انهيار خارطة الطريق لـ”غروندبرغ”.. الوقائع تجاوزت الخطة ولم تعد أساساً للحل

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر
انهيار خارطة الطريق لـ”غروندبرغ”.. الوقائع تجاوزت الخطة ولم تعد أساساً للحل

يستعرض هذا التقرير مسار الأحداث والوقائع التي شهدتها اليمن التي بدأت بالتقاربات بين السعودية وجماعة الحوثي، وإعلان التوصل إلى خارطة طريق في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2023 وكيف تجاوزت الأحداث خطة “غروندبرغ” لتحقيق السلام.

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – سلمان المقرمي:

في سبتمبر/أيلول من السنة الماضية، زار وفد للحوثيين رفقة وفد عماني السعودية علنا لأول مرة منذ سنوات، في خطوة كانت تعد مؤشرا على تقدم المفاوضات بين الجانبين في مسقط، سبقتها أيضا زيارة علنية للسفير السعودي لدى اليمن “محمد آل جابر” إلى صنعاء في أبريل من السنة الماضية.

حينها نشرت وكالة الأنباء السعودية “واس” خبرا جاء فيه: “امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس (آذار) 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة السفير محمد آل جابر وبمشاركة سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل (نيسان) 2023، واستمراراً لجهود السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات”.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي كان يبدو أن النقاشات استكملت، رغم تفجر طوفان الأقصى وإعلان الحوثيين المشاركة بها عبر هجمات بحرية وصاروخية تستهدف الملاحة البحرية المرتبطة بالاحتلال كما يزعم الحوثي، وهجمات صاروخية وبطيران مسير على الاحتلال.

حينها قال المبعوث الأممي إلى اليمن إن الطرفين اتفقا على سلسلة من الخطوات عرفت باسم خريطة الطريق، تشمل ” من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة. ستنشئ خارطة الطريق أيضًا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة”.

الحوثيون متفائلون بشدة

اشتدت حدة تفاؤل الحوثيين مع تصريحات لرئيس وفد الجماعة “محمد عبدالسلام” الذي قال: “مشهد السلام في اليمن يسير بشكل جيد. المناقشات مع السعودية أدت إلى تجاوز أهم العقبات في خارطة الطريق. عمليات الجماعة في البحر الأحمر “منفصلة” عن مسار عملية السلام، معتبراً أن تلميحات الغرب بتهديد الحل في الداخل “محاولة ضغط”.

ترتيب الحوثيين لخريطة الطريق حينها كانت “فتح الطرقات والمطارات والموانئ، والإفراج عن المعتقلين، وكذلك استكمال الملف الإنساني ثم الملف العسكري، ثم الملف الاقتصادي والسياسي”.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الماضي أعلن القيادي الحوثي “علي ناصر قرشة” وهو قيادي في جماعة الحوثي عن توقيع وشيك في الرياض نهاية ذلك الشهر أو على الأكثر بداية يناير2024، لكن ذلك لم يحدث.

أدت ضغوط أمريكية في ذلك الوقت إلى رفع الدعم عن تلك الخطة، مع تركيز شديد من واشنطن على استمرار الهدنة القائمة بدون تجديد حتى اليوم.

في إبريل/نيسان الماضي قررت الحكومة المعترف بها دوليا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية متعلقة بالقطاع المصرفي، والخطوط الجوية اليمنية، وإجراءات اقتصادية أخرى، رد عليها الحوثيون بالتهديد بشن هجمات على السعودية، وكرروها مرارا وبدء معادلة البنوك بالبنوك، والمطار بالمطار، والموانئ بالموانئ.

وأواخر يوليو/تموز الماضي أعلن المبعوث “غروندبيرغ” عن اتفاق اقتصادي جديد متعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية يشمل تراجع الحكومة عن قراراتها البنكية التي كانت تجبر البنوك التجارية الخاصة على نقل مقراتها الرئيسة إلى عدن، والتعهد بعدم تكرارها أو التلويح بها.

في ذلك الوقت قالت السعودية إنها حريصة وجاهزة لتوقيع خريطة الطريق لكن لم تتم عملية التوقيع دون توضيح الأسباب.

كان التغير الذي طرأ على الخطة، له أسبابه المشتعلة إقليميا وحرص الحوثيين على اكتساب نفوذ إقليمي هائل، وأدى هجوم الحوثيين بطيران مسير على إسرائيل إلى قتل إسرائيلي، رد عليه الاحتلال الإسرائيلي بقصف ميناء الحديدة وتدمير الميناء النفطي فيه، ثم أتبعها بغارة ثانية أواخر سبتمبر بتدمير الميناء النفطي الأصغر في رأس عيسى بالحديدة أيضا.

عملية تدمير الميناءين النفطيين وتدمير رافعات كانت قيد الصيانة للحاويات، وكهرباء الميناء وكهرباء الحديدة، أخرجت أهم البنود الاقتصادية المهمة للحوثيين التي توفر لهم مليارات الدولارات، وفق تقارير أممية ومحلية، ولم يعد لأحد أهم بنود الخريطة “فتح موانئ الحديدة” التي كانت تشمل أيضا مطالبة بإلغاء بعثة التفتيش الأممية معنى.

ذلك أن الميناء بفعل الغارات لم يعد يستقبل سفنا نفطية بالشكل المعتاد وبالكمية نفسها، خاصة السفن النفطية العملاقة التي تحمل أكثر من ثلاثين ألف نفط، وهي مصدر تجارة وتمويل الحوثيين الرئيسة.

في الإحاطة الأخيرة في مجلس الأمن للمبعوث الأممي “هانس غروندبيرغ” اعترف بأن اليمن ينزلق أكثر نحو الصراع. مشيرا أن “التصعيد المتبادل يجر اليمن بشكل أعمق نحو الصراع الإقليمي، مما يهدد آماله في تحقيق السلام والاستقرار.

وأكد المبعوث في إحاطته في الشق الاقتصادي أن أحد البنوك الرئيسية التجارية الكبرى معرضا لخطر الانهيار. في تأكيد إضافي للوضع الحرج الذي يعانيه بنك اليمن الدولي كبرى البنوك في صنعاء، بعد سلسلة قرارات أصدرها الحوثيون بموجبها استولت الجماعة على أرصدته وودائعه، وإصدار قانون البنوك الذي جرد القطاع المصرفي من عمله وسوقه.

تحذير المبعوث الأممي من احتمال انهيار البنك لا يشير فقط إلى تجاوز الواقع اليمني خريطة الطريق التي أعلنها في ديسمبر/كانون الماضي، بل يمتد أيضا لبيان مكتبه عن الاتفاق الاقتصادي بشأن القطاع المصرفي أواخر يوليو الماضي.

التصعيد في لبنان

أواخر سبتمبر الماضي صعد الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على حزب الله اللبناني الذي يعد محور المليشيات الشيعية العربية التابعة لإيران واغتال وأصاب آلاف العناصر منه بتفجير أجهزة النداء البيجر، ثم المجلس الجهادي العسكري للحزب، ثم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وبدأ غزوا بريا لجنوب لبنان، ترك تداعياته الواسعة على محور المليشيات الشيعية العربية التابعة لإيران.

التدمير الواسع للضاحية الجنوبية، وصدمة اختراق الاحتلال لحزب الله اللبناني على معظم المستويات خاصة العليا في الجانب السياسي والعسكري والمالي ألقى بظلاله الوخيمة على الحوثيين الذين كانوا يعتمدون بشدة على الحزب اللبناني.

وضع حزب الله ترك حالة معنوية منهارة لدى الحوثيين، وصل إلى تقليص هجماتهم بشكل مكثف، بالتزامن مع ازدياد الغارات الأمريكية على مخازنهم المحصنة تحت الأرض، رغم تأكيد محمد علي الحوثي بأن ما حصل في الضاحية الجنوبية لن يتكرر معهم في اليمن.

انهيار حزب الله دفع بإيران وحزب الله إلى إعلان فك الارتباط بين جبهة لبنان وقطاع غزة، وتحول إيران وتركيزها في مفاوضاتها الإقليمية مع دول الخليج ومصر وتركيا مؤخرا إلى تهدئة التصعيد مع الاحتلال، بعد تبادل للضربات الصاروخية بينهم، ورد إسرائيلي مرتقب عليها في الأيام المقبلة، كل ذلك يخفف من أوراق القوة التي كان يمسك بها الحوثيون قبل أشهر قليلة.

تجاوز الوقائع على الأرض في اليمن لمضامين خريطة الطريق لا يعني مطلقا تحول الأمر لصالح الحكومة اليمنية، التي هي كما كانت منذ سنوات غارقة في الصراعات الداخلية ويملؤها الفساد وتعيش مؤسساتها من مجلس القيادة إلى الحكومة ومختلف السلطات بلا عمل منتظم تقريبا.

 

مرتبط

الوسوم

هانس غروند برغ

السعودية

جماعة الحوثي

خارطة الطريق

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تم نصب المدافع وتجهيز الخنادق.. القوات المشتركة تعلن جاهزيتها لخوض معركة فاصلة ضد الحوثيين وتكشف عن مدينة يمكن تفجيرها بضغطة زر

المشهد اليمني | 4308 قراءة 

الكشف عن شركة تبيع انقى مياه في اليمن تعرف عليه

كريتر سكاي | 3887 قراءة 

مصرع القيادي الحوثي "الحباري" و 4 من مرافقيه باشتباكات في صنعاء

المنتصف نت | 2823 قراءة 

شاهد: صورة لزوجة " السنوار" تحمل حقيبة بيركين بقيمة 32 ألف دولار أثناء اختبائها داخل نفق في غزة

نيوز لاين | 2691 قراءة 

صدور قرار رئاسي جديد

شمسان بوست | 2325 قراءة 

الأمير محمد بن سلمان يفاجئ الجميع ويصدر هذه القرارات

وطن الغد | 1926 قراءة 

السعودية تشن هجوما حادا على الرئيس “صالح” وتصفه بهذه الأوصاف “فيديو”

موقع الجنوب اليمني | 1778 قراءة 

وجع إيران الشديد على غارات أمريكا في صنعاء يكشف مصرع قيادات رفيعة بالجماعة

نيوز لاين | 1728 قراءة 

الحوثيون يفتعلون تهمة كاذبة للتغطية على الأسباب الحقيقية لاغتيال شقيق عبد الملك الحوثي بصنعاء

نيوز لاين | 1672 قراءة 

عاجل:حز ب الله يعلن رسميا اغتيال امينه العام

كريتر سكاي | 1637 قراءة