العربي نيوز- تعز:
باغتت تعز "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، برد استباقي قوي ومفاجئ، لاعلانه الانفصالي المرتقب الاثنين تحت غطاء الاحتفال بذكرى ثورة "14 اكتوبر"، عقب الغائه اهدافها ودوافعها، وتحوير هويتها، بما يدعم مساعيه لضم حضرموت واعلان انفصال جنوب اليمن بدعم اماراتي.
واحيت سلطات تعز المحلية والامنية والعسكرية ومكوناتها السياسية، الذكرى الحادية والستين لاندلاع ثورة "14 اكتوبر" على الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن، من جبال ردفان في لحج بقيادة المناضل راجح غالب لبوزة عقب عودته ورفاقه من جبهات الدفاع عن ثورة "26 سبتمبر" في شمال اليمن.
شهدت مدينة تعز، ليل الأحد (13 اكتوبر)، حفلاً فنياً وخطابياً، بالمناسبة، أكد واحدية الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 اكتوبر) واتحاد اليمنيين في شمال اليمن وجنوبه، بالنضال والكفاح المسلح، واحتضان تعز
وقال وكيل محافظة تعز لشئون الدفاع والأمن اللواء عبد الكريم الصبري: إن "الاحتفال بذكرى 14 أكتوبر يعد تكريما وتقديرا للثوار والأحرار الذين سطروا أروع البطولات على جبال ردفان لدحر الاحتلال البريطاني".
مضيفا: إن "الاحتفال بهذه الذكرى هو تجديد لألق الثورة التي ازاحت الظلم والاستبداد عن كاهل أبناء الشعب اليمني، وكان لتعز إسهامات واضحة كبيئة حاضنة للثوار" في اشارة لمعسكرات التدريب والامداد بالسلاح.
وبدأ النائب السابق لرئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة والامن، الفريق أول ركن علي محسن الأحمر، تدخلا عاجلا لاحباط مخطط كبير شرع في تنفيذه "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باستغلال ذكرى ثورة "14 اكتوبر" لاستكمال سيطرة مليشياته على المحافظات الشرقية للبلاد، وفرض انفصال جنوب اليمن بدعم اماراتي مباشر.
تفاصيل:
محسن يتدخل لاحباط مخطط "الانتقالي"
وجاء هذا الرد بعدما استفز "الانتقالي الجنوبي" اليمنيين كافة وفي المحافظات الجنوبية خاصة، باعلان مفاجئ ينتقص من اهمية وتضحيات ثورة "14 اكتوبر" بالغاء دوافع وأهداف الثورة وفي مقدمها انهاء الاحتلال البريطاني واعادة توحيد شطري اليمن، وتجاهل الاحتلال البريطاني، بوصفه "شريكا تاريخيا".
تفاصيل:
"الانتقالي" يلغي اهداف ثورة "14 اكتوبر" !
جدد هذا الموقف، اعلانا صادما، سبق أن اطلقه رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزبيدي، من لندن لدى زيارته لها مطلع مارس 2019م، امتدح فيه الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن طوال 129 عاما، ووصفه بأنه "شريك للجنوب" وحقبة احتلاله عدن وجنوب اليمن "شراكة تاريخية".
وقال الزُبيدي في تصريح مصور من احد فنادق لندن: إن "بريطانيا لها تأثير إيجابي على شعب الجنوب، وبحكم الشراكة القديمة والوجود البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون، أردنا أن تكون أول زيارة لبريطانيا باعتبارها كانت شريكا، والشعب الجنوبي له إرث طويل معها".
شاهد .. الزُبيدي يمتدح الاحتلال البريطاني (فيديو)
ترافق هذا الخطاب، مع بدء الامارات، عبر ذراعها السياسي والعسكري "الانتقالي" التحشيد لـ "مليونية" استكمال محافظة حضرموت واخضاعها للاحتلال، تحت غطاء الاحتفال بالذكرى الحادية والستين لثورة "14 اكتوبر" المجيدة ضد الاحتلال الاجنبي (البريطاني)، في مفارقة وصفها مراقبون وسياسيون أنها "من سخريات الحال".
شاهد .. اعلان "الانتقالي" تحشيد اسقاط حضرموت
وحدد "الانتقالي" اهداف تحشيده الى حضرموت الوادي (سيئون)، في : "تأكيد هوية أبناء حضرموت الجنوبية وتوحيد صفوفهم". معلنا أن "هذا التجمع الحاشد يأتي في وقت حساس ليبعث برسالة واضحة: حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب، والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي لطموحات أبناء الجنوب".
شاهد .. "الانتقالي" يعلن اهداف تحشيده لحضرموت
مؤكدا سعيه الى تفجير الموقف عسكريا مع قوات الجيش الوطني، بإعلانه بين اهداف تحشيده "طرد قوات الاحتلال اليمني"، زاعما أن "أبناء حضرموت لن يهدأ لهم بال حتى يتم تحرير وادي وصحراء حضرموت من قوات الاحتلال اليمني لتعود حضرموت إلى مكانها الطبيعي ضمن الهوية الجنوبية".
شاهد .. "الانتقالي" يصرح بهدف الاشتباك مع الجيش
كما أصدر "الانتقالي" فتوى دينية، غير مسبوقة، فاجأت الجميع ومثلت صدمة لليمنيين بعموم البلاد وفي المحافظات الجنوبية بصورة خاصة، ضد أهداف ثورة 14 اكتوبر 1963م تتماشى مع الغائه اهداف الثورة التحررية ودوافعها الوحدوية، وحرفها باتجاه شرعنة سعيه لفرض انفصال جنوب البلاد.
تفاصيل:
صدور فتوى دينية ضد "14 اكتوبر"!!
وليل الاحد (13 اكتوبر) أمر "الانتقالي" مختلف فصائل مليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في فرض ما يسميه "الدولة الجنوبية" وانزال جميع رايات علم الجمهورية اليمنية، ورفع رايات العلم الانفصالي في عدن، وتنفيذ انتشار امني وعسكري واسع يحظر حمل السلاح على ما سوى مليشيا المجلس.
تفاصيل:
"الانتقالي" يأمر قواته بدء فرض دولة الجنوب!
ويأتي هذا التصعيد بعدما كان مسؤولون حكوميون افصحوا عن ما سموه "اتفاقا تاريخيا بشأن حضرموت"، توصل اليه برعاية السعودية، اجتماع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع كل من اللواء فرج البحسني والدكتور عبدالله العليمي باوزير، الثلاثاء (17 سبتمبر) بمقر اقامتهما في العاصمة السعودية الرياض.
تفاصيل:
اتفاق تاريخي بشأن حضرموت (وثيقة)
جاء الاتفاق لاحتواء تصاعد التوتر بحضرموت، منذ قرابة الشهر، جراء تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية، ورفع مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، مطالب رئيسة وإمهالهما الحكومة 30 يوما انتهت دون تنفيذها، وتهديدهما بما سمياه "وضع اليد على الارض والثروة"، والتحشيد شعبيا وقبليا لذلك.
تفاصيل:
حلف حضرموت يبدأ تحشيداته ضد الرئاسي (صور)
كما تزامنت هذه التطورات مع إعادة رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق ركن صغير حمود بن عزيز، "الانتقالي الجنوبي" إلى حجمه الطبيعي، برد عملي تدعمه السعودية، على سعيه لتنفيذ انقلاب جديد على التحالف والشرعية اليمنية لاسقاط محافظة حضرموت.
تفاصيل:
رئيس الاركان يُحجم "الانتقالي" بهذا الاجراء (صور)
ورد "الانتقالي الجنوبي" على تسليم التحالف بقيادة السعودية منفذ الوديعة لقوات "درع الوطن" بدلا عن مليشياته، بإصدار توجيه لمليشياته المسماة "النخبة الحضرمية" البدء في الانقلاب على التحالف والشرعية اليمنية، والسيطرة على محافظة حضرموت، وركوب موجة احتجاجات الشعبية على تردي خدمة الكهرباء.
تفاصيل:
"الانتقالي" يبدأ انقلابا على التحالف والشرعية (فيديو)
سبق الاعلان الانقلابي الجديد لـ "الانتقالي" امر اصدره مطلع اغسطس الجاري، نائب رئيس المجلس ومحافظ حضرموت سابقا، اللواء الركن احمد سعيد بن بريك، إلى مليشيات "الانتقالي" في حضرموت المسماة "النخبة الحضرمية"، دعاها إلى أن "يكونوا على قلب رجل واحد" لينتزعوا ما سمته "حقوق الشعب في الجنوب كاملة غير منقوصة".
تفاصيل:
المليشيا تتلقى امر البدء باسقاط هذه المحافظة (وثيقة)
وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل:
نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
جاء هذا عقب ساعات على اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن تمكن مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية"، اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن"، والتي يطالب "الانتقالي" باخراجها من محافظة حضرموت.
تفاصيل:
اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)
وترافق هذا التحرك من "الانتقالي الجنوبي"، مع اعلانه عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).
تفاصيل:
الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)
بدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، في وقت سابق، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".
مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.
تفاصيل:
العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر
وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته المكلا، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".
تفاصيل:
الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري
جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل:
السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.
تفاصيل:
حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء (20 يونيو 2023م) من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.
تفاصيل:
السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news