سلطان البركاني.. نموذج لجيل الكبار

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 228 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سلطان البركاني.. نموذج لجيل الكبار

عدن توداي:

بقلم / محمد مارش

في أحايين كثيرة، حين يتبوأ شخصًا مكانة ومكان في الواجهة، ومع طول حضوره في المشهد.. نفقد القدرة على رؤية جوهر الشخصية وملاحظة مزاياها النادرة.

سلطان البركاني، تعرفونه جيداً، تحفظون أسمه ببداهة.. ليس رجل سياسي مركزي في تاريخ البلاد فحسب، بل هو نموذج للعظمة الشخصية والطباع الملهمة، قبل كل شيئ، نموذج يماني ملهم.

يُعرف الرجل العظيم، ليس بما يتقلده من مناصب ويملكه من سلطات، بل بما هو عليه في تكوينه العميق.

مقالات ذات صلة

الاستاذ حسين الوردي رجل الأعمال المخلص لوطنه.. بقلم /مـعــــين اللــــــــولي

العمار الجميل والاستثمار الأجمل.. بقلم /عبدالسلام فارع

يحمل الشيخ سلطان مزايا روحية وأصالة في التعامل على إمتداد الزمان، فهناك وراء المنصب وخلف الأدوار العامة تجد إنساناً حقيقياً له حضوره الخاص بين قرناءه، وسيماءه اللافتة في طريقة تعامله مع كل من عرفه.

المواقع الخالدة التي يتصدرها أي شخص في أي مجال كان، لا تنشأ جزافاً، لا يمكن لشخص أن يحتفظ بحضوره ودوره وفاعليته لو لم يكن يتمتع بطباع قوية وأساس متين في شخصيته، قبل أن تلعب الظروف المحيطة أي دور في إفساح المجال له.

لا يمكن لشخص أن يزوّر حضوره وينجح في تصدر مكانة ما ويتجاوز كل التحولات دون أن يفقد ثباته ومرونته في إدارة اللعبة ما لم يكن حقيقياً في كل ما يتمتع به.

منطقياً، تُساهم الظروف العامة المشوشة في حياة أي شعب، في إطلاق تصورات منمطة وتقييمات ضبابية لشخصية معينة، لكن هذه الأحكام تظل نتاج مزاج عام متوتر ومحبط وليست تقييمات حصيفة لشخوص مهمة لعبت دورا تأسيسياً في حياة شعبها.

ولعل الشيخ سلطان ممن يملك الناس عنهم آراء متعددة، تصل لدرجة التناقض، لكن وبصرف النظر عن كل هذه الأحكام، لا أحد بمقدوره نكران ما لهذه الشخصية من فاعلية وأثر كبير في حياة الشعب اليمني.

مالفت نظري في شخصية البركاني، تلك الذاكرة المذهلة والروح التي لا يسقط منها أي تفصيلة صغيرة، لكأنه منذور لرصد وأرشفة كل حكايا ومواقف وتأريخ مجتمعه، يتذكر الرجل أدق التفاصيل المتعلقة بكل من يتعرف عليه.

هي هكذا الرموز الروحية، تجدها مهتمة بشكل فطري بالبشر الذي تحتك بهم وتلتقيهم، وكما يقال :”العظماء هم أولئك الذين يشعر الجميع جوارهم بالعظمة ودفئ الحضور”، واظن كل من التقى الشيخ سلطان البركاني، لامسه هذا الشعور جيداً.

البركاني، أحد أهم الرموز التي صعدت من عمق مجتمعها، روح تعزية جامعة، أهم ما فيه هي تلك الرحابة اليمنية، القدرة على تجاوز الحساسيات الصغيرة، والتعبير عن روح اليمن الكبيرة.. لا أظنه يتوقف مع أي سلوك هامشي يحدث له أو معه، يحيا وكل ما فيه متوجّه صوب القضية الكبرى، حاضر ومصير اليمن، وليس في هذا تكرار لعبارات مملة، بقدر ما هو توصيف ينطبق على ما يشغل بال هذا الرجل ويصرف طاقاته كلها فيما هو مركزي وجامع.

ظل الرجل قرابة الشهر في مسقط رأسه، اكتظ منزله بالزائرين من كل الأطياف الاجتماعية والسياسية، وما ان يأتي المساء حتى يتوافد إليه كل من له شكوى أو مظلمة أو نزاع عجزت عنه المحاكم من سنين، فتكون كلمته هي الفصل فيما كانوا فيه يختلفون، دون تحكيم منهم أو عدال أو يبتغي بذلك اجراً، فقد اعطيّ الحكمة وفصل الخطاب.

أخيرًا.. حتى لو تشوشت رؤيتي لكل شيئ، وفقدت يقيني بهذه البلاد وحالها، لن تتزحزح رؤيتي لهذا الرجل، لن أفقد يقيني بأصالته وإمتلاكه لسرّ ما في روحه، متمسك بذلك الشعور بالثبات الذي يهبك إياه حين تقعد معه، بتلك الرفعة وإحساسك بقيمتك الذاتية وقد لامستك ظلاله الروحية وعزز فيك أنبل نسخة منك.

قناعتي أن البركاني جدير بما هو فيه وأن كل ما مارسه من أدوار طوال حياته، كانت انعكاس لحيويته وفيض تلقائي نابع من ثراء الشخصية وبراعتها الحقيقية في تدبير شؤون الحياة.

ما مبرر كلامي هذا وما مناسبته؟!

لا مبرر سوى أن كلمة بداخلي ظلت تتحفز تجاه هذه الشخصية فأحببت تدوينها.. ثم إن المرء لا يحتاج مناسبة، للحديث عن روح يمنية خالدة، نذرت وجودها لهذه البلاد، وفعلت كل ما كان في مقدورها.. وللتاريخ الكلمة الأخيرة عنها، وللشعوب بوصلة منضبطة، وتعرف كيف تمنح كل إنسان حقه من المجد والإجلال.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : المؤتمر الشعبي العام في صنعاء يفاجئ الجميع ويصدر هذا البيان بخصوص احتجاز هشام شرف عبدالله ويكشف سبب مغادرته للعاصمة صنعاء

جهينة يمن | 870 قراءة 

تحالف دولي بقيادة سعودية بريطانية لـ.ـردع الحوثيـ.ـين في اليمن "تفاصيل"

صوت العاصمة | 743 قراءة 

السعودية تعيد تنظيم قطاع البقالات ضمن رؤيتها لسوق العمل… وهذه الجنسيات المسموح لها

المرصد برس | 595 قراءة 

تأشيرة عمل مجانية تدخل التنفيذ...اشتغل في السعودية بلا ريال واحد

جهينة يمن | 546 قراءة 

امريكا تفجرها بشأن هجمات الحـ.وثي

كريتر سكاي | 545 قراءة 

ماذا وراء اختيار الحوثيين “مسجد العيدروس” لعملة الـ50 ريالا؟

جهينة يمن | 543 قراءة 

رئيس مجلس القيادة يعزي نائب الرئيس الاسبق المناضل علي سالم البيض

سبأ نت | 528 قراءة 

وثائق تكشف أسرار القيادي الحوثي ”الزايدي” وموقعه الحقيقي داخل الجماعة "مفاجآت مدوية"

جهينة يمن | 399 قراءة 

عاجل : الاعلان عن إصابة الرئيس الإيراني في هجوم إسرائيلي استهدف مقر الأمن القومي بطهران

جهينة يمن | 397 قراءة 

المهرة على صفيح ساخن.. الجيش يقرّ إجراءات عاجلة بعد كمين حوثي دموي

العين الثالثة | 346 قراءة