الدولية والإقليمية

القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لطالما استخدمت استراتيجيات مماثلة في مناطق أخرى، حيث تقوم بدعم ميليشيات أو جماعات مسلحة كوسيلة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية. وفي المهرة، هناك تقارير تشير إلى محاولات لتأجيج الصراعات أو دعم أطراف بعينها من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار. هذا الوضع يعكس استراتيجية قائمة على تحويل المناطق الحدودية إلى ساحات صراع، كما يحدث في الشريط الحدودي السوري التركي.

تداعيات التدخلات الخارجية

إن التدخلات الخارجية في المهرة تهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي، ليس فقط في اليمن، بل في الدول المجاورة أيضاً. فتأجيج الصراعات في هذه المنطقة من شأنه أن يضع مزيداً من الضغوط على عمان والسعودية، مما يعقد جهود الحل السياسي في اليمن ويزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

الحل الممكن

لحماية المهرة من أن تصبح ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، يجب على اليمنيين أن يعززوا وحدتهم الوطنية، مع دعم الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام. كما أن الحوار بين دول الخليج، وخاصة عمان والسعودية، يُعد ضرورياً للتنسيق حول حماية المهرة من التدخلات الخارجية. وفي الوقت ذاته، يجب أن يتم رفض أي محاولات لتشكيل قوات خارج نطاق الدولة، مع تعزيز الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار.

الخاتمة

في الختام، تعتبر المهرة مثالاً حياً على كيفية استغلال المناطق الحدودية لتحقيق مصالح جيوسياسية، ولكن الوعي بالمخاطر والعمل المشترك يمكن أن يسهم في تقليل حدة هذه الصراعات وضمان الاستقرار في المنطقة. ويبقى الحل في تقوية مؤسسات الدولة ورفض محاولات تقسيم السلطات أو زعزعة النظام الأمني الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ضربة سعودية مزدوجة.. الرياض تُسقط “القضية الجنوبية” وتُنهي نفوذ “الانتقالي” في المحافظات المحتلة

الحدث اليوم | 947 قراءة 

فظائع جنسية تقشعر لها الأبدان.. ماذا تفعل ”الزينبيات” داخل السجون الحوثية بذريعة ”تطهير الروح والنسل”؟

المشهد اليمني | 597 قراءة 

ناجٍ من حريق باص أبين يكشف تفاصيل صادمة عن اللحظات الأولى للحادث

عدن نيوز | 443 قراءة 

تقرير خاص | اليمن وتقييم خبراء مجلس الأمن.. حرب بلا نهاية وخطر حوثي متنامي وعقوبات بلا أثر (فيديو)

بران برس | 420 قراءة 

أمن أبين يكشف سبب فاجعة احتراق باص النقل الجماعي وينشر كافة تفاصيلها

نافذة اليمن | 390 قراءة 

يمني يخْلُف يمني.. “آدم الحربي” يفوز بمنصب عمدة “هامترامك” الأمريكية خلفاً لـ“أمير غالب”

بران برس | 370 قراءة 

شاهد عيان يروي للموقع بوست تفاصيل حادثة أبين المرورية ومشهد ما قبل وقوعها

الموقع بوست | 341 قراءة 

مصادر محلية: قيادي حوثي يسير حملة لمصادرة 60 ألف لبنة مملوكة لمواطنين شمالي صنعاء

بران برس | 276 قراءة 

الحكومة اليمنية تبدأ بتنفيذ قرار مجلس القيادة الرئاسي

عدن حرة | 258 قراءة 

تضامن حضرموت يفرض التعادل على النهضة العُماني في دوري أبطال الخليج للأندية

مراقبون برس | 245 قراءة