كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 415 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

عدن توداي

أسعد أبو الخطاب

في عالم تتصارع فيه الأفكار وتتصادم فيه الأهواء، تبرز ظاهرة مؤسفة لكنها شائعة: الأذى الذي يلحقه الأفراد بالآخرين دون مبرر واضح.

قد يتساءل البعض:

لماذا يُقدم شخص على إيذاء آخر؟

ما الذي يدفعه إلى أن يكون مصدر ألم ومعاناة؟

مقالات ذات صلة

عيب عليك ياقلم أن تكتب

هنيئا لنا هذا الانضمام

الجواب غالبًا ما يكمن في الداخل، حيث يكون الإنسان أسيرًا لنواقصه.

الأذى مرآة للنقص الداخلي:

كل إنسان يحمل في داخله خليطًا من المشاعر والتجارب التي تُكوّن شخصيته وتصقل طباعه.

لكن، عندما يعاني الشخص من نقص في الحب، التقدير، أو الثقة بالنفس، يتحول هذا النقص إلى دافع خفي يدفعه للتعبير عن ألمه بطرق مؤذية للآخرين.

كأنما يحاول إسقاط ضعفه على غيره ليشعر بالتفوق أو القوة الزائفة.

الشخص الذي يُحركه النقص الداخلي، يبحث عن وسائل للسيطرة أو للتقليل من شأن الآخرين، معتقدًا أن ذلك سيعوضه عن شعوره بالعجز. لكن الحقيقة هي أن الأذى لا يجلب له الراحة، بل يزيد من شعوره بالنقص ويُغذي دوامة لا تنتهي من الصراعات الداخلية.

الأذى كوسيلة هروب:

قد يُستخدم الأذى أيضًا كوسيلة للهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة.

الإنسان الذي يخشى مواجهة فشله أو ضعفه، يلجأ في بعض الأحيان إلى إلقاء اللوم على من حوله أو التصرف بأسلوب عدائي.

هذه التصرفات، التي تبدو مُدمرة للآخرين، تُخفي في طياتها رغبة الشخص في حماية ذاته من مواجهة حقيقة مؤلمة.

كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟

التعامل مع الأشخاص الذين يؤذوننا بسبب نواقصهم يتطلب وعيًا وإدراكًا بأن أفعالهم تنبع من أوجاع داخلية لا ترتبط بنا شخصيًا.

من الضروري أن نحافظ على مسافة آمنة ونحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية لهذه الأفعال، دون أن نفقد تعاطفنا الإنساني.

يمكن أن تكون الخطوات التالية مفيدة:

1- تحديد الحدود: لا بد من وضع حدود واضحة لحماية النفس من الأذى المتكرر.

2- الوعي بالمسببات: فهم أن الأذى هو انعكاس لنقص داخلي يُساعد في تجنب أخذ الأمور بشكل شخصي.

3- التعاطف المشروط: رغم أهمية الحفاظ على التعاطف، يجب أن يكون مقترنًا بالوعي والحذر.

الخاتمة:

في النهاية، يجب أن ندرك أن كل شخص يعبر عن نقصه بطرق مختلفة، وبعضهم يلجأ للأذى كوسيلة للتعويض.

لكن هذا لا يعني أن نتسامح مع الأذى، بل نفهم مصدره ونحمي أنفسنا منه.

التعامل مع هذه الظاهرة يبدأ بفهم أن الأذى مرآة للنقص الداخلي، وأن مواجهته تتطلب قوةً ووعيًا لمقاطعة تلك الدائرة السلبية وتحقيق التوازن النفسي.

ناشط حقوقي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الأخبارية

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

العقيلي: بيان أحزاب مأرب تمردٌ على الدولة وطعنة في ظهر العرادة بينما الانتقالي سلم عدن ومنافذها

نافذة اليمن | 374 قراءة 

اختفى طفل يمني 3 ساعات في مستشفى حكومي.. المفاجأة الصادمة عند العثور عليه!

نيوز لاين | 351 قراءة 

”لا نستطيع أن نحكم والشعب جائع”.. صرخة رئيس إيران تضع تمويل الحوثي تحت المجهر

المشهد اليمني | 308 قراءة 

مي عز الدين تخطف الأضواء بإعلان زفافها المفاجئ على الدكتور أحمد تيمور خليل

عدن نيوز | 245 قراءة 

مدارس أمريكية تستبعد ناشط يمني مثلي بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل

نيوز لاين | 228 قراءة 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يعزي الملك سلمان

يمن فويس | 212 قراءة 

القصاص في مكان الجريمة.. محكمة الحديدة تُصدر حكمين تاريخيين بقاتل ضابط أمن وزوجة

المشهد اليمني | 211 قراءة 

الرئيس الراحل علي صالح يظهر في صورة نادرة مع شخصيات يمنية بارزة ومعهم طارق

يمن فويس | 197 قراءة 

رسالة حوثية مثيرة للجدل إلى كتائب القسام تكشف تراجعها عن هذا الأمر.. اعتراف بالفضيحة

نافذة اليمن | 187 قراءة 

السعودية تطلق سراح 18 ضابطاً يمنياً وتحيلهم للتقاعد القسري

يمن فويس | 187 قراءة