كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 300 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به

عدن توداي

أسعد أبو الخطاب

في عالم تتصارع فيه الأفكار وتتصادم فيه الأهواء، تبرز ظاهرة مؤسفة لكنها شائعة: الأذى الذي يلحقه الأفراد بالآخرين دون مبرر واضح.

قد يتساءل البعض:

لماذا يُقدم شخص على إيذاء آخر؟

ما الذي يدفعه إلى أن يكون مصدر ألم ومعاناة؟

مقالات ذات صلة

عيب عليك ياقلم أن تكتب

هنيئا لنا هذا الانضمام

الجواب غالبًا ما يكمن في الداخل، حيث يكون الإنسان أسيرًا لنواقصه.

الأذى مرآة للنقص الداخلي:

كل إنسان يحمل في داخله خليطًا من المشاعر والتجارب التي تُكوّن شخصيته وتصقل طباعه.

لكن، عندما يعاني الشخص من نقص في الحب، التقدير، أو الثقة بالنفس، يتحول هذا النقص إلى دافع خفي يدفعه للتعبير عن ألمه بطرق مؤذية للآخرين.

كأنما يحاول إسقاط ضعفه على غيره ليشعر بالتفوق أو القوة الزائفة.

الشخص الذي يُحركه النقص الداخلي، يبحث عن وسائل للسيطرة أو للتقليل من شأن الآخرين، معتقدًا أن ذلك سيعوضه عن شعوره بالعجز. لكن الحقيقة هي أن الأذى لا يجلب له الراحة، بل يزيد من شعوره بالنقص ويُغذي دوامة لا تنتهي من الصراعات الداخلية.

الأذى كوسيلة هروب:

قد يُستخدم الأذى أيضًا كوسيلة للهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة.

الإنسان الذي يخشى مواجهة فشله أو ضعفه، يلجأ في بعض الأحيان إلى إلقاء اللوم على من حوله أو التصرف بأسلوب عدائي.

هذه التصرفات، التي تبدو مُدمرة للآخرين، تُخفي في طياتها رغبة الشخص في حماية ذاته من مواجهة حقيقة مؤلمة.

كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟

التعامل مع الأشخاص الذين يؤذوننا بسبب نواقصهم يتطلب وعيًا وإدراكًا بأن أفعالهم تنبع من أوجاع داخلية لا ترتبط بنا شخصيًا.

من الضروري أن نحافظ على مسافة آمنة ونحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية لهذه الأفعال، دون أن نفقد تعاطفنا الإنساني.

يمكن أن تكون الخطوات التالية مفيدة:

1- تحديد الحدود: لا بد من وضع حدود واضحة لحماية النفس من الأذى المتكرر.

2- الوعي بالمسببات: فهم أن الأذى هو انعكاس لنقص داخلي يُساعد في تجنب أخذ الأمور بشكل شخصي.

3- التعاطف المشروط: رغم أهمية الحفاظ على التعاطف، يجب أن يكون مقترنًا بالوعي والحذر.

الخاتمة:

في النهاية، يجب أن ندرك أن كل شخص يعبر عن نقصه بطرق مختلفة، وبعضهم يلجأ للأذى كوسيلة للتعويض.

لكن هذا لا يعني أن نتسامح مع الأذى، بل نفهم مصدره ونحمي أنفسنا منه.

التعامل مع هذه الظاهرة يبدأ بفهم أن الأذى مرآة للنقص الداخلي، وأن مواجهته تتطلب قوةً ووعيًا لمقاطعة تلك الدائرة السلبية وتحقيق التوازن النفسي.

ناشط حقوقي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الأخبارية

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

احمد علي يسامح جماعة الحوثي! (اعلان)

جهينة يمن | 1123 قراءة 

مقترح لاستقالة العليمي ومناشدة للرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي

المشهد اليمني | 644 قراءة 

ترقب قرار سعودي بشأن اليمن

كريتر سكاي | 634 قراءة 

بشان الإنترنت...بشرى للمستخدمين: الاتصالات في صنعاء تكشف عن هذا الامر

جهينة يمن | 504 قراءة 

محلل سياسي سعودي يهاجم التحالف.. صنعتُم رؤساء ومجالس وفصائل.. وتنتظرون دولة؟

يني يمن | 459 قراءة 

هزت العاصمة صنعاء...من هم آل بادي؟.. القصة وراء اعتداء وحشي على طفل

جهينة يمن | 417 قراءة 

محلل سياسي سعودي يهاجم التحالف.. صنعتُم رؤساء ومجالس وفصائل.. وتنتظرون دولة؟

جهينة يمن | 292 قراءة 

شركة عالمية تحرج طارق عفاش (وثيقة)

جهينة يمن | 277 قراءة 

خطاب أحمد علي عبدالله صالح والعودة لجذور الدولة القوية

المنتصف نت | 267 قراءة 

الفنان الساخر ”محمد الحاوري” يرد على الزامل الحوثي ”سليت سيفي” بعد تصدره الترند ”شاهد”

المشهد اليمني | 215 قراءة