علق الصحفي والمحلل السياسي صلاح السقلدي عن التقارب بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي وانعقاد مجلس النواب في عدن كما يتم التخطيط له، وهل يصب هذا في محاربة الحوثيين، في مداخلة لقناة سهيل :
ما نراه من تقارب بين الطرفين الانتقالي والإصلاح لا علاقة له بمحاربة الحوثيين كما يدّعون.
وأضاف السقلدي : " نستغرب أن يتم توظيف هذه اللقاءات لما يقال بانه محاربة الحوثيين فالطرف الجنوبي و ما تسمى بالشرعية وأحزابها وبالذات حزب الإصلاح المخادع هم جميعا اصلا في حالة اصطفاف منذ عشر سنوات بوجه الحوثيين، من خلال الحكومة والرئاسة وغيرها من المؤسسات والتي من خلالها يصطفون ضد الحوثيين، فلما يعاد الحديث عن هذا اليوم إلا إذا كان يتم تدبير شيء ؟، وبوسعهم ان يجابهون الحوثيين من خلال تلك المؤسسات ولا يحتاجوا الى مثل هذه اللقاءات الحزبية المريية.فأنا استغرب انه بعد عشر سنوات من الحرب تتم هذه اللقاءات تحت مسمى محاربة الحوثيين وماذا كانوا يفعلون طيلة السنوات الماضية؟.
وهذه اللقاءات والتحركات الحزبية كالتي جرت قبل ايام في عدن واضح جدا انها تحاول ان تضفي على هذه الشراكة مسمى او حيلة جديدة لإيهام العالم بأن الطرف الجنوبي صار مندمجا بالعملية السياسية بالجمهورية اليمنية و أنه بات متقبلا بحل القضية الجنوبية كأي قضية واي ملف شأنه شأن باقي الملفات الثانوية في إطار التسوية السياسية.هذا بالضبط ما يراد له اليوم.
وانا استغرب من المجلس الانتقالي يُستدرج بهذه السهولة الى هذا الفخ وهذه الحيلة، و الأجدر به ان يستكمل الحوارات مع القوى والشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج قبل محاورة الأحزاب. فالحديث عن محاربة الحوثيين لا اعتقد انه يحتاج الى جبهة حزبية كما نرى اليوم فهذا التقارب بالتأكيد هو يأتي اتصالا لتفعيل العملية الحزبية من داخل عدن كما شاهدنا قبل اسبوع في عدن عندما حشدت الأحزاب نفسها في احدى الفنادق لغايات نعرفها تماما بأن لا لها علاقه لها بمحاربة الحوثيين، فتِحت هذه اللافتة وهذا العنوان تعمل الاحزاب لتنفيذ اجندة حزبية بحتة تستهدف راس القضية الجنوبية .
فمن يريد ان يحارب الحوثيين ليس بحاجة إلى ان يبعث الأحزاب من مراقدها بل بالبندقية، وبالبندقة، التي فشلوا فيها .فهذه الاحزاب تعرف الطريق الى صنعاء تماما ان كانت تقوى على ذلك. لكن يبدو ان عيونها جاحظة على عدن بدلا من صنعاء. انظر إلى كلام ضيفك من تركيا صلاح باتيس الذي يرفض حتى مبدأ المناصفة ويتحدث عن مرجعيات تجاوزتها الوقائع وهذا يؤكد أن هذه الأحزاب ما تزال عند موقفها المناهض للجنوب ويؤكد صحة توجساتنا من هذه الأحزاب التي كانت سبب مأساة الجنوب ومن الإصلاح بالذات.
أما اذا كان هذا التقارب ياتي من باب فتح حوارات لحل الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية فهو مرحبا به وانا شخصيا أدعو دائما لفتح حوارات مع كل القوى الشمالية مع الإصلاح مع المؤتمر مع الحوثيين حتى، لأن الحل بالاخير مهما كانت من حروب تفضي الى تسوية سياسية فوق الطاولة. فإذا كان مثل هذه اللقاءات هي لتدارس الملفات مستقبلا بما فيها بالضرورة القضية الجنوبية فهو أمر جيد مع ضرورة التفريق بين حوارات مطلوبة وتحالفات مرفوضة، تحالفات من الانتقالي مع هذه الاحزاب قبل حل القضية والذي إن تم الآن سيمثل انتحارا للانتقالي واستهلاكا لشعبيته التي تُستهلك.
أما انعقاد مجلس النواب فهو تحصيل حاصل لمجلس عجوز يمر في عقده الثالث، فالغاية من عقده في عدن هو اتساقا لذات الغاية الحزبية اي إظهار الجنوب وعاصمته ومعما الانتقالي قد صاروا جزءا من العملية السياسية والحزبية اليمنية، فالانتقالي بقبوله بالانخراط بالعمل الحزبي دون السياسي يؤكد انه حزبا كأي حزب يمني كما تريد أن تثبته وتكرسه تلك الأحزاب".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news