مواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية،آ خصوصا آ خلال الأحداث الأخيرة في غزة تؤكد التزامها بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة تحقيق السلام العادل، إن هذا الموقف الثبت منذ عقود يعكس دور المملكة كداعم رئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة، فقدآ دعمت المملكة باستمرار القضية الفلسطينية ولاتزال ثابته في موقفها، وقد أكد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان أن هذا لا يزال على رأس أولويات المملكة وسيستمر حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما انها تدعو في مختلف المحافل المحلية والعربية والدولية باستمرار إلى مسار موثوق به ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية وإنهاء نزوح الفلسطينيين المستمر منذ عقود.
كما دعمت المملكة الجهود الدولية للنهوض بالقضية الفلسطينية، ورحبت مؤخرا بقرار الأمم المتحدة الداعي إلى إنهاء الوجود الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، شددت المملكة العربية السعودية على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة للتوصل إلى حل عادل وشامل على أساس مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.
وترى المملكةآ أن إطالة أمد حرب غزة يزيد من المخاطر التي قد تتوسع الى المنطقة كلها، مثل التكثيف المحتمل للأعمال العدائية، والآثار السلبية على مصالح الدول في الشرق الأوسط بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، لذلك تميل المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ إجراءات لوقف الحرب وخلق بيئة مواتية للتوصل إلى حل الدولتين.
وفي كلمته الافتتاحية للدورة التاسعة لمجلس الشورى في سبتمبر الماضي، قال ولي عهد محمد بن سلمان إن القضية الفلسطينية لا تزال أولوية قصوى للمملكة، مجددا رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومؤكدا أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
متوجها بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، كما حث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
وتعكس هذه التصريحات موقف المملكة العربية السعودية المبدئي والطويل الأمد بشأن القضية الفلسطينية، وهو موقف تم التمسك به منذ عهد مؤسس المملكة، الملك عبد العزيز آل سعود.
ويعود اهتمام المملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية إلى نشأتها. عندما التقى الملك الراحل عبد العزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن سفينة حربية أمريكية في قناة السويس في عام 1945، كانت القضية الفلسطينية هي الموضوع الرئيسي لمناقشتهما. رفض الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، الهجرة اليهودية إلى فلسطين وقال: "سيختار العرب الموت بدلا من التنازل عن أراضيهم لليهود".آ آ
ومنذ ذلك الاجتماع، وضعت المملكة القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها. اتخذ الدعم السعودي للشعب الفلسطيني أشكالا عديدة، من الدعم المالي الكبير إلى اقتراح العديد من مبادرات السلام على مدى عقود. ففي العام 1981، على سبيل المثال، طرح فهد بن عبد العزيز، ولي عهد آنذاك – ولاحقا الملك – ما أصبح يعرف باسم خطة فهد للسلام، والتي اعتمدت لاحقا باسم مبادرة فاس في العام 1982. وفي وقت لاحق، قاد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الاقتراح السعودي الرائد الذي وافقت عليه جامعة الدول العربية في قمة عام 2002 في بيروت. والمعروفة باسم مبادرة السلام العربية، لا تزال مطروحة على الطاولة حتى يومنا هذا.آ آ
في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، عقد الملك سلمان قمة عربية إسلامية استثنائية مشتركة في نوفمبر 2023 لمناقشة تداعيات الوضع في غزة. وأدان مؤتمر القمة بشكل جماعي العدوان الإسرائيلي ووصف الحالة بأنها كارثة إنسانية. وعلى خلفية هذه القمة، شكلت المملكة لجنة وزارية برئاسة وزير خارجيتها، مكلفة بعرض قرارات القمة والمطالب العربية والإسلامية على الأمم المتحدة والقوى العالمية. لعبت اللجنة دورا رئيسيا في إقناع العديد من الدول بالاعتراف بدولة فلسطينية وتعزيز قبولها لعضوية الأمم المتحدة من خلال التصويت في الجمعية العامة.آ
في 18 سبتمبر من العام الجاري ، في افتتاح الدورة التاسعة لمجلس الشورى السعودي ، متحدثا نيابة عن الملك سلمان ، قال ولي عهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان: "القضية الفلسطينية في طليعة اهتمامات المملكة. ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والتي تتجاهل القانون الدولي والإنساني في فصل جديد مرير من المعاناة. لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية".آ آ
وأضاف ولي العهد: "لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".آ آ
كما قدمت السعودية بيانا إلى محكمة العدل الدولية في 20 فبراير 2024، أكدت فيه عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 57 عاما ودعت إسرائيل إلى إنهائه. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير على لبنان، أصدرت وزارة خارجية المملكة بيانا حثت فيه جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعبها محنة حرب أخرى.آ آ
ولا تمثل هذه المبادرات سوى بعض ما تقوم به المملكة العربية السعودية لدعم القضية الفلسطينية، من خلال الجهود الدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، من خلال تبني وتقديم المقترحات والمبادرات الدبلوماسية وحث العالم على إنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين. لم تدخر المملكة جهدا في تعزيز المصالحة والوحدة بين الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك استضافة اجتماع مصالحة في مكة المكرمة للدفع باتجاه توافق فلسطيني وتوحيد الجهود نحو تحقيق المطالب الفلسطينية.آ آ
تعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المركزية في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية. منذ تأسيسها، قدمت المملكة دعماً متواصلاً للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، بما في ذلك الدعم السياسي، الاقتصادي، والإعلامي. يعكس هذا الدعم التزام المملكة الثابت بحقوق الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم ويمكن تلخيص أوجه الدعم السعودي للقضية الفلسطينية من خلال ما يلي:
**الدعم السياسي
تسعى المملكة العربية السعودية دائماً إلى تعزيز موقفها في المحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية. فقد استضافت العديد من القمم العربية والإسلامية التي تناولت القضية الفلسطينية، مثل قمة الرياض عام 2007 التي أطلقت "مبادرة السلام العربية". تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق سلام شامل وعادل يستند إلى القرارات الدولية ويضمن حقوق الفلسطينيين وهو الموقف الثابت للمملكة حتى الان.
في عام 2021، أعربت المملكة عن دعمها لحقوق الفلسطينيين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكدت على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. كما شاركت المملكة في العديد من الاجتماعات مع الدول الكبرى للتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية كأولوية في السياسة الإقليمية والدولية.
*الدعم الاقتصادي
قدمت المملكة العربية السعودية دعماً اقتصادياً كبيراً للسلطة الفلسطينية. ففي عام 2020 على سبيل المثال أعلنت المملكة عن تقديم حزمة مساعدات مالية بقيمة 150 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني. كما شاركت في تمويل مشاريع تنموية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين وتعزيز استقلالهم الاقتصادي.
علاوة على ذلك، تساهم المملكة في صندوق الأقصى الذي يهدف إلى دعم المشاريع التنموية في القدس ومساعدة الفلسطينيين في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الاحتلال.
*الدعم الإعلامي
تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لنشر الوعي حول القضية الفلسطينية من خلال وسائل الإعلام المختلفة. تعمل القنوات الإخبارية السعودية على تغطية الأحداث المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في غزة. يتم تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية، مما يعزز الوعي العربي والدولي بالقضية، كما انها قامت مؤخرا بالتحقيق مع قناة ام بي سي العراق بعد نشرها تقريرا استهدف السينوار وهو مايؤكد ان موقف المملكة ثابت تجاه القضية الفلسطينية.
كما تنظم المملكة فعاليات وندوات حول القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، بهدف تعزيز الحوار حول حقوق الفلسطينيين وضرورة تحقيق السلام العادل.
**مواقف المملكة خلال الأحداث الأخيرة في غزة
في عام 2023، شهدت غزة تصعيداً جديداً في التوترات، حيث تجددت الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، اتخذت المملكة العربية السعودية عدة خطوات تعكس موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية:
* الإدانة الرسمية
أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً يدين الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، حيث أكدت على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين. وأشارت إلى أن التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والمعاناة.
* الدعوة للحوار
دعت المملكة إلى ضرورة استئناف الحوار بين الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى حل سلمي شامل. وشددت على أهمية التفاوض كوسيلة لتحقيق السلام العادل والمستدام، بما يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق تطلعاتهم في انشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية
* المساعدات الإنسانية
أعلنت المملكة عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الأحداث في غزة. تم تخصيص تمويل لتوفير المواد الغذائية والدواء والإغاثة العاجلة للمدنيين الذين تأثروا بالصراع وارسلت العديد من القوافل المحملة بالغذاء والدواء ومختلف المستلزمات العاجلة لإنقاذ المتضررين.
* التواصل مع المجتمع الدولي
نشطت المملكة في التواصل مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، حيث قامت بعقد اجتماعات مع عدد من الوزراء والمسؤولين الدوليين لبحث سبل وقف التصعيد وتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين. كما أكدت على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة من قبل المجتمع الدولي لحماية المدنيين.
*آ تأكيد على مبادرة السلام العربية
جددت المملكة التأكيد على مبادرة السلام العربية كإطار لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددة على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.
اجمالا يمكن القول ان المملكة العربية السعودية تأمل في نهاية سريعة لحرب غزة، وإعادة إعمار ما تم تدميره، واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.آ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news