لماذا لم يتأثير الملف اليمني من القفزة النوعية في العلاقات السعودية - الإيرانية؟

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 141 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لماذا لم يتأثير الملف اليمني من القفزة النوعية  في العلاقات السعودية - الإيرانية؟

ما تزال القفزات النوعية المسجّلة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران من دون تأثير يذكر على ملف الصراع في اليمن، رغم أنّه يعتبر بإجماع المراقبين، أحد أبرز الملفات الخلافية بين البلدين ومن ضمن الأسباب الرئيسية التي دفعت بالعلاقات بين طهران والرياض نحو مستوى غير مسبوق من السوء خلال السنوات القليلة الماضية.

وسجّل مسار المصالحة بين الرياض وطهران خلال الأيام الأخيرة قفزة جديدة بتخطيه تطبيع العلاقات الدبلوماسية وعودة التواصل السياسي على أعلى مستوى، إلى التنسيق والتشاور في المجال الدفاعي، حيث قاد رئيس أركان الجيش السعودي فياض الرويلي الأحد وفدا عسكريا في زيارة إلى طهران أجرى خلالها محادثات مع نظيره الإيراني محمّد باقري تعلّقت بـ“تطوير الدبلوماسية الدفاعية وتوسيع التعاون الثنائي”، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية.

وجاء ذلك فيما واصلت القيادتان السعودية والإيرانية مدّ جسور التواصل بينهما من خلال مكالمة هاتفية جرت بين ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قدّم فيها الأخير اعتذاره على عدم تمكنه من تلبية الدعوة لحضور قمّة الرياض العربية الإسلامية غير العادية لكثرة مشاغله بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا.

وحين انطلق مسار المصالحة بين السعودية وإيران من العاصمة الصينية بيكين في مارس 2023 برزت توقّعات كثيرة بأن يفضي ذلك المسار إلى إنهاء الصراع في اليمن، بالنظر إلى ما هو معروف من علاقة وثيقة لإيران بالحوثيين التي لا تقتصر فقط على تزويدهم بالسلاح الذي استخدم قسم منه في استهداف أراضي السعودية وبعضا من منشآتها الحيوية، ولكنّها تمتّد إلى التحكّم بقرار السلم والحرب لديهم، ما يعني أنّها قادرة على دفعهم إلى إنهاء الحرب والانخراط في المسار السلمي الذي تبذل الرياض جهودا كبيرة بالتعاون مع الأمم المتّحدة لإطلاقه بين الفرقاء اليمنيين.

وعدا عن دخول الجماعة في تهدئة للقتال ما تزال قائمة إلى اليوم بشكل نسبي، ودخولهم في تواصل مباشر مع السعودية وقبولهم المبدئي والشكلي بخارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة دون تنفيذ مقتضياتها بشكل عملي، ما يزال الحوثيون يخوضون معارك جزئية متقطعة ضدّ القوات اليمنية المدعومة سعوديا، ويوجهون خطابا عدائيا تجاه الرياض.

لكنّ أبرز مظهر على عدم انصياع الحوثيين للسلام بات يتمثّل في انخراطهم في الصراع ضدّ إسرائيل تحت عنوان نصرة القضية الفلسطينية وذلك باستهدافهم خطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وقصفهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة لمواقع داخل العمق الإسرائيلي، رافعين بذلك من حدّة التوتّر في المنطقة وغير بعيد عن حدود السعودية ومحيطها القريب الذي ترغب في إرساء أكبر قدر ممكن من الهدوء والاستقرار داخله حتى توفّر المناخ الملائم لإنجاز مشاريعها الكبيرة ضمن رؤيتها التنموية الطموحة التي تسعى لتجسيدها في أفق سنة 2030.

ويفسّر متابعون لشؤون المنطقة عدم تأثر الملف اليمني بتطور العلاقات السعودية الإيرانية بوجود وفاق بين الطرفين بفصل الملف عن مسار المصالحة بينهما، في نطاق رؤية معمول بها دوليا في إنهاء الخلافات والصراعات بين الدول وتقوم على استثناء الملفات الصعبة والخلافية ومحاولة تجاوزها أو تأجيلها إلى حين والتركيز على الملفات الأسهل في الحلّ وتنمية الرؤى المشتركة بشأنها تحقيقا للمصلحة المشتركة.

ويبدو أنّ مصلحة مستجدّة لإيران بدأت تدفعها نحو تسريع مصالحتها مع السعودية وتوسيع نطاقها، وتتمثّل في الاستعداد لضغوط أميركية شديدة عليها يتوّقع أن تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة.

وجاء استقبال طهران للرويلي مباشرة بعد انتخاب ترامب لفترة رئاسية جديدة تبدأ في يناير القادم، وكان في فترته الرئاسية الأولى قد تخلى عن سياسة اللين التي انتهجها سلفه الديمقراطي آنذاك باراك أوباما تجاه طهران، وبادر إلى إلغاء الاتفاق النووي معها وفرض عليها عقوبات اقتصادية شديدة في نطاق ما عرف بسياسة الضغوط القصوى والتي يخشى الإيرانيون عودتها بعودة صاحبها إلى الحكم في الولايات المتّحدة.

ويتساءل مراقبون إنْ كانت مخاوف القيادة الإيراني من الدخول في مشاكل جديدة مع واشنطن من شأنها أن تقود بلدهم مجدّدا إلى دوامة العقوبات التي لم تعد إيران تمتلك وسائل الصمود في وجهها لفترة أطول، ستدفع تلك القيادة إلى تخفيف تشدّدها المعهود إزاء عدّة ملفات في المنطقة ومن بينها الملف اليمني شديد الحساسية بالنسبة للسعودية.

ولا يبدو إلى حدّ الآن ما يشير إلى ذلك بشكل عملي حيث يواصل الحوثيون سياستهم التصعيدية ويتمادون في خطابهم عالي النبرة تجاه إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمعين الإقليمي والدولي ككل، وهو أمر لا يمكن أن يكون من دون ضوء أخضر من داعمتهم إيران التي تعتبرهم ضمن أهم أذرعها لخوض الصراعات والحروب بالوكالة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إسرائيل تبني "خريطة هروب" للحوثيين… وتحدد موعد الضربة وموعد التخلص من عبدالملك الحوثي!..."ما لا تعرفه عن حرب اليمن الجديدة"

جهينة يمن | 604 قراءة 

تفاصيل جديدة بشأن مغادرة عيدروس الزبيدي العاصمة عدن

جهينة يمن | 582 قراءة 

مستجدات جديدة بخصوص الرئيس العليمي واعضاء المجلس الرئاسي وقرارات عيدروس الزُبيدي .. صحفي يمني يكشف الجديد

جهينة يمن | 489 قراءة 

السعودية توقف هذا الأمر على اليمن مؤقتاً والأسعار تعاود الارتفاع

جهينة يمن | 427 قراءة 

تحديثات السبت: تغيّرات جديدة في سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن وصنعاء

جهينة يمن | 386 قراءة 

الانفجارات كانت هائلة.. غارة إسرائيلية تُلحق بالمتحف الوطني في صنعاء أضرارًا جسيمة

جهينة يمن | 353 قراءة 

تقرير استخباراتي إسرائيلي: الحوثيون يخططون لشن هجوم بري على تل أبيب بعد وصول عناصرهم إلى سوريا (ترجمة خاصة)

نيوز لاين | 332 قراءة 

اول تعطيل رسمي لقرارات الزُبيدي 

العربي نيوز | 322 قراءة 

اول وزير في الحكومة الشرعية يؤيد قرارات عيدروس الزبيدي برغم حصوله على حقيبتين وزاريتين احداهما من حصة المحافظات الشمالية

جهينة يمن | 308 قراءة 

حقيقة ما حدث بين العرادة وعيدروس الزبيدي في قصر المعاشيق بعدن

المشهد اليمني | 283 قراءة