عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
خرجت اليوم باكرا نحو شاطئ البحر ، بعد غياب زاد عن عشرة أيام تقريبا ، لعلني أعثر على شيء جديد في شاطئ الحاضرة ، يخفف عني شيئا من تلك المآسي والانكسارات التي أثقلت كاهلي ، وصلت إلى الشاطئ ، نزلت من مركبتي ، بدأت السير خببا حتى استكملت المسافة التي اعتدت القيام بها ، توجهت نحو الخشبة المشرفة على البحر ؛ لكي أجلس عليها بعض الوقت ، وإذا بغراب قد احتلها ، ووضع عليها كثيرا من الأوساخ ، وكأن فعله يقول : اذهب وابحث لك عن مكان هابط تجلس فيه فأنت من أمة هابطة …
فعلت ما أراد الغراب ؛ إذ جلست في مكان منخفض ، نظرت إلى الشمس ، وإذا بها قد أسدلت على نفسها أستارا سوداء من السحب ، وكأنها أرادت أن تعبر عن الحزن ، وتقديم العزاء لأمة هانت أو ارتضت الهوان بين الأمم ، بعد ذلك عدت أنظر إلى البحر ، وإذا به في تراجع كبير ، وتقهقر مزر ، وكأن حاله يحكي حال الأمة التي قبلت الذل والهوان ، وتعايشت مع الانكسار والاستسلام ، عند ذلك قررت العودة إلى المنزل ، وأنا مثقل بالهموم والأحزان أكثر مما كنت أحمل في أثناء الذهاب …
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news