لم تمضِ ساعات قليلة على توعد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على كل واردات بلاده من المكسيك وكندا والصين منذ اليوم الأول لتسلمه السلطة، حتى جاء الرد.
فقد أكدت بكين، اليوم الثلاثاء، أن لا أحد سينتصر في أي حرب تجارية. وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، إنّ "الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بينها والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
فيما ذكّرت كندا ترامب بدورها "الأساسي في إمدادات الطاقة" للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ "العلاقة بين البلدين متوازنة ومتبادلة المنفعة، خاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين"، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل "مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة".
رسوم جمركية بنسبة 25%
وكان ترامب أعلن مساء أمس أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10% الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، لإرغام الدول الثلاث على "وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات".
ففي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، كتب ترامب "في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة". وأضاف "ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!"، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين واشنطن وكل من كندا والمكسيك.
كما أشار في تصريح ثان نشره بعد لحظات، إلى أنّه سيفرض أيضا على الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 10%، "تزاد إلى أيّ رسوم إضافية"، وذلك عقابا لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.
يشار إلى أن الرسوم الجمركية تشكل أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترامب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.
لاسيما أنه كان تعهد خلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر، بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.
في حين حذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالبا ما سيحملونّها لاحقا إلى المستهلكين.
لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب أكدوا أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news