نشر الصحفي نشوان العثماني صورة قديمة لمدينة عدن خلال الحقبة الاستعمارية البريطانية، مشددًا على أهمية عدم الانجرار وراء محاولات تجميل تلك الفترة.
واعتبر العثماني أن مثل هذه الصور، التي تُنشر بين الحين والآخر، لا تعكس سوى جانب واحد من الاستعمار، مُعبرًا عن استيائه من تصوير الحقبة كعصر ذهبي يعج بالنظام والجمال، دون الأخذ بعين الاعتبار واقع أبناء المدينة.
وطرح العثماني تساؤلات حادة حول خلفية تلك الصور، مشيرًا إلى أنها تُظهر مستعمرين يستمتعون برفاهية الحياة بينما كان السكان المحليون يعيشون في فقر وتهميش.
وأكد أن الصور، رغم جمالها، تخفي ورائها واقعًا مريرًا يُظهر الانقسام الاجتماعي والاقتصادي بين المستعمرين وسكان المدينة.
وذكر العثماني أن الاستعمار البريطاني لم يكن نظامًا قمعيًا فحسب، بل كان أيضًا بنية اجتماعية عنصرية حرمّت السكان المحليين من المشاركة في اتخاذ القرار أو الاستفادة من مزايا العيش في مدينتهم.
ولفت الانتباه إلى أن تلك الصور تُظهر حديقة جميلة ومبانٍ مرتبة، لكنها في الحقيقة تخفي الكثير من المآسي والمآسي التي عاشها السكان الأصليون.
وأشار العثماني إلى أن المشاريع التي أُقيمت خلال تلك الفترة، مثل المستشفيات والمدارس، كانت تهدف أساسًا لخدمة الجالية البريطانية وليس أبناء المدينة، الذين حُرموا من التعليم والرعاية الصحية المناسبة.
كما أشار إلى أن الفكرة الرائجة بأن الاستعمار قد حقق إنجازات تنموية يجب أن تترافق مع الاعتراف بالوجه القمعي لتلك المرحلة.
وأكد العثماني أن على الجميع قراءة التاريخ بعين الإنصاف، مُعتبرًا أنه لا ينبغي تبرير أي حقبة استعمارية، مهما كانت مظاهر التطور فيها.
ودعا إلى ضرورة نقد أي محاولة لتجميل الاستعمار، مؤكدًا أن الجمال الظاهر في الصور يعود فقط للمستعمرين، بينما عانى أبناء المدينة من الظلم والفقر.
وفي ختام حديثه، أوضح العثماني أن قراءة تاريخ الحقبة الاستعمارية تحتاج إلى فهم عميق وموضوعي يعكس ذاكرة الشعوب ومعاناتها، مُشيرًا إلى أن الإنبهار بتلك الصور يجب أن يُقابل بتحليل نقدي دقيق. "لا بد أن نكون حذرين في فهم الماضي، حيث الجمال الذي نراه في الصور كان حِكرًا على المستعمرين، بينما حُرم أبناء المدينة من حقوقهم الأساسية."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news