كشفت دراسة جديدة، مولتها الحكومة، أن بعض أنواع زيوت الطهي قد تؤدي إلى زيادة حالات سرطان القولون بين الشباب الأمريكيين.
وأظهرت الدراسة، التي شملت تحليل عينات أورام من أكثر من 80 مريضا بسرطان القولون الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و85 عاما، أن زيوت الطهي مثل زيت عباد الشمس والكانولا والذرة وبذور العنب، قد تزيد من خطر الإصابة بأحد أسرع أنواع السرطان نموا.
وتعود المخاوف إلى أن زيوت البذور تؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم، وهو ما يساهم في نمو السرطان. وقد اكتشف الباحثون أن أورام المرضى تحتوي على مستويات عالية من الدهون النشطة بيولوجيا، وهي مركبات دهنية تُنتج عندما يكسر الجسم زيوت البذور. ويُعتقد أن هذه الدهون تعزز الالتهاب وتعيق قدرة الجسم على محاربة الأورام.
وحث الباحثون على التوقف عن استهلاك زيوت البذور والتركيز بدلا من ذلك على الزيوت التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
ورغم ذلك، تؤكد هيئات السرطان وأمراض القلب الرئيسية في أمريكا أنه لا يوجد دليل على أن استهلاك الكميات المعتدلة من زيوت البذور تساهم في هذه الحالات، إلا أن هناك حركة متزايدة ضد هذه الزيوت بسبب الدراسات التي تشير إلى أنها تسبب الالتهاب وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري.
وشدد فريق البحث من جامعة جنوب فلوريدا، الذي أجرى الدراسة الأخيرة، على أن الأميركيين يستهلكون كميات ضخمة من هذه الزيوت. ووفقا لبعض التقديرات، يستهلك المواطن الأمريكي العادي حوالي 100 رطل من زيوت البذور سنويا، وهو ما يزيد بنحو 1000 مرة عن الكمية التي كانت تُستهلك في خمسينيات القرن العشرين. وقد أصبحت هذه الزيوت شائعة في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بفضل التقدم الزراعي.
وجاءت هذه النتائج في وقت تتزايد فيه معدلات الإصابة بسرطان القولون بين الشباب الأميركيين. ومن المتوقع أن يرتفع عدد التشخيصات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما بنسبة 90%. ويُعتقد أن الأطعمة الفائقة المعالجة، التي تحتوي على دهون وسكريات ومواد كيميائية أخرى، تلعب دورا كبيرا في هذه الزيادة بسبب قدرتها على التسبب في التهاب في الجهاز الهضمي.
وقال الدكتور تيموثي ييتمان، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا، أن “المرضى الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من زيادة الالتهاب في أجسامهم. الآن نرى هذا الالتهاب في أورام القولون نفسها، حيث يعمل السرطان مثل الجرح المزمن الذي لا يلتئم”.
وأشار الباحثون إلى أن العلاج الذي يركز على تقليل الالتهاب باستخدام الدهون الصحية غير المعالجة، مثل زيت السمك، يمكن أن يساعد في استعادة قدرة الجسم على الشفاء.
وقال ييتمان: “هذا يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان، والانتقال إلى ما هو أبعد من الأدوية لتسخير عمليات الشفاء الطبيعية”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news