اعتقالات واتهامات بالتجسس تثير قلق الدبلوماسيين وعمال الإغاثة في اليمن.. (تقرير)

     
مندب برس             عدد المشاهدات : 212 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اعتقالات واتهامات بالتجسس تثير قلق الدبلوماسيين وعمال الإغاثة في اليمن.. (تقرير)

لم يكن أصدقاء وزملاء شايف الهمداني السابقون يعرفون ما إذا كانوا سوف يرونه مرة أخرى أم لا.

كان السيد الهمداني، وهو موظف يمني سابق في السفارة الأميركية في بلاده، قد اعتقل في عام 2021 على يد مسلحين حوثيين سيطروا على العاصمة صنعاء. وفي السنوات التي تلت ذلك، لم يُعرف سوى القليل عن قضيته أو قضايا 10 موظفين يمنيين آخرين نشطين أو سابقين في السفارة الأميركية محتجزين معه، باستثناء أنهم محتجزون بسبب صلاتهم بالولايات المتحدة.

ثم في شهر يونيو/حزيران، ظهر السيد الهمداني مرة أخرى بطريقة مثيرة للقلق: ففي مقطع فيديو دعائي أصدره الحوثيون ، اعترف بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال آدم إيرلي، الدبلوماسي الأميركي الذي عمل مع السيد الهمداني في السفارة قبل أكثر من عقدين من الزمن: "إن رؤية شايف في تلك البدلة الزرقاء للسجين، مجبراً على الاعتراف تحت الإكراه، كسر قلبي".

تم نشر الفيديو في أوائل يونيو بعد أيام قليلة من قيام الحوثيين - وهي جماعة مدعومة من إيران تسيطر الآن على معظم شمال اليمن - بسلسلة جديدة من الاعتقالات . لقد قاموا باعتقال ما لا يقل عن 27 من موظفي وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية المحلية والدولية. في الأسابيع التالية، تم اعتقال العشرات من اليمنيين الذين يعملون لصالح مجموعات مماثلة.

وقد أثارت موجة الاعتقالات التي شهدتها اليمن في يونيو/حزيران مخاوف من شن حملة قمع أوسع نطاقا ضد أولئك المرتبطين بالمنظمات الدولية والبعثات الأجنبية في اليمن. 

وتصاعدت التوترات بين الحوثيين والغرب على مدى العام الماضي، حيث هاجم المسلحون اليمنيون السفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وأطلقوا الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

قالت ندوة الدوسري، المحللة المختصة بالصراعات، إن القمع والاعتقالات التي يشنها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة والموظفين الدوليين مستمرة منذ خمس سنوات على الأقل. لكنها أشارت إلى أن الجولة الأحدث من الاعتقالات لها هدف أكثر تركيزًا: خنق الدعم المحلي للقوى والمؤسسات الغربية.

وقالت الدوسري إن "استهدافهم لموظفي الأمم المتحدة هو تكتيك متعمد لابتزاز التنازلات من خلال استخدامهم كرهائن"، مضيفة أن "الحوثيين يسعون إلى السيطرة على من يعمل لصالح الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتنصيب أفراد من جماعتهم للسيطرة الكاملة على المساعدات الدولية".

اليمن موطن لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

فوفقا للأمم المتحدة، يحتاج أكثر من نصف السكان - حوالي 18.2 مليون شخص - إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. وهذا يجعل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية أكثر أهمية.

وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية موجة الاعتقالات الأخيرة واتهمت الحوثيين بمحاولة نشر معلومات مضللة من خلال اعترافات قسرية وزائفة متلفزة حول أدوار أعضاء يمنيين حاليين وسابقين في السفارة الأمريكية.

وقال تيم ليندركينج، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، في مقابلة: "نحن نشعر بحزن شديد لرؤية زملاءنا بهذه الطريقة، والذين لم يفعلوا أي شيء غير مخلص لليمن، دون استثناء". وأضاف: "هذه الاعترافات القسرية مفبركة بالكامل. إنها مسرحية".

وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء في عام 2015 بعد أن استولى الحوثيون على السلطة في العاصمة، ويعمل السفير الآن من العاصمة السعودية الرياض.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك أي اتهامات قد وجهت إلى المعتقلين مؤخرا. لكن الحوثيين اتهموا السيد الهمداني والآخرين الذين اعتقلوا في عام 2021 بالتآمر ضد البلاد واتهموهم بأنهم جزء من "خلية تجسس أمريكية إسرائيلية".

توفي شخص واحد على الأقل، كان محتجزا في يونيو/حزيران، وهو محمد ناجي خماش (55 عاما)، أثناء احتجازه لدى الحوثيين هذا الأسبوع، وفقا لعائلته.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في تصريح علني بعد نشر الاعترافات المصورة، إن أعضاء شبكة التجسس المزعومة الذين تم اعتقالهم في عام 2021 لديهم دوافع "تخريبية" وراء عملهم الإنساني.

وفي مقطع الفيديو الحوثي، يزعم السيد الهمداني أنه كان يعمل بناء على أوامر السيد إيرلي ، الدبلوماسي الأمريكي.

وفي يونيو/حزيران، كتب إيرلي على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا الفيديو كاذب ومروع. نعم، عمل شائف الهمداني معي في السفارة الأميركية في صنعاء. لا، لم يكن أي منا جاسوسا. لقد أدرنا برامج تعليمية وثقافية، بموافقة الحكومة اليمنية، لتطوير مؤسسات حرة ومستقلة".

بعد أن اجتاح الحوثيون صنعاء في عام 2014، اضطرت الحكومة المعترف بها دوليًا هناك إلى الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية. ثم شن تحالف بقيادة السعودية تدخلاً عسكريًا استمر لسنوات لطردهم، لكنه فشل . ترك ذلك الحوثيين في السلطة في شمال اليمن، وحكموا معظم سكان البلاد.

تسيطر الجماعة الآن على دولة شبه فقيرة تمتد عبر شمال اليمن وتحكمها بقبضة من حديد . وقد أكدت الاعتقالات السابقة على نمط من الاعتقالات التعسفية، وفقًا لتقارير منظمات مثل هيومن رايتس ووتش.

ونشر الحوثيون مقاطع فيديو عالية الجودة، مصحوبة بالموسيقى والرسومات، تظهر رجالاً آخرين غير السيد الهمداني (63 عاماً)، يعترفون بالتجسس أيضاً .

وحاولت صحيفة نيويورك تايمز الاتصال بعدد من أقارب الرجال المتهمين بالتجسس، إلا أن جميعهم رفضوا التحدث علناً خوفاً من انتقام الحوثيين.

وقال أحد عمال الإغاثة اليمنيين الذين ما زالوا في البلاد، والذي تحدث دون الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، إن القمع في اليمن وصل إلى مستويات "مرعبة". وأضاف الناشط أن هذا، إلى جانب الافتقار إلى التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي، جعل عواقب الاصطدام بالحوثيين أكثر خطورة.

لقد وصفه ما لا يقل عن ستة يمنيين عملوا عن كثب مع السيد الهمداني أو عرفوه بأنه مواطن مخلص قضى حياته المهنية في خدمة أبناء وطنه. وهذا جعل من الصعب عليهم أن يشاهدوه يُصوَّر على أنه خائن.

ومن بين الذين يراقبون قضية السيد الهمداني عن كثب هشام العميسي، المحلل اليمني البارز الذي قال إنه تعرض للتعذيب على يد الحوثيين أثناء احتجازه لمدة خمسة أشهر.

وأضاف "نحن نعلم أن الرسالة وراء هذه الاعتقالات ليست موجهة إلى العالم الخارجي، لكنها تهدف إلى إرسال رسالة إلى الشعب اليمني العادي مفادها أنه ستكون هناك عواقب إذا عملوا مع أي شخص باستثناء الحوثيين".

وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن تعليقا على الاعتقالات الأخيرة: "إن قيام الحوثيين بهذه الأعمال المتطرفة ضد مواطنيهم اليمنيين هو أمر قصير النظر وقاس وغير إنساني".

ورغم هذه الإدانات، واصل الحوثيون حملتهم القمعية.

وفي أغسطس/آب، اقتحم الحوثيون مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في صنعاء واستولوا على وثائق وأثاث ومركبات. وأدان فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، هذا الإجراء ووصفه بأنه "هجوم خطير على قدرة الأمم المتحدة على أداء ولايتها".

وأكدت الأمم المتحدة أن عددا من العاملين في المجال الإنساني الذين تم اعتقالهم في يونيو/حزيران الماضي تم إحالهم إلى المحاكمة الجنائية من قبل السلطات الحوثية.

وقالت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية في رسالة مؤرخة 12 أكتوبر/تشرين الأول: "إن توجيه "اتهامات" محتملة ضد زملائنا أمر غير مقبول ويزيد من تفاقم الاحتجاز الانفرادي المطول الذي عانوا منه بالفعل".

ومن بين العواقب الأكثر أهمية لهذه الحملة أنها دفعت وكالات الأمم المتحدة والحكومات الغربية إلى إعادة تقييم مشاركتها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال السيد ليندركينج "إن هذا يطرح بعض الأسئلة الخطيرة للغاية على الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية حول ما إذا كان بإمكانهم الاستمرار في العمل في اليمن، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي شروط". وأضاف "نريد مساعدة الشعب اليمني، لكن الحوثيين يجعلون القيام بذلك بأمان أكثر صعوبة".

يمن فيوشير- نيويورك تايمز

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توجيهات رئاسية عاجلة إلى رئيس الحكومة بسرعة العودة إلى عدن وقطع زياراته الخارجية

مراقبون برس | 733 قراءة 

مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام

الوطن العدنية | 659 قراءة 

تقرير أممي: مليشيا الحوثي تزود الأطفال بالحبوب المخدرة لضمان الطاعة

حشد نت | 588 قراءة 

تقرير خبراء مجلس الأمن يسرد تفاصيل “صادمة” عن فرقة “الزينبيات” التابعة للحوثيين ودورها الإستخباراتي “الخطير”

بران برس | 531 قراءة 

حلقة جديدة من "بودكاست بران" | صراع الحراك الجنوبي والسقوط الوشيك للمجلس الانتقالي (فيديو + صوت)

بران برس | 485 قراءة 

صحيفة لبنانية: السعودية تضغط لتعديل "خارطة الطريق" وفرض شرط جديد على الحوثيين

اليوم برس | 473 قراءة 

صعدة تشتعل من الداخل.. اندلاع اشتباكات دامية بين الحوثيين ومجندينهم وتمرد على أوامر المشرفين

المشهد اليمني | 388 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 376 قراءة 

تقرير الخبراء يكشف سبب هجوم الحوثيين على مطاري عدن والمخا

المرسى الاخباري | 361 قراءة 

طبخة سياسية تُدار في الخفاء!.. (الخبجي): أية تسوية تتجاهل الجنوب ستفشل و(السقلدي): يكشف عن تفاهمات خلف الكواليس

موقع الأول | 310 قراءة