مسجد القرشي والكفاح المستمر.. بقلم /عبدالسلام فارع

عدن توداي

عبد السلام فارع..

الكفاح المستمر كان هو عنوان خطبة الجمعة في مسجد القرشي بتعز للاستاذ جميل يحي بن يحي…..

تضمنت الأتي..

الناس في هذه الأرض في امتحان طويل مدته الحياة كلها الأغنياء والفقراء والأذكياء والبلهاء والشرفاء والوضعاء الأقوياء والضعفاء كل هؤلاء يعيش في وضعيته اختبار كل واحد بما آتاه الله من مكنة أو بما سلبه من نعمه .

مقالات ذات صلة

ماذا بعد مجزرة المعمداني .. ؟!!

المناضل أديب العيسي مخ سياسي وقلب شجاع وشخصية اجتماعية

فعلى كل واحد منا أن يعمل أفضل ما يمكن عمله في إطار وضعيته التي خلقه الله عليها

كما عليه أن يتمتع بروح الممانعه والتأبي والرفض لكل ما يصرفه عن ربه ووجهته وهدفه.

هذه الدنيا أيها الأعزاء ليس فيها منطقة آمنه ترسو عليها مراسينا.

هي الدنيا تقول بما فيها

حذاري حذاري من بطشي وفتكي.

فلا يغرركمُ

مني ابتسامٌ

فقولي مضحكٌ والفعلُ مبكي.

إننا واقفون في هذه الارض تتجاذبنا أشياء وأشياء إبليس الدنيا النفس الهوى .

فأي ضعف أو ترهل يمكن أن يقذف بأحدنا في محيط الضياع أو الإنحراف.

لذلك روى الترمذي واحمد والحاكم وقالت أم سلمة كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

إن كل ساعة تمر علينا تشكل تحدياً جديدا علينا أن نواجهه ومن أجل مواجهته فإننا نحتاج من الله جل وعلا إلى أمرين اثنين :-

-الهداية – والمعونة

وهذا ما نطلبه من الله في كل ركعة ( إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم)

هذا هو الكفاح المستمر الذي يستحق منا كل الجهد والاجتهاد قبل الحسرة والندم

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ } . [الحاقة]

واحسرتي واشقوتي ** من يوم نشر كتابيه

وأطول حزني إن أكن ** أو تيتــــه بشماليـه

وإذا سئلت عن الخطأ **ماذا يكون جوابيه؟

واحر قلبي أن يكو ن ** مع القلوب القاسيه

كلا ولا قدمت لي ** عملا ليوم حسابـيــه

بل إنني لشقاوتي** وقساوتي وعذابـيـــه

بارزت بالزلات في ** أيام دهــــر خالـــيه

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستقامة قال سبحانه( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير)

قال ابن عباس رضي الله عنهما ما نزل على رسول الله آية هي أشد ولا أشق من هذه الأية ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له أسرع إليك الشيب قال ( شيبتني هود وأخواتها)

وهذه إشارة منه صلى الله عليه وسلم أن الاستقامة في حياة المسلم تشكل أساس لوجوده وعيشه المعتبر.

من أجل ذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومرداً غير مخز ولا فاضح)

( اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا)

( اللهم قني شر نفسي واعزم لي على ارشد امري)

روى مسلم واحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي

عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك قال : “قل : قل آمنت بالله ثم استقم )

لماذا سميناه الكفاح المستمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الناس أنهم لن يطيقوا الاستقامة حق الاستقامة كما يريد الله

أخرج احمد وابن ماجه من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير اعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) وفي رواية لأحمد سددوا وقاربوا ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( سددوا وقاربوا)

والسداد : هو حقيقة الاستقامة وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً أن يسأل الله السداد والهدى وقال له : اذكر بالسداد تسديدك السهم وبالهدى هدايتك الطريق.

والمقاربة : أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصيب الغرض نفسه ولكن شرط أن يكون مصمماً على قصد السداد فتكون مقاربته عن غير عمد .

ثمار الاستقامة

_ الاستقامة هي الأفضل والأنجع في العمل وفي العلاقات الاجتماعية وفي ضبط المجتمع والسيطرة على الجريمة .. لذلك لابد أن يعمل الأباء في ضبط إيقاع الاستقامة عند الأبناء فالأب إذا إذا ساعد على استقامة ابنه وتعليمه التعليم الجيد فلا خوف عليه بعد ذلك .

لأن الأعداء يعملون على افساد المجتمع بكل الوسائل وصلوا الى التشريع للمثلية

لذلك يأتي واجب الدولة في إقامة الحدود لردع المنحرفين وجعلهم عبرة لمن تسول له نفسه على نشر المنكرات وبهذا نحاصر الشرور.

_ بالاستقامة نحرر أنفسنا من هيمنة الرغبات غير المشروعة

_ بالاستقامة نتخلص من الاضطراب النفسي الداخلي ضعف الاستقامة عبارة عن تربة تنبت فيها جذور مشكلاتنا النفسية

_ بالاستقامة نحصل عل السعادة والاطمىئنان.

لذلك جهادنا اليومي كفاحنا المستمر ينبغي أن يصب على:-

– صيانتها أولاً

– وعلى تعميقها ثانيا .

-المعاصي تتحكم في اتجاه الفرد تفقده ثقته بنفسه وتقديره لذاته الإنحراف يمنعه من التواصل مع اعماقه وروحه حيث منابع الطاقة والانطلاق والنجاح والاستقامة تفجر ينابيع الخير عند الفرد والمجتمع

ما الذي نحتاجه على طريق الاستقامة والانضباط:-

– مداومة تامة على الشعائر والواجبات

– ابتعاد تام عن الكبائر والموبقات

– مجاهدة مستمرة وكفاح مستمر للنفس من أجل المزيد من القربات .

– العمل على الاستفادة من الوقت إلى أقصى حد ممكن.

– الترفع عن مرذول العادات

– مقاومة الرغبة الجنسية وضبطها إلى أن يسهل الله للرجل زوجة صالحة وللمرأة رجل صالح.

– مقاومة رذيلة الشح والانانية من خلال الاحسان وبذل الجهد والوقت في مساعدة الاخرين

فالجهاد جهاد نفس وجهاد لغواية الشيطان وجهاد لاستبداد الظلمة

تمر علينا بعد ايام ذكرى الرابع عشر من اكتوبر ١٩٦٣م تلك الثورة المجيدة

الذي اظهرت عنفوان شعبنا وهو يطرد دولة عظمى من ثرى تراب اليمن

الشعوب لاتقهر ما دامت في كفاح مستمر على كل المستويات

كفاح للرذيلة وترسيخ للفضيلة كفاح لكل أعداء الأمة الذين يقفون عائقا من العوائق أمام انعتاق أمتنا وتحررها.

ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير )

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط