جهود إماراتية مستمرة للنهوض بقطاع الكهرباء في اليمن، وأحدث هذه الجهود مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالرياح في منطقة «قعوة» الساحلية بعدن.
ستعمل المحطة على توليد الكهرباء عبر الرياح بطاقة تشغيلية تقدر بـ100 ميغاواط والتي سيتم إقامتها على مساحة 28 كيلومترا مربعا في العاصمة المؤقتة عدن.
وفي زيارة تفقدية لتجهيز موقع المشروع، اطلع رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، السبت، على موقع مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالرياح، في منطقة قعوة الساحلية بمديرية البريقة بعدن، المقرر تمويلها من دولة الإمارات.
ويأتي هذا المشروع الذي يعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية للطاقة المتجددة في البلاد التي قدمتها دولة الإمارات، ضمن الحلول المستدامة التي تعمل عليها الحكومة اليمنية في إطار رؤيتها الاستراتيجية لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة الكهرباء، وتخفيف معاناة المواطنين.
واطلع رئيس الوزراء من وزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يمين ومدير المؤسسة العامة للكهرباء مجيب الشعبي، إلى ما تم إنجازه من تحديد موقع محطة الرياح لتوليد الكهرباء بطاقة 100 ميغاواط والمقرر إقامتها على مساحة 28 كم²، مشيرين إلى أن “التواصل جار مع الأشقاء في دولة الإمارات لتوقع اتفاقية بدء التنفيذ”.
وللإسراع في بدء التنفيذ، وجّه رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء بعدن بتسريع الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذ المشروع الحيوي والاستراتيجي.
وحثّ رئيس الوزراء الوزارة إلى “تعزيز التواصل مع الأشقاء والأصدقاء للتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة بعد النجاح المحقق في محطتي الطاقة الشمسية بعدن والمخا والمشاريع القادمة في هذا الجانب، بما يسهم في إيجاد معالجات جذرية للكهرباء”.
وأعرب بن مبارك عن شكره “للأشقاء في دولة الإمارات على دعمهم السخي لقطاع الطاقة المتجددة في اليمن”، وذلك بعد النجاح في إنشاء أول منظومة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية والتي انطلقت من المخا وعدن، “والحرص على توسيع هذه التجربة في حضرموت وتعز وشبوة والضالع وغيرها من المحافظات”.
وطالب بن مبارك “شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة إلى دعم الحكومة لاستغلال إمكانيات اليمن العالية لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة”، وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية.
وأكد رئيس الحكومة أن هذه المشاريع في قطاع الكهرباء ستساعد على وضع حلول جذرية لمشكلة الكهرباء كمسار مهم أولاً لتخفيف معاناة المواطنين وثانياً كاستثمار حيوي لصناعة التنمية المستدامة في الحاضر والمستقبل.
مشاريع في الطاقة المتجددة
قدمت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية مشاريع عديدة في الطاقة المتجددة لمختلف مناطق اليمن.
حيث تصدرت دولة الإمارات معركة وضع الحلول المستدامة لمشكلة الكهرباء بالشراكة مع السلطات في البلاد.
وأهم هذه المشاريع إنشاء محطة الطاقة الشمسية في مدينة عدن البالغ قدرتها 120 ميغاواط بتمويل إماراتي، والتي دخلت الخدمة كليّاً في يوليو/تموز الماضي.
من شأن الدعم الإماراتي في الطاقة النظيفة في عدن، أن يساهم في تخفيف معاناة الناس من الانقطاعات المستمرة للكهرباء، ويوفر مبالغ ضخمة يتم إنفاقها على المحطات المستأجرة وعلى وقود الديزل تصل لنحو 100 مليون دولار شهرياً.
محطة كهرباء المخا النظيفة
كما شيّدت دولة الإمارات وعبر “صندوق أبوظبي للتنمية” محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة المخا بمحافظة تعز، ودشن العمل فيها خلال مارس/آذار 2023، تبلغ قدرتها التوليدية، نحو (15 ميغاواط)، ما يزيد عن حاجة المخا الاستهلاكية من الطاقة بنحو 5 ميغاواط.
ويراكم المشروع رصيد دولة الإمارات التنموي في مناطق الساحل الغربي خاصة وفي اليمن عامة، إذ من المقرر أن تحقق كهرباء المخا المتجددة اكتفاءً ذاتياً في الطاقة الكهربائية لمدينة المخا، والتي تستهلك نحو 10 ميغاواط، وذلك بعد أن تم البدء بتشغيلها خلال الفترة السابقة.
كما سوف يعزز المشروع من قدرة المخا على استيعاب الطلب المتزايد على الكهرباء، بعدما تحولت المديرية إلى مركز رئيسي لمديريات الساحل الغربي، وزاد فيها عدد السكان إلى نحو 3 أضعاف عما كانت عليها قبل تحريرها من مليشيات الحوثي عام 2017.
محطة كهرباء شبوة الشمسية
وفي محافظة شبوة، دشنت دولة الإمارات في أغسطس/آب الماضي، مشروع محطة للطاقة الشمسية بقدرة 53 ميغاواط، ممتدة على مساحة 600 ألف متر مربع في مدينة عتق، حاضرة المحافظة.
كما يضم المشروع تركيب 120 ألف لوح شمسي ونظام تخزين ليلي ومحطة تحويلية وخط نقل بطول 19 كيلومتراً، في مشروع هو الثالث الذي تشيده الإمارات في اليمن بعد محطتي عدن والمخا.
وتعول الحكومة اليمنية على هذه المشاريع أن تسهم بشكل كبير في تحسين خدمة الكهرباء وتغطية احتياجات المحافظات المحررة من الطاقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news