ماذا لو لم يصل اليمن إلى التوقيع على خريطة الطريق؟

     
الوطن العدنية             عدد المشاهدات : 246 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت

                     ماذا لو لم يصل اليمن إلى التوقيع على خريطة الطريق؟

تراجع الاهتمام بخريطة الطريق وكل جهود السلام في اليمن، بل إن الصراع الإقليمي وتأثيره على اليمن بات يحتاج إلى قراءة مختلفة مع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.

تمضي أحوال القرار في كل من صنعاء وعدن بعيدًا عن أي حديث عن خريطة الطريق للسلام في اليمن، التي أعلنت الأمم المتحدة عن توافق الطرفين عليها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وكأن السلام لم يعد مدرجًا في جداول الجانبين؛ وهو نتاج طبيعي لتراجع الاهتمام به إقليميًا ودوليًا مع استعار الصراع في المنطقة؛ ليصعد سؤال مفاده: ماذا لو لم يصل اليمن إلى التوقيع على خريطة الطريق؟

من نافل القول إن طرفي النزاع لم يعدا مهتمين، بل ربما من الأصح القول إنهما لم يوليا منذ البداية التوقيع على خريطة الطريق الاهتمام الكافي؛ فطرف الحكومة المعترف بها دوليًا ملزم بما توافقت عليه الرياض في مشاوراتها مع «أنصار الله» العام الماضي، حيث وصلت الرياض إلى قناعة بضرورة إخماد بؤرة التوتر في اليمن، وإغلاق ملف الحرب هناك؛ وبناء عليه جاءت مشاورات الرياض مع الحوثيين في أكثر من جولة لتحقق توافقًا إيجابيًا على بعض الخلافات وأهمها، وبناء عليها تم التوافق على مسودة الخريطة، وهو التوافق الذي جاء متزامنًا، مع رغبة إقليمية ودولية بطي صفحة الحرب هناك.

من جانب «أنصار الله» وعلى الرغم من موافقتهم وتوافقهم مع السعوديين على مسودة الخريطة، وإعلانهم غير مرة استعدادهم للتوقيع عليها، لكنهم يشترطون توقيع الرياض عليها، كما صدر عن وزير الخارجية في حكومة صنعاء مؤخرًا، جمال عامر، لكنهم في ذات الوقت لا يبدون اهتمامًا بالخريطة؛ مطالبين الرياض بالتوقيع عليها. والمطالبة بتوقيع الرياض عليها يضع حجرًا أمام المضي في مسار التوقيع؛ لأن الرياض تعنبر نفسها في موقع الوسيط، بينما يؤكد الحوثيون أنها طرف باعتبارها قادت التحالف في حرب لثماني سنوات، علاوة على أنهم، كما يقولون، لا يعترفون بالحكومة المعترف بها دوليًا كطرف.

وفي هذا الخضم، جاءت حملة الحوثيين الإسنادية لغزة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من خلال الهجمات البحرية واستهداف مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة، لتدفع واشنطن إلى تبني موقف متشدد بخصوص السلام في سياق ربطها بين الهجمات البحرية والسلام هناك؛ بل إن التداعيات الإقليمية للحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان فرضت قراءات عديدة، بما فيها ما يتعلق بالصراع في اليمن، إذ بات هذا الصراع أكثر تعقيدًا وارتهانًا مما كان عليه؛ ومن تداعياته تراجع الاهتمام بخريطة الطريق وكل جهود السلام، بل إن الصراع الإقليمي وتأثيره على الصراع اليمني ربما بات يحتاج إلى قراءة مختلفة أيضًا مع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض لاسيما مع علاقته المختلفة بنتنياهو وإسرائيل.

يقول نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، المفكر عبدالباري طاهر، لـ «القدس العربي» إن «المنطقة كلها تعيش حالة حرب حقيقية، والأخطر أن رجل السلام القادم خلال أسابيع للبيت الأبيض هو الأكثر جنوحاً للحرب. فترامب: الخوف والغضب والخطر والحرب كما تصوره كتابات بوب وودورلد لا يحكم إلا هذه المعاني الخطيرة. وما يجري في اليمن وباب المندب والبحر الأحمر، ومع الرباعية الدولية، وبالأخص بريطانيا وأمريكا مرتبط بالحرب في غزة وعلى لبنان».

وأضاف: «نتنياهو يريد تحويل الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني إلى غزة أخرى، وتقديم ذلك أضحية لسيد البيت الأبيض القديم والجديد. ويطمح أكثر في ضرب المفاعل النووي الإيراني، وتركيع إيران».

ويوضح طاهر: «والتوقيع على خريطة الطريق في اليمن ليس بمعزل عن صراع الإقليم وتوجهات رمزي الحرب ترامب ونتنياهو. والأطراف في التحالف العربي عرضة لضغوط القادم ترامب. والأطراف اليمنية المتصارعة والمرتهنة للصراع غير مدركة للمخاطر المحدقة بالأمة العربية وأقطارها. الضغوط والمساومة تجري في المنطقة كلها تحت سعير الحرب «.

ويرى عبدالباري طاهر أن «ما يدور في اليمن والتشاورات والمساومات لا تجري بمعزل عما يجري في غزة ولبنان، وأبعد من ذلك إيران، وربما الاحتمال الأخطر هو انتظار مجيء ترامب؛ فهل يستطيع اليمنيون التمرد على الضغوط وبناء سلام في المنطقة يجنب المنطقة والأمة العربية الدمار؟ فالثابت الوحيد لدى الأمريكان النفط وإسرائيل. والسيد الوحيد الآن نتنياهو».

مما سبق فإن اليمن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما سلام حقيقي أو حرب منسية، والأخيرة في حال استؤنفت ستدخل معها البلاد في صراع دام لسنوات طويلة، ولن تخرج منه إلا بعد أن تكون قد دفعت ثمنًا باهظا من النزيف والخراب والتمزق.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اختفى طفل يمني 3 ساعات في مستشفى حكومي.. المفاجأة الصادمة عند العثور عليه!

نيوز لاين | 463 قراءة 

الرئيس الراحل علي صالح يظهر في صورة نادرة مع شخصيات يمنية بارزة ومعهم طارق

يمن فويس | 346 قراءة 

مدارس أمريكية تستبعد ناشط يمني مثلي بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل

نيوز لاين | 276 قراءة 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يعزي الملك سلمان

يمن فويس | 263 قراءة 

جدل واسع عقب تسريب فيديو لامجد خالد ماذا يحدث؟

كريتر سكاي | 252 قراءة 

تعرض الحو ثيين بصنعاء لضربة حاسمة غير متوقعة

كريتر سكاي | 249 قراءة 

السعودية تطلق سراح 18 ضابطاً يمنياً وتحيلهم للتقاعد القسري

يمن فويس | 246 قراءة 

شاحنة تصعد إلى سطح منزل في إب نتيجة السرعة الزائدة .. ونجاة السكان بأعجوبة (صورة)

المشهد اليمني | 235 قراءة 

مجند حوثي يغتصب فتاة تحت تهديد السلاح ويجبرها على الحمل والولادة وهذا ما فعلته المليشيات بالمولود

المشهد اليمني | 221 قراءة 

صحيفة تكشف عن خطة سعودية جديدة لتسويات في اليمن ولبنان والعراق

يمن فويس | 195 قراءة