قالت مجموعة الأزمات الدولية أن الولايات المتحدة وحلفاؤها باتوا ينظرون الآن إلى الحوثيين باعتبارهم أكثر من مجرد مشكلة يمنية، بل كمشكلة لا توجد لحلها خيارات كثيرة. إذ لم تنجح العقوبات الأميركية، إلى جانب الغارات الجوية الأميركية والبريطانية، في الحد من إطلاق الحوثيين للصواريخ.
وذكرت في تحليل لها بأن حملة الحوثيين أدت إلى إضعاف احتمالات السلام في اليمن إلى حد كبير. فقد جمدت الإعلان المخطط له عن تفاهم سياسي مع التحالف الذي تقوده السعودية.
وأشار التحليل إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية كانتا تخشيان أن أي اتفاق يتم التوصل إليه مع تعرض حركة الملاحة البحرية لإطلاق النار سيكون غير فعال: حيث سيكون من المستحيل إرساء وقف إطلاق نار رسمي بين المتقاتلين في اليمن طالما استمرت الحملة.
كما خشيت الدولتان أن يستخدم الحوثيون الأموال التي حصلوا عليها في الصفقة (التي بموجبها تدفع المملكة العربية السعودية رواتب موظفي القطاع العام في المناطق التي يديرها الحوثيون) لبناء المزيد من المقذوفات الأفضل.
ووفق التحليل، يعتقد الحوثيون أنهم في موقف أقوى من السعوديين. وقد انتقد رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة الرياض لتأخير الصفقة وطالب بتعويضات حرب إضافية وأموال إعادة الإعمار كجزء من أي محادثات جديدة.
كما يشعر الحوثيون بالجرأة في مواجهة خصومهم اليمنيين، حيث عززت نجاحاتهم في البحر من عمليات التجنيد وسمحت لهم بنشر المزيد من المقاتلين على جبهات مختلفة، مما عزز استعدادهم لاستئناف الأعمال العدائية. وفق الأزمات الدولية.
وفي الوقت نفسه، تعتقد الحكومة اليمنية، التي أضعفتها الخلافات الداخلية، ــ على نحو خاطئ في الوقت الحالي على ما يبدو ــ أن أزمة البحر الأحمر تمثل فرصة لكسب دعم أجنبي جديد لعملية برية جديدة لهزيمة الجماعة.
لقد عززت الحملة البحرية التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر من مكانة الجماعة سياسيا، سواء داخل اليمن أو في المنطقة. فقد سيطرت الجماعة على جزء كبير من شمال ووسط اليمن منذ الإطاحة بالحكومة في صنعاء في خريف عام 2014. وتواجه الجماعة معارضة من جانب مجموعة من القوى السياسية في الجنوب والشرق، والتي تصطدم معها أحيانا في ساحات المعارك، ومعظمها في وسط البلاد الجبلي.
وقد ساعدت الهجمات على الشحن في درء الغضب الشعبي إزاء سوء حكم الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها، حيث يمكنهم الاستفادة من خزان التعاطف مع الفلسطينيين بين اليمنيين.
كما سمحت لهم الحملة بإظهار قدراتهم العسكرية ورفع مكانتهم داخل "المحور": قبل كل شيء، تمكن الحوثيون من ضرب إسرائيل والبحرية الأمريكية وتعطيل الشحن في البحر الأحمر، مما وضع ضغوطا على إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم، كل ذلك في حين كانوا لاعبا ثانويا نسبيا.
وشددت الأزمات الدولية، على أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يزيل الدافع الأساسي المعلن للحوثيين وراء الهجمات البحرية، ولكنه لن يضمن هدوء المياه. فقد حققت الجماعة مكاسب كبيرة من حملتها في البحر الأحمر، وفي أعقاب المواجهة المباشرة مع إسرائيل في يوليو/تموز، أعلنت أن أفعالها لن تعتمد بعد الآن على مسار حرب غزة.
ومع ذلك، طالما استمرت الحملة الإسرائيلية في غزة (والآن لبنان)، فسوف يكون لدى الحوثيين سبب للتصعيد من جانبهم.
في الواقع، في 27 سبتمبر/أيلول، أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات على تل أبيب وعسقلان، وعلى ثلاث سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية. ومن المرجح أن يؤدي استمرار هذه الحروب إلى نسف فرص السلام في اليمن أيضًا.
أخيرًا، إذا تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي، فمن المرجح أن ينفذ الحوثيون المزيد من الهجمات، بما في ذلك بالتنسيق مع مجموعات "المحور" الأخرى، مثل الميليشيات العراقية. وقد يتبنون أيضًا تكتيكات جديدة، بما في ذلك قطع كابلات الإنترنت تحت البحر في البحر الأحمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news