كشفت تقارير صحفية غربية عن أن إسرائيل تدرس توجيه ضربات عسكرية تستهدف البنية التحتية النفطية الإيرانية، وذلك في سياق التصعيد الأخير بين الطرفين. وأفادت مصادر صحفية، بما في ذلك "تايمز أوف إسرائيل" و"DW"، أن من بين الأهداف المحتملة التي تدرسها إسرائيل، موانئ تصدير النفط الإيرانية الرئيسية، التي تشكل شريان الحياة للاقتصاد الإيراني.
وتأتي هذه الأنباء عقب الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مواقع عسكرية في إسرائيل الأسبوع الماضي، مما دفع الحكومة الإسرائيلية لبحث خيارات رد متقدمة قد تشمل استهداف مواقع حساسة في البنية التحتية الإيرانية، بما فيها منشآت النفط والموانئ.
أهداف الضربات: الموانئ النفطية الإيرانية
تعد إيران واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حيث يتجاوز إنتاجها اليومي 3.6 مليون برميل. وتعتمد بشكل رئيسي على موانئ تصدير النفط المطلة على الخليج العربي، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا يمكّنها من تصدير النفط إلى دول آسيا الرئيسية مثل الصين والهند. ومن أبرز هذه الموانئ:
ميناء خارك: يُعتبر أكبر موانئ النفط الإيرانية، حيث يمر من خلاله نحو 90% من صادرات النفط الإيراني، ما يجعله هدفًا محتملاً إذا قررت إسرائيل تنفيذ هجمات.
ميناء جاسك: أحد الموانئ الحديثة الذي يهدف إلى تقليل اعتماد إيران على مضيق هرمز، ويُستخدم كبديل استراتيجي لتصدير النفط. وقد يستهدف هذا الميناء كونه يتيح لإيران مرونة أكبر في مواجهة المخاطر الجيوسياسية.
ميناء بندر عباس: يقع في الخليج العربي، ويعد مركزًا رئيسيًا لتصدير المنتجات البترولية المكررة إلى الأسواق الآسيوية. ويُعتبر هذا الميناء ركيزة أساسية للاقتصاد الإيراني لكونه يُستخدم أيضًا لأغراض تجارية واسعة النطاق.
ميناء عسلويه: يركز على تصدير الغاز الطبيعي، ويقع بالقرب من حقل الغاز "بارس الجنوبي". وبما أن إيران تعتمد على صادرات الغاز بشكل كبير، فإن هذا الميناء قد يكون هدفًا مهمًا في حال تم استهداف البنية التحتية للغاز أيضًا.
ردود الفعل الدولية
صرّح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل حول الخيارات العسكرية المحتملة، لكنها أوصت بالنظر في بدائل لتجنب التصعيد، خاصة وأن أي هجوم على البنية التحتية النفطية قد يؤثر على إمدادات النفط العالمية ويدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع.
تداعيات الهجمات المحتملة
إذا تم تنفيذ الضربات الإسرائيلية ضد الموانئ النفطية الإيرانية، فقد تواجه المنطقة عواقب اقتصادية وسياسية واسعة. وتعتمد إيران بشكل كبير على صادرات النفط والغاز لتمويل اقتصادها، ما يعني أن تعطيل هذه الموانئ قد يضرّ بقدرتها على التصدير ويضغط على اقتصادها بشكل كبير.
وقد أثارت هذه التقارير جدلاً حول مدى تأثير هذا التصعيد على أمن الطاقة العالمي. ورغم التحديات التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها، فإنها تمكنت من توسيع شبكة عملائها في آسيا، خاصة الصين والهند، حيث تستورد الصين وحدها ما يقارب 25-30% من صادرات النفط الإيراني.
يظل التساؤل مطروحًا حول ما إذا كانت إسرائيل ستتجه إلى تنفيذ هذه الضربات، وما تأثيرها على الاستقرار الإقليمي. ومن المؤكد أن مثل هذه الهجمات، في حال حدوثها، ستشكل منعطفًا حاسمًا في التوترات الإسرائيلية الإيرانية، وقد تدفع إلى تصاعد عسكري أوسع نطاقًا في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news