أكد رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر في برقيتة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 أكتوبر أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة وفاءً لشهداء ومناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالي بعد مرحلة طويلة من النضال الوطني والشعبي السلمي في المدن والأرياف، قابله المستعمرون بأعقاب بنادقهم وبمزيد من العسف والاضطهاد والسجون ومصادرة الحريات، وذلك للحفاظ على مصالحهم في المنطقة، وقاعدتهم العسكرية في مستعمرتهم عدن.
وأضاف الدكتور بن دغر، أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر كانت ملحمة وطنية دوَّى صداها في جبال ردفان الشماء، ولاحقًا في أنحاء الجنوب واليمن كله، لتصبح عدن بعد ذلك مركز الفعل الثوري، ومحط الأنظار، انتظارًا لما سيقرره اليمنيون هناك. وليس مصادفة أن طلائع ثوار أكتوبر هم مناضلون عائدون مدافعون عن سبتمبر. يقودهم شهيد الثورة الأول راجح بن غالب لبوزة. كانت معارك ردفان الأولى التي خاضها الثوار مع الجيش البريطاني وأعوانه إيذانًا بعهد جديد في الجزء المحتل من الوطن.
وتابع الدكتور بن دغر: لقد تضافرت عوامل كثيرة لقيام الثورة، لكن أهمها كان انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي أطاحت بالنظام الإمامي العنصري المتخلف، وحيث هب الآلاف من أبناء الجنوب دفاعًا عنها، ولتصبح سبتمبر قاعدة الانطلاق لإكتوبر نحو التحرير وتحقيق حلم الاستقلال، الأمر الذي يؤكد الارتباط العضوي بين الثورتين، والإيمان الواعي بالمصير المشترك لشعب واحد.
مشيراً، أن الاحتفال اليوم بذكرى الثورة اعترافًا بفضل الجيل الأول الثائر المؤسس، وتخليدًا لقيمها المثلى وأهدافها النبيلة في الحرية والاستقلال، والوحدة الوطنية، وبناء اليمن الجديد الموحد، وهي أهداف وقيم عليا لازلنا حتى اليوم نتصدى للدفاع عنها في ظروف تتسم بقدر كبير من التعقيد، ومحيط تحتدم فيه الإرادات، وتزدحم فيه الأساطيل… موكداً أنه لم يبق لنا سوى خيار المواجهة ودحر الانقلاب الحوثي سلمًا أو حربًا، والتصدي للأطماع الإيرانية في بلادنا.
وأكد الدكتور بن دغر لفخامة الرئيس: أن مجلس الشورى الغرفة النيابية الثانية، معنيون تحت قيادتكم الرشيدة بالمضي معكم لاستعادة الدولة دولة سبتمبر وأكتوبر ومايو وفي ذلك لا توسط، ونحن معنيون بكم وبكل القوى الخيرة في المجتمع المناهضة المقاومة للمشروع الإمامي بتجاوز حالات الإرباك الداخلية وتوجيه بوصلة النضال الوطني نحو الحوثيين، وإعادة بناء اليمن على أسس توافقنا عليها في دولة اتحادية من أقاليم، تجمع شتاتنا، وتمنع أسباب التشظي المحتملة، دولة اتحادية هي قطب الحلول المستقبلية لأزمة النظام السياسي في بلادنا.
ويرى أن التمسك بمخرجات الحوار الوطني، لا يحسم جدل المشاريع المطروحة على اختلافها، بل هو أمر ذو أهمية في ترشيد خطابنا السياسي والاعلامي، بعد أن توافقنا على مضامينها الدستورية والقانونية، كما أنها (المخرجات) المشروع الوطني الوحيد الذي يحظى بدعم الأغلبية ويحترم التنوع ويحافظ على الوحدة بعد أن تمكنت الإمامة السلالية العنصرية الجديدة من الحضور في المشهد الوطني من جديد، وبدعم ذو طبيعة عرقية توسعية إيرانية.
موكداً لفخامة الرئيس والأخوة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إن مجلس الشورى يثق بقيادتكم الحكيمة ونهجكم الوطني الوحدوي وسعيكم الدؤوب للخروج من الأزمة والوصول بنا إلى بر الأمان. أمامكم مسؤولية كبيرة، وحملًا ثقيلًا، ولا مناص هنا من مواجهة المشكلات، التي تعتمل في بعض مناطق الشرعية، قبل أن تستفحل وتستعصي على الحلول. مع الحفاظ على زخم المقاومة للإمامة الجديدة.
كما أننا نثق بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ونؤيد خارطة الطريق التي يقترحونها، فالسلام العادل والشامل الذي يستند إلى مرجعياته الثلاث غاية، ونشكر مواقفهم الأخوية الإغاثية الإنسانية والتنموية للتخفيف عن الملايين من اليمنيين الذي تضرروا جراء الانقلاب، وجهودهم الإعمارية التنموية التي تغطي مناطق الشرعية في سخاء معهود من المملكة وقيادتها الحكيمة.
مجدداً الدعم لجهود الأمم المتحدة ، ومبعوثها الأممي السيد هانس جرودينبرج الساعية بدأب لتحقيق السلام في بلادنا. لقد أدرك العالم اليوم ولكن بعد عقد من المآسي ونهر من الدماء وارتهان وتبعية عمياء لإيران أن الحوثيون يشكلون عقبة كأداء في سبيل السلام في اليمن، والاستقرار في المنطقة.
وأختتم الدكتور بن دغر: سنواصل معًا مسيرتنا الوطنية تحت قيادتكم، نهتدي بقيم وأهداف ومبادئ سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وسنمضي معًا محافظين على منجزاتنا الوطنية التي تأسست بفضل مايو العظيم. سنعيد صياغة أسس الشراكة الوطنية معكم وبكم في ضوء مخرجات الحوار الوطني، فليس في الأفق مخرجًا من الأزمة دونها.
النصر المؤزر لقواتنا المسلحة والمقاومة الوطنية الشعبية الباسلة، الرحمة والمغفرة لشهداءنا شهداء الوطن الكبير في ذكرى ثورتيه المجيدتين، والشفاء العاجل لجرحانا، والحرية لأسرانا، وتقبلوا خالص شكرنا وتقديرنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news