دمشق: من هو الأستاذ الجامعي اليمني الذي قُتل في غارة إسرائيلية؟

     
يمن فيوتشر             عدد المشاهدات : 630 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
دمشق: من هو الأستاذ الجامعي اليمني الذي قُتل في غارة إسرائيلية؟

"يعطيك ألف عافية د.شوقي عن جد، خليتني حب الصيدلة وحب إني أتعلم، شكرا إلك على كل شي". كانت هذه الكلمات جزء من رسالة امتنان بعثتها طالبة سورية لأستاذها الجامعي اليمني، الذي درسها في الجامعة.

كان الدكتور شوقي العودي، 45 عاما، يعتزم زيارة والديه وإخوته في اليمن بعد حوالي أسبوعين تقريبا، هذا ما ذكره خلال اتصال هاتفي له مع والديه وأخيه الأصغر حسين. لكن حسين ووالداه فُجعوا كما طلابه بسماع خبر وفاة شوقي وكافة أفراد أسرته، مساء الثلاثاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً، في حي "المزّة" وسط العاصمة السورية دمشق.

يقول حسين العودي، 28 عاما: "كان أخي الدكتور شوقي سيذهب في رحلة لأداء العمرة في مكة ثم سيأتي لزيارتنا في مدينة إب اليمنية. فقد مر علينا حوالي عام كامل منذ أن رأيناه في آخر زيارة له إلى اليمن".

وكان الدكتور الجامعي، العودي، قد نشر منشورا على حسابه على فيسبوك في فبراير/ شباط 2021، وضع فيه صورة لمجموعة من الرسائل التي تلقاها من طلابه الذين درسهم في قسم الصيدلة في الجامعة الدولية الخاصة، وعلق عليها بعبارة "من أفضل من درستهم في سوريا.. أتمنى لكم التوفيق".

وقد لقي منشوره هذا تفاعلا كبيرا من طلابه سواء من درسهم في سوريا مؤخرا، أو في اليمن عندما كان يعمل استاذا للصيدلة السريرية بجامعة ذمار. اتفق جميعهم على أن "كل كلام مدح وشكر يُعد قليلا بحقه سواء كمحاضر متمكن في مجاله العملي أو كشخص راق في تعامله الشخصي، وأخلاقه مع الجميع زملاء كانوا أو طلاب".

وتقول الصيدلانية دانة إيمان مارديني، إحدى الخريجات، اللاتي درسهن، "ما ينرمى حتى بالورد، فكيف بيموت في حادث قصف إسرائيلي؟"

وتضيف دانة، التي تعمل حاليا في صيدليتها الخاصة في منطقة صحنايا في ضواحي دمشق "ترك وغادر بلاده هربا من الحرب ليموت في سوريا بسبب الحرب أيضا".

ونعت وزارة التعليم العالي السورية واتحاد طلاب الجامعة السورية الخاصة، الدكتور العودي وأفراد أسرته، وقال الاتحاد في بيان على فيسبوك "ببالغ الحزن والأسى تنعي قيادة فرع الاتحاد في الجامعة السورية الخاصة استشهاد الدكتور شوقي العودي أحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الصيدلة في الجامعة، وزوجته وأطفاله إثر العدوان على دمشق".

كما نعت جامعة ذمار اليمنية، ونقابة الصيادلة اليمنيين، أستاذ الصيدلة السريرية السابق بالجامعة، الدكتور شوقي العودي، وأدان بيان صادر عن الجامعة الهجوم ووصفه بـ"الجريمة النكراء". ورفع البيان التعازي لأسرته وجميع زملائه وتلامذته ومحبيه.

وكانت وكالة "سانا" السورية، قالت إن "العدوان الإسرائيلي نفذ هجوما عند الساعة الثامنة والربع من مساء الثلاثاء، وأطلق ثلاثة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفا مبنى سكنيا وتجاريا في حي المزة المكتظ بالسكان، ما أسفر عن سقوط 18 مدنيا، بينهم 7 قتلى و11 جريحا".

وبينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القصف استهدف اجتماعا لمسؤولين في "فيلق القدس" وحزب الله اللبناني في حي المزة بدمشق، نفت سفارة طهران بدمشق وجود قتلى وجرحى إيرانيين جراء القصف.

يقول شقيقه، حسين العودي، الذي يعمل في مجال العلاقات العامة مع واحدة من أكبر شركات سلاسل الصيدليات في اليمن: "كان آخر اتصال لي معه قبل حوالي 3 ساعات من الحادثة، إذ أنه، رحمه الله، دائم التواصل مع والدي للاطمئنان عليهما. لا يزال والدي في حالة صدمة. كما أن أمي لم تتوقف عن البكاء، كلنا مصدومون لفقدانه. ولا أستطيع تخيل أنني لن أراه بعد اليوم".

يضيف، "علمنا بخبر القصف من وسائل الإعلام، وحاولنا التواصل مع أخي وزوجته، لكن أحدا لم يرد علينا، شعرنا بالقلق وحاولنا البحث عن أي يمني يعيش في دمشق ليطمئننا عليه، وبعد 3 ساعات اتصل بنا أحدهم ليؤكد لنا الخبر".

وفور انتشار الخبر، بدأ حسين وإخوته بتلقي الاتصالات والتعازي من الأقارب والأصدقاء، ومن الطلاب في سوريا واليمن. تلقت العائلة عشرات الاتصالات والرسائل والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يروي حسين، "هذا جعلني أدرك أن الأمر قد حدث فعلا وأنني فقدت من كنت أعتبره والدي الثاني".

وينحدر الأكاديمي اليمني من قرية ذي الدرب في منطقة العود بمديرية النادرة، جنوبي شرق محافظة إب، وسط اليمن. وكان متزوجا من إقبال أحمد العودي، وله ثلاث بنات، التوأم بيان وليان، 4 سنوات ولين، التي كانت ستطفئ شمعتها الثالثة بعد 3 أيام.

والدكتور شوقي هو الأخ الثاني بين ستة من الأبناء الذكور وشقيقة واحدة. وكان أقرب إخوانه إلى والديه، ولقربه منهما اعتاد أن يزورهما مرة على الأقل كل عام.

ودرس الصيدلة السريرية في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس في القاهرة، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الأدوية والسموم من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة.

وبعد تخرجه، عمل أستاذا مساعدا في كلية الطب البشري بجامعة ذمار، كما شغل منصب رئيس قسم الصيدلة في جامعة أزال الخاصة في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدرسا لمادة الصيدلة السريرية في العديد من الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة.

وكغيره من أصحاب الكفاءات اليمنية، اضطر الدكتور العودي، إلى مغادرة اليمن عام 2019 بحثا عن فرصة أفضل للعيش، بعد تفاقم الحرب وتردي الأوضاع في اليمن وانعدام رواتب الموظفين، ليستقر به الحال في العاصمة السورية دمشق، التي رحبت به واحتضنته ككفاءة علمية، حيث عمل هناك استاذا في العلوم الصيدلانية في الجامعة الدولية الخاصة وكذلك الجامعة السورية الخاصة.

تقول دانة، خريجة بكالوريوس صيدلة سريرية من الجامعة الدولية الخاصة في دمشق، 2021: "كنت محظوظة لأن الدكتور شوقي كان مشرفا على مشروع التخرج الخاص بي. فقد جمع بين الخلق والعلم، كان غاية في الذوق والأدب والأخلاق ومتمكن علميا ومهنيا ومتعاون مع الطلاب لأقصى درجة".

وتضيف: "على الرغم من انشغالاته الأسرية ومع زوجته، التي كانت وضعت أول توأم لهما بعد انتظار دام لسنوات، إلا أنه كان ينزل معنا شخصيا في زياراتنا الميدانية على المستشفيات، خلال فترة إعداد البحث، وكم ساعدنا في ترجمة المقالات والمراجع الخاصة والمتعلقة بالبحث من اللغة الانجليزية إلى العربية والعكس، كون دراستنا كانت باللغة الانجليزية، مع أن هذا ليس جزءا من عمله".

وقد شيع مئات السوريين وبعض أبناء الجالية اليمنية الصغيرة في دمشق، ظهر الخميس، الدكتور شوقي وزوجته وبناته بعد الصلاة عليهم في جامع دوما الكبير، بمنطقة دوما. وكان محبوه في دمشق قد دعوا الناس للحضور والمشاركة في الجنازة كونه "لا أهل له ولا أقارب" في العاصمة السورية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 812 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 693 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 582 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 570 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 531 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 510 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 480 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 385 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 375 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 365 قراءة