قالت منظمة اليونسكو، الاثنين، إن مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، بالشراكة مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، أحد مراكز اليونسكو من الفئة الثانية، أختتم ورشة عمل حول نظام الكتابة للغة السقطرية خلال الفترة من 24 إلى 28 سبتمبر 2024 في حديبو عاصمة سقطرى.
وتشتهر أرخبيل سقطرى ببيئتها الطبيعية الفريدة وتنوعها البيولوجي، وهي موقع تراث عالمي ومحمية للمحيط الحيوي تابعة لليونسكو.
كما أنها موطن للغة السقطرية القديمة، وهي شكل من أشكال اللغة العربية الجنوبية القديمة التي حافظت على تقاليدها الشفهية على الرغم من التهديدات الكبيرة من اللغات المكتوبة المهيمنة. ومع ذلك، فإن اللغة السقطرية معرضة لخطر الانقراض بسبب عدم وجود أبجدية مكتوبة، مما يعيق انتقالها إلى الأجيال الأصغر سنا واستخدامها في السجلات الرسمية والمراسلات والتعليم.
وقالت إن تطوير أبجدية تمثل أصواتها بدقة وتشمل جميع اللهجات أمر بالغ الأهمية لبقائها
.
واستجابة لهذه الحاجة الملحة، تعاونت اليونسكو والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مع مركز لغة سقطرى لتنظيم أول ورشة عمل في الجزيرة لإنشاء أبجدية سقطرية.
وأكدت أن المبادرة تضمنت تعاونًا وثيقًا مع المجتمعات المحلية والشعراء التقليديين من سقطرى. ولدعم هذا الجهد، تمت دعوة عشرة لغويين وباحثين وعلماء في اللغات العربية الجنوبية القديمة من الجامعات اليمنية والإقليمية والدولية للمساهمة بخبراتهم.
وتتماشى الورشة مع جهود اليونسكو لتنفيذ العقد الدولي للغات الأصلية
(2022-2032).
وتضمنت الورشة التي استمرت خمسة أيام أنشطة مختلفة، مثل الاستماع إلى عشرة شعراء وأكثر من 35 مشاركًا من مختلف مناطق سقطرى، الذين شاركوا الأصوات المميزة للهجات المختلفة. كما زار الخبراء المواقع الثقافية والطبيعية في الجزيرة لفهم الأدوات والآلات التقليدية التي تستخدمها المجتمعات المحلية وتأثيرها على اللغة.
وعلى سبيل المثال، زار الخبراء متحف سقطرى الشعبي في الرقلة، وتعلموا المزيد عن تراث الجزيرة.
كما شارك خبراء وطنيون ودوليون في تبادل الأفكار والرؤى من لغات جنوب الجزيرة العربية الأخرى. وتم تقديم سبع أوراق علمية حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك مساهمة من مركز اللغة المهرية وعرض تقديمي حول أهمية التعليم القائم على اللغة الأم.
وسلطت هذه المناقشات الضوء على كيفية تطوير الأبجدية السقطرية التي يمكن أن تؤدي إلى تكامل أفضل للغة في أنظمة التعليم الرسمية وغير الرسمية.
وفي اليوم الختامي للورشة، أقيمت عروض فرق شعبية وقراءات شعرية في فعالية مفتوحة في قلب حديبو، حيث اجتمع الخبراء والمنظمون والجمهور للاستمتاع بالأغاني والرقصات السقطرية
.
وفي ختام الورشة تم توزيع شهادات المشاركة والتقدير تقديراً لجهود المشاركين في إنجاح الفعالية
.
وصرح سفير اليمن في جيبوتي الأستاذ عبدالله بن مسلم السقطري الذي حضر الورشة قائلاً
: "
إن هذه الورشة تشكل نقلة نوعية في دراسة وتصنيف اللغة السقطرية، وتسلط الضوء على العلاقة بين اللغة السقطرية واللغات العربية الجنوبية الأخرى، على عكس التصنيفات السابقة التي اعتبرتها لغة جنوبية غير عربية.
وافأد: أتمنى أن نواصل العمل مع اليونسكو للحفاظ على اللغة بشكل كامل ودمجها في المدارس الابتدائية، وكذلك إدخالها كمادة في التعليم العالي
."
من جانبها أكدت السيدة أنهار، طالبة الماجستير التي شاركت في الورشة، على دور الأجيال الشابة في الحفاظ على اللغة، قائلة
:
أنا واحدة من هؤلاء.
وقالت: أبذل قصارى جهدي للحفاظ على لغتي من خلال إجراء البحوث حولها. وبالتعاون مع طلاب متحمسين آخرين، وبموارد محدودة، نحاول رفع مستوى الوعي باللغة، وخاصة بين النساء الأميات. ونشجعهن على دعم اللغة لأنها جزء أساسي من هويتنا
".
وأضاف الأستاذ حسن القيسي
:
كانت الورشة فريدة من نوعها في جمع العلماء والخبراء اللغويين في مكان واحد. وبعد أن أمضيت ثلاثة عقود في العمل كمعلمة، أعتقد أنه من الضروري دمج اللغة السقطرية في المناهج الدراسية، وخاصة على مستوى التعليم الابتدائي
."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news