في مشهد يتكرر ويثير تساؤلات لا تنتهي حول أولويات المشاريع الخدمية في عدن، انتقد الصحفي فتحي بن لزرق بشدة سياسة الإنفاق على مشاريع لا تحقق فائدة حقيقية للمواطنين، بينما تُغفل احتياجات أساسية كتوفير جسور المشاة لحماية حياة الناس.
ونشر الصحفي فتحي بن لزرق منشوراً على صفحته في "فيسبوك" ينتقد فيه المشاريع الحكومية التي تغدق عليها الأموال الطائلة رغم افتقارها لأي قيمة حقيقية، بينما يُحرم المواطنون من أبسط وسائل الأمان على الطرقات.
وقال بن لزرق في منشوره: "يصرفون مليارات الريالات على مشاريع لا قيمة لها، ويستكثرون على الناس جسر مشاة لن يكلف في حد أقصى 5 آلاف دولار، وفي الأخير يعملون مطبات بطرق سريعة، والمشكلة أنهم يعتبرون ما قاموا به إنجازًا يستوجب الشكر!"
ويبدو أن تعليق بن لزرق قد لامس واقعاً تعايشه المدينة يومياً، حيث تفتقر الطرقات السريعة لأبسط وسائل السلامة والأمان، إذ لا يجد المواطنون مفرًا من المجازفة بأرواحهم لعبور الشوارع الخطرة دون أي جسور مشاة.
في المقابل، تتكاثر المطبات في غير محلها، على طرق يُفترض أنها مخصصة للسير السريع، لتبدو وكأنها "حل سحري" للتقليل من حوادث السرعة.
وفيما يرى المواطنون أن هذه المطبات لا تساهم إلا في خلق حوادث جديدة ومشكلات إضافية للسيارات، يصفها البعض بأنها "إنجاز الحكومة المنتظر"، إذ لا تلبث أن تظهر بشكل عشوائي دون خطة مدروسة، مما يضع الجميع في حيرة من أمرهم، متسائلين عما إذا كانت هذه المطبات حلاً للسلامة أم مصيدة للسائقين.
وتعليقاً على ذلك، كتب أحد المتابعين: "إذا كان الهدف الحفاظ على أرواح الناس، فلماذا لا يتم إنشاء جسور أو أنفاق للمشاة بدلاً من تحويل الطرق إلى حلبات عقبات؟".
وأضاف آخر ساخراً: "المطبات حقاً إنجاز عظيم، لدرجة أن القادم أجمل حين نصبح مضطرين لاستخدام السيارات الطائرة لتجنب هذه العوائق!"*.
من جهة أخرى، أشار مواطنون إلى التكاليف الباهظة التي تُنفق على مشاريع أقل أهمية. فبينما يتطلب إنشاء جسر مشاة بسيط بضع آلاف من الدولارات، تذهب المليارات إلى مشاريع وصفوها بـ"التافهة"، التي لا تخدم المواطن ولا تنعكس إيجاباً على حياتهم اليومية.
واستكمالاً لهذا النقد اللاذع، تساءل أحدهم: "هل يُعقل أن تظل حياة الناس معتمدة على مطبات متناثرة هنا وهناك، بينما تظل جسور المشاة حلمًا بعيد المنال؟"، وأردف آخر ممازحاً: "بما أن المطبات أصبحت البديل، متى ستضاف لموقع التراث الوطني كمعلم سياحي في عدن؟!".
وفي الختام، يتركنا هذا الوضع أمام سؤال ملحّ: هل ستحقق الجهات المسؤولة حلم المواطن البسيط بجسر مشاة آمن، أم ستبقى المطبات العشوائية هي الأمل الوحيد لضمان سلامة الأرواح على طرقات لا تعرف الرحمة؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news