يمثل الحمار الحزب الديمقراطي بينما يرمز الفيل إلى الحزب الجمهوري. ولكن لماذا هذين الرمزين على وجه التحديد؟
وهذه هي قصتهما:
- الحمار الديمقراطي
ارتبط الحزب الديمقراطي لأول مرة بالحمار خلال الحملة الانتخابية للرئيس السابع في تاريخ الولايات المتحدة أندرو جاكسون (عام 1828)، الذي كان يحمل شعار “دع الشعب يحكم”، والذي اعتمد على برنامج شعبي، دفع خصومه لوصفه بـ “الحمار”. لكنه على خلاف ما كانوا يأملونه، استخدم هذا اللقب في ملصقات حملته، والذي تحول لاحقًا خلال فترة رئاسته للتعبير عن عزيمته الشديدة.
ووبعد مغادرة جاكسون للمنصب، قام رسامو الكاريكاتير بتعزيز العلاقة بين الحمار والحزب الديمقراطي، حيث ظهر جاكسون في كاريكاتير عام 1837 وهو يقود حمارًا يرفض السير وراءه، مما أظهر أن الديمقراطيين لن يقودهم الرئيس السابق.
- الفيل الجمهوري
أول ارتباط معروف للفيل بالحزب الجمهوري كان في عام 1864، خلال حملة الرئيس أبراهام لنكولن، حيث ظهرت صورة في صحيفة “فازر أبراهام” تُظهر فيلًا يحمل لافتة تحتفي بالانتصارات في الحرب الأهلية. ولأن تعبير “رؤية الفيل” كان يعني الانخراط في القتال في الثقافة الأمريكية، فكان الفيل خيارًا منطقيًا لتمثيل انتصارات لنكولن.
وقد ظهر الفيل مرة أخرى في عام 1872 في عدد من مجلة “هاربرز ويكلي”، حيث تم تصويره بشكل مختلف. ومع ذلك، لم يكن الجمهور قد ربط بين الفيل والحزب الجمهوري بعد.
- تأثير توماس ناست على الحمار والفيل
يُعتبر توماس ناست من أكثر الشخصيات تأثيرًا في ترسيخ الحمار والفيل رمزين للحزبين الجمهوري والديمقراطي.
استخدم ناست الحمار لأول مرة في عام 1870 في “هاربرز ويكلي” لتمثيل فئة مناهضة للحرب. وفي عام 1871، استخدم الفيل للإشارة إلى أن النزاعات الداخلية بين الجمهوريين، والتي كانت تضر بمسيرتهم في الانتخابات.
لكن الكاريكاتير الذي نشره ناست في عام 1874 بعنوان “ذعر الولاية الثالثة” هو الذي أثبت استخدام هذه الرموز بشكل نهائي. حيث صوّر الكاريكاتير حمارًا يرتدي جلد أسد مكتوب عليه “قيصرية” (محاولة غير ديمقراطية لممارسة السلطة الإمبراطورية) يخيف فيلًا مكتوب عليه “صوت الجمهوريين”.
وبعد هذا الكاريكاتير، استخدم ناست الفيل بشكل متكرر ليمثل “صوت الجمهوريين”، حتى اختفى مصطلح “صوت” وأصبح الفيل مرادفًا للحزب الجمهوري. وهكذا اكتسب أقوى حزبين في الولايات المتحدة رمزيهما الانتخابيين من إهانة قديمة وعبارة حربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news