كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 185 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

عدن توداي

أسعد أبو الخطاب

في عالم تتصارع فيه الأفكار وتتصادم فيه الأهواء، تبرز ظاهرة مؤسفة لكنها شائعة: الأذى الذي يلحقه الأفراد بالآخرين دون مبرر واضح.

قد يتساءل البعض:

لماذا يُقدم شخص على إيذاء آخر؟

ما الذي يدفعه إلى أن يكون مصدر ألم ومعاناة؟

مقالات ذات صلة

عيب عليك ياقلم أن تكتب

هنيئا لنا هذا الانضمام

الجواب غالبًا ما يكمن في الداخل، حيث يكون الإنسان أسيرًا لنواقصه.

الأذى مرآة للنقص الداخلي:

كل إنسان يحمل في داخله خليطًا من المشاعر والتجارب التي تُكوّن شخصيته وتصقل طباعه.

لكن، عندما يعاني الشخص من نقص في الحب، التقدير، أو الثقة بالنفس، يتحول هذا النقص إلى دافع خفي يدفعه للتعبير عن ألمه بطرق مؤذية للآخرين.

كأنما يحاول إسقاط ضعفه على غيره ليشعر بالتفوق أو القوة الزائفة.

الشخص الذي يُحركه النقص الداخلي، يبحث عن وسائل للسيطرة أو للتقليل من شأن الآخرين، معتقدًا أن ذلك سيعوضه عن شعوره بالعجز. لكن الحقيقة هي أن الأذى لا يجلب له الراحة، بل يزيد من شعوره بالنقص ويُغذي دوامة لا تنتهي من الصراعات الداخلية.

الأذى كوسيلة هروب:

قد يُستخدم الأذى أيضًا كوسيلة للهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة.

الإنسان الذي يخشى مواجهة فشله أو ضعفه، يلجأ في بعض الأحيان إلى إلقاء اللوم على من حوله أو التصرف بأسلوب عدائي.

هذه التصرفات، التي تبدو مُدمرة للآخرين، تُخفي في طياتها رغبة الشخص في حماية ذاته من مواجهة حقيقة مؤلمة.

كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟

التعامل مع الأشخاص الذين يؤذوننا بسبب نواقصهم يتطلب وعيًا وإدراكًا بأن أفعالهم تنبع من أوجاع داخلية لا ترتبط بنا شخصيًا.

من الضروري أن نحافظ على مسافة آمنة ونحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية لهذه الأفعال، دون أن نفقد تعاطفنا الإنساني.

يمكن أن تكون الخطوات التالية مفيدة:

1- تحديد الحدود: لا بد من وضع حدود واضحة لحماية النفس من الأذى المتكرر.

2- الوعي بالمسببات: فهم أن الأذى هو انعكاس لنقص داخلي يُساعد في تجنب أخذ الأمور بشكل شخصي.

3- التعاطف المشروط: رغم أهمية الحفاظ على التعاطف، يجب أن يكون مقترنًا بالوعي والحذر.

الخاتمة:

في النهاية، يجب أن ندرك أن كل شخص يعبر عن نقصه بطرق مختلفة، وبعضهم يلجأ للأذى كوسيلة للتعويض.

لكن هذا لا يعني أن نتسامح مع الأذى، بل نفهم مصدره ونحمي أنفسنا منه.

التعامل مع هذه الظاهرة يبدأ بفهم أن الأذى مرآة للنقص الداخلي، وأن مواجهته تتطلب قوةً ووعيًا لمقاطعة تلك الدائرة السلبية وتحقيق التوازن النفسي.

ناشط حقوقي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الأخبارية

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : في تطور خطير...التصدي لصاروخ حو ثي فوق سماء السعودية الان

جهينة يمن | 1384 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحو ثي الذي اعلنت أمريكا اغتياله امام منزل عشيقته

جهينة يمن | 775 قراءة 

طالت مواقع حوثية – ايرانية استراتيجية لأول مرة.. الغارات الامريكية تدخل مرحلة "كسر العظم" في استهدافها للحوثيين باليمن

المنتصف نت | 549 قراءة 

دوله عربيه تفاجئ اليمنيين بهذا الاعلان..تفاصيل

نيوز لاين | 467 قراءة 

عاجل:الحو ثيين يعلنون شن هجوم كبير

جهينة يمن | 462 قراءة 

تعرف على اللاعب الذي قتل بالغارة التي استهدفت الحديدة الليلة

جهينة يمن | 414 قراءة 

أزمة وقود في صنعاء وعدة محافظات

عدن الغد | 314 قراءة 

عدن: تسريب صوتي لقائد شرطة دار سعد يكشف الوجه الحقيقي لمليشيات الإنتقالي

موقع الجنوب اليمني | 312 قراءة 

تفاصيل الغارات العنيفة التي شهدتها عدد من المحافظات اليمنية حتى فجر اليوم

المشهد اليمني | 278 قراءة 

طارق عفاش يصف قواته بـ "البهايم" ! (فيديو)

العربي نيوز | 265 قراءة