اخبار وتقارير
أغنى محافظة يمنية بالنفط يعيش أبنائها في ظلام دامس مدة 20 ساعة
الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 - 03:30 م بتوقيت عدن
-
حضرموت، نافذة اليمن:
تعد محافظة حضرموت، شرق اليمن، من أغنى المحافظات التي تمتلك ثروة نفطية كبيرة، إلا أن أبنائها يعانون اليوم أسوء أزمة انقطاع للتيار الكهربائي بسبب انعدام الوقود المشغل لمحطات التوليد البسيطة.
وتشهد المكلا ومناطق حضرموت المختلفة سواء في الساحل والوادي، منذ أيام، انطفاءات ثقيلة للتيار الكهربائي وصلت إلى نحو 20 ساعة في اليوم الواحد، مقابل ساعتين إلى 3 ساعات.
ويقول مسؤولون في قطاع الكهرباء بساحل حضرموت أن سبب الانطفاءات الثقيلة التي تمر بها حضرموت في الساحل والوادي سببها نقص الوقود المشغل للمحطات. موضحا أن الوضع مستمر دون وجود أية حلول جذرية لهذه المشكلة المتكررة.
وأشار المسؤولون أن المحطات تعمل بوقود بسيط جدا وأن ساعات الانطفاء تصل إلى نحو 10 ساعات مقابل ساعة إلى ساعتين تشغيل، وبمعدل مرتين خلال الـ24 ساعة.
وتحاول السلطة المحلية في حضرموت التبرير أن سبب نقص الوقود يعود إلى التقطع القبلي الذي يقوده حلف قبائل حضرموت في منطقة المسيلة النفطية، منع مرور ناقلات الوقود المخصصة لتشغيل محطات الكهرباء.
في حين يؤكد حلف قبائل حضرموت أنه لا يمنع مرور الناقلات وأنه شكل لجنة مصغرة من أجل تأمين محطات الكهرباء وباقي المرافق الخدمية بالوقود. موضحين في وقت سابق أن اللجنة وبعد نزول ميداني أكدت أن محطات التوليد والمرافق تحتاج إلى نحو 500 ألف لتر يومياً من الوقود في حين أن شركة النفط والكهرباء ومن خلفهم السلطة المحلية تريد نحو مليون لتر يومياً من وقود الديزل.
وأكدت قيادة حلف قبائل حضرموت بقيادة وكيل المحافظة عمرو بن حبريش، أنها تقوم بالاحتجاجات منذ شهرين لمنع تهريب والتلاعب بالنفط ومشتقاته من قبل قوى الفساد، موضحين أن الحلف يطالب بتنفيذ المطالب والنقاط التي تم رفعها سابقاً والخاصة بالشراكة في الثروة والسلطة واستعادة حقوق أبناء حضرموت وتمكينهم من ثرواتهم.
مراسل "نافذة اليمن" استمع للكثير من التعليقات الغاضبة التي عبر عنها أبناء حضرموت في ظل تردي خدمة الكهرباء وخروج محطات التوليد عن العمل بشكل شبه كلي. موضحين أن التيار الكهربائي يزورهم فقط مره في الصباح لمدة ساعة أو ساعتين ومرة في المساء بذات الفترة، بمعنى أن إجمالي ساعات الانطفاء في اليوم 20 ساعة و4 ساعات تشغيل.
وقال المواطن محمد بن سعيد باقوز: "تمتلك محافظة حضرموت أكبر ثروة نفطية في اليمن، إلا ان هذه الثروة لا تستطيع تشغيل مولدات كهربائية بسيطة في ظل الفساد وعدم المبالاة ومراعاة المواطنين الذين يعيشون أوضاع صعبة جراء الانطفاءات الثقيلة التي تؤثر على حياة وصحة المواطنين".
من جانبه يضيف " أحمد باحو" وهو سائق يعمل في نقل البضائع عبر عربته المعروفة محلياً "مجنونة": "لا نعرف لماذا وصل الحال بحضرموت إلى هذا الوضع المزري، حضرموت الغنية بالنفط والوقود اليوم تعيش أزمة مفتعلة بخدمة الكهرباء". مضيفاً: " أصبح الوضع لا يطاق والانطفاءات قاتلة وطويلة في ظل اشتداد الحرارة والرطوبة".
ويقول "أبو العنود بالسلوم" أن الكثير من المواطنين يعانون أوضاع صحية صعبة في ظل الانطفاءات والانقطاعات الثقيلة للتيار الكهربائية، وأن هناك حالات حرجة تم نقلها إلى مستشفيات حكومية وخاصة بسبب ارتفاع الضغط والسكر وحالات ربو وصداع شديد وغيرها من الأمراض الناجمة جراء الحرارة وعدم وجود الكهرباء بالمنازل الضيقة والمكبوتة في بعض الأحياء السكنية مثل المكلا والشرج.
الجدير ذكره أن قطاع المسيلة حضرموت، يحتل المركز الأول بين القطاعات النفطية في اليمن. وقد بلغت طاقته الإنتاجية السنوية حوالى 51.7 مليون برميل، تمثل 39% من إجمالي الإنتاج النفطي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news