عدن توداي /استطلاع.موسى المليكي.
مع حلول عطلة نصف السنة
يعيش العديد من الأهالي هواجس متكررة حول كيفية قضاء أبنائهم لوقتهم بعيدا عن المنازل خاصة عندما تصبح هذه الفترة متنفسا للبعد ووسيلة للابتعاد عن رقابة الأهل.
يتحدث أبو مشعل هو من منطقة وادي مكسب بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز يعمل تجار خضروات بمدينة عدن قائلاً ل……” ابني يخرج صباحا ولا يعود إلا مساءً، ولا أعلم أين يذهب أو مع من يقضي وقته أجد نفسي أبحث عنه يوميا بلا إجابة.” هذا الأب ليس وحده فكثير من الأهل يتساءلون عن مخاطر غياب الرقابة وعن التأثيرات التي قد تتبع ساعات اللهو الطويلة التي يقضيها الأطفال والمراهقون بعيدا عن منازلهم.
واضاف أبو مشعل بأن العطلة النصفية هي أهم من العطلة النهائية لانه يجب على الأهل أو الأسرة الانتباه للابنائهم من الضياع مع جلسا السؤ مما يجعلهم يفقدون نشاطهم اتجاه دراسة النصف الثاني بسبب خروجهم من القرية إلى العمل في مدينة عدن خصوصاً الأجواء معتدلة فيرفضو العودة إلى المدرسة ومن المفروض أن تكون العطلة النصفية أسبوع واحد فقط.
ولكن صادق سيف الصالحي من مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز يعمل تجار جملة مواد غدائية في سوق نجد قسيم بمديرية المسراخ واب للثلاثة ابناءوهو الآخر يقول ل…..”بأن العطلة النصفية تعد مشكلة من أهم المشاكل لدى الاهالي عن كيفية قضاء أبنائهم لوقتهم خارج المنازل خصوصاً أنها في فصل الشتاء ويعد متنفسا للبعد عن رقابة الأهل بالذات ممن هم خارج المحافظة ومن المفروض ليس لها أي داعي بأن تكون فترة طويلة .
مقالات ذات صلة
ضبط أجهزة كاشفة للذهب والمعادن بمنفذ شحن بالمهرة
مبادرة تهدف لعودة نشاط طيران اليمنية عبر مطار صنعاء(تفاصيل)
عطلة الضياع.
يقول قصي صادق قاسم وهو من منطقة حجفت بعزلة القحاف بمديرية جبل حبشي وهو طالب في الثالث الثانوي ل…..”بان العطلة النصفية غير صالحة لنا لانها تفقدنا نشاط المذاكرة وكذلك تجعل بعضنا يقضي وقته خارج المنازل خصوصاً مع عودة اغلب الشباب من المناطق الحدودية خاصة أن الكثير منهم من اقاربنا فتمضي العطلة دون الاستفادة منها بل اصبحت مضيعه للوقت ومفقده للنشاط.
واضاف قاسم إنه من المفترض ان تكون فترة لا تزيد على اسبوع للمراحل النقل اما بالنسبة لطلاب ثالث ثانوي تكون الدراسة مستمرة حتى اثناء ادى امتحانات الصفوف الآخر من أجل اكمل المقررات حسب الخطة الدراسية وخصوصاً المواد العلمية كاالرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء.
أما الطالب عبدالملك العلواني من منطقة الحصب بمديرية المظفر يدرس بالصف الثاني الثانوي في مدرسة 26بجولة المرور في نفس المديرية يروي ل……”بانه سيقضي فترة إجازة العطلة النصفية في العمل مع عمه بمحل جملة في الحوبان من أجل مساعدة والده الذي يعمل سائق باص اجره من بئر باشا إلى الحوبان لاجل تغطية متطلبات منزلهم خصوصاً مع غلاء الاسعار بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية .
واشار العلواني بانه يجب ألغاء العطلة النصفية من أجل يبقي الطلاب مهتمين بالمذاكرة أفضل من ضياعهم بمقاهي الإنترنت أو في أماكن تجمعات شباب الحارات مع منتاولي القات و المعسل والشيشه بالذات ممن آبائهم غير متواجدين بالمدينة فيظلوا خارج المنزل إلى الساعات المتأخرة من الليل طيلة فترة العطلة مما يجعلهم يملون من العودة إلى المدرسة مرة أخرى .
واختتم قصي صادق حديثة قائلاً بأن العطلة النصفية ليس لها داعي لأنها تفقد لدى الطالب الحماسة والمثبارة والاجتهاد خصوصاً المرحلة النهاية التي هي الثانوية العامة .
عطلة بلا خطة.
يقول محمد محمود الحاج من منطقة الاحكوم بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز الذي كان يعمل سابقاً باالارشاد التربوي بوزارة التربية والتعليم ل…….”إننا في مجتمع باتت فيه التكنولوجيا متاحة بسهولة يجد الأطفال أنفسهم متأثرين بأنماط من الترفيه تتنوع بين الألعاب الإلكترونية والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسكع مع الأصدقاء، في ظل غياب الأنشطة الترفيهية أو البرامج الشبابية الملائمة.
واضاف الحاج يعاني الأهالي من صعوبة في متابعة أبنائهم إذ تفتقر العديد من المجتمعات إلى الأندية الشبابية أو المراكز التعليمية التي تستوعب طاقة الأطفال وتوجهها بشكل مفيد وبهذا تصبح العطلة وسيلة للضياع بدلا من أن تكون فرصة للتعلم أو النمو الشخصي.
تأثيرات غياب التوجيه.
قضاء التلاميذ لأوقات طويلة بعيدا عن أعين الأهل قد يتسبب في ظهور مشكلات نفسية وسلوكية فالطفل الذي يقضي وقته محاطا بأصدقاء قد لا يكونون تحت الرقابة يمكن أن يتأثر بطرق غير محمودة، ويشير خبراء التربية إلى أن الانخراط في أجواء يغيب عنها التوجيه يمكن أن يجر بعض الأطفال إلى عادات سيئة كإهمال الدراسة أو التأثر بالعادات السلبية مما يضع مستقبلهم الدراسي على المحك.
دور الأهل.. بين القلق والحاجة للمشاركة.
على الرغم من القلق الذي يشعر به الأهالي إلا أن العديد منهم يفتقدون لأسلوب الرقابة الفعّال على أبنائهم.
تقول أم عبدالله وهي من منطقة وادي القاضي بمديرية المظفر تعمل معلمة في مدرسة الشهيد الحجري ل…..” أحاول أن أكون قريبة من ابني لكنني لا أستطيع منعه من الخروج أو تقييد حريته في الترفيه عن نفسه هذه المعضلة التي يواجهها الأهل تعكس الحاجة إلى خلق بيئة تواصل بين الأهالي والأبناء إذ يمكن أن يسهم الحوار المفتوح والمشاركة في التخطيط للعطلة في تعزيز ثقة الأبناء بأهلهم ويشعرهم برغبة الأهل في قضاء أوقات ممتعة وآمنة معهم.
حلول مقترحة.
واشار الحاج بأن من الحلول التي يمكن أن تساهم في متابعة الأبناء وتشجيعهم على قضاء أوقاتهم بطريقة مثمرة أن يتعاون الأهل مع بعضهم البعض لتنظيم نشاطات جماعية للأطفال يمكن الاستفادة من العطلة في ترتيب أنشطة منزلية كالمسابقات الثقافية أو الورش الفنية أو التنسيق مع مؤسسات محلية لتنظيم رحلات ترفيهية تحت إشراف الكبار بحيث يشعر الأبناء بالحرية دون الابتعاد عن الأعين الراعية.
واختتم الحاج حديثة قائلاً تبدو عطلة نصف السنة بمثابة اختبار حقيقي للأهالي حول قدرتهم على موازنة رغبة الأبناء في الحرية مع واجبهم في الحماية، فمع وجود خطط منظمة تصبح العطلة فرصة لتطوير المهارات بدلا من أن تكون مدخلا للضياع، ما يعزز الروابط الأسرية ويضمن لأبنائنا تجارب آمنة ومثمرة.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news