أزمة ارتفاع أسعار اللحوم في اليمن: تراجع الثروة الحيوانية(تقرير)

     
شمسان بوست             عدد المشاهدات : 115 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أزمة ارتفاع أسعار اللحوم في اليمن: تراجع الثروة الحيوانية(تقرير)

شمسان بوست / متابعات:

بحسرة شديدة، يتحدث المواطن اليمني مهيوب الصمدي عن عدم قدرته على شراء كيلو لحم لأسرته منذ ثلاثة أعوام، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء (الأبقار والأغنام). يقول الصمدي لـ”العربي الجديد” منذ أكثر من ثلاثة أعوام وأنا أحلم أن أشتري كيلوغرام لحم لأسرتي المكونة من سبعة أفراد، إذ بات شراء اللحم حلماً يراودنا ولا نستطيع تحقيقه”.

يضيف الصمدي، حتى في الأعياد صرت عاجزاً عن توفير كيلو اللحم لأسرتي، في ظل الارتفاع الكبير للأسعار، وكما تعرف فالحرب جعلتنا عاطلين عن العمل، ونعاني وضعاً اقتصادياً متردياً، إذ بتنا نعتمد على ما يصرف لنا من منظمات الإغاثة”.

أم مهند، ربة بيت في تعز، ذهبت إلى بائع اللحوم ولا تملك إلا 2500 ريال، لكن الجزار رفض أن يبيعها اللحم طالباً منها 12 ألف ريال قيمة كيلو واحد من لحوم الأبقار. تقول أم مهند لـ”العربي الجديد” :” حتى جمعيات ومنظمات الإغاثة التي توزع اللحوم في عيدي الفطر والأضحى يحرموننا اللحوم تحت مبرر أن عاقل الحارة لم يرفع لها معلوماتنا وبياناتنا، ولا نعرف لمن نشكو”.

وبات شراء اللحوم حلما يراود الأسر اليمنية في ظل ارتفاع أسعارها، نتيجة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه اليمن بسبب الحرب المندلعة منذ العام 2015 وما نتج عنها من ارتفاع مهول في الأسعار، وانقطاع الرواتب، وتدني القيمة الشرائية للريال اليمني، إذ بات الدولار يساوي 1910 في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، و535 في مناطق سيطرة حكومة الحوثيين.

وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء (الأبقار والأغنام) بحدة تفوق القدرة الشرائية للأسر اليمنية، حيث يتراوح سعر الكيلو من لحوم الأبقار في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية من 12 ألف ريال إلى 15 ألفاً للحم العجول، ومن 14 ألف ريال إلى 16 ألفاً للكيلو الواحد من لحوم الرضيع (صغار الأبقار) وما بين 14 ألف ريال إلى 17 ألفاً للكيلو الواحد من لحوم الأغنام.

وفي مناطق سيطرة الحوثيين حيث سعر صرف الريال أقل منه في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، يتراوح سعر الكيلو الواحد من لحوم عجول الأبقار من أربعة آلاف ريال إلى ستة آلاف، والكيلو الواحد من لحوم الرضيع ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف ريال، فيما سعر الكيلو الواحد من لحوم الأغنام ما بين ثمانية آلاف وتسعة آلاف ريال.

ويشتكي المواطنون في مناطق سيطرة (الشرعية والحوثيين) من تلاعب بائعي اللحوم بالأسعار في ظل غياب الرقابة من الجهات الحكومية، حيث يعمد بائعو اللحوم إلى رفع الأسعار لا سيما في المواسم. ويشتكي بائعو اللحوم بالمقابل من ارتفاع أسعار المواشي التي يتم استيراد معظمها من إثيوبيا والصومال وجيبوتي نتيجة ارتفاع أسعار الصرف، وتكاليف النقل، في ظل شح ثروة البلاد الحيوانية.

بائع اللحوم سرحان عبده، قال لـ”العربي الجديد” إن “ارتفاع أسعار اللحوم في السوق هو نتيجة ارتفاع أسعارها في المرباع (مكان بيع المواشي) حيث يصل سعر الثور الواحد إلى مليوني ريال، وهذا يفرض رفع السعر للمستهلك، حيث باتت أرباحنا قليلة جداً مقارنة بما كنا نجنيه قبل الحرب”.

ويضيف سرحان، أن الإقبال على شراء اللحوم انخفض بشكل كبير جداً، وبات محصوراً بفئة قليلة من المواطنين تتمثل بالتجار أو المتربحين من الحرب، بينما المواطنون من ذوي الدخل المحدود باتوا عاجزين عن شراء اللحوم، فالجندي مثلاً راتبه 60 ألف ريال، بما يعادل ما بين أربعة وخمسة كيلوغرامات فقط من اللحوم”.

وهناك العديد من العوامل التي ساهمت بتراجع أعداد الثروة الحيوانية في اليمن، وعجزها عن تغطية السوق اليمنية، ما جعل التجار يستوردون المواشي من الخارج، خاصة من دول القرن الأفريقي. المهندس الزراعي علي الشرماني، قال لـ”العربي الجديد” إن هناك انخفاضاً كبيراً بعدد الماشية في اليمن نتيجة الحرب، وعمليات النزوح، إذ إن نزوح المزارعين جعلهم يضطرون لبيع المواشي، وترك مهنتهم، والانتقال إلى أماكن وأعمال أخرى”.

وأشار الشرماني إلى تراجع الإنتاج الحيواني في اليمن بفعل الحرب، وقلة المعروض من المواشي في الأسواق، ما تسبب بارتفاع أسعار اللحوم حيث وصلت نسبة الارتفاع في أسعار اللحوم هذا العام إلى ما بين 30% و40% مقارنة مع العام الماضي، فمثلاً ارتفع سعر الرأس الواحد من الأغنام من 250 ألف ريال في العام الماضي إلى 400 ألف وأكثر هذا العام”.

ولفت الشرماني إلى أن الانقسام الاقتصادي في البلاد، والضرائب والجمارك المزدوجة، وارتفاع تكاليف النقل، وارتفاع أسعار الأعلاف، وأسعار الأدوية البيطرية، وشح المرعى، ونزوح المزارعين، هي عوامل ساهمت بضعف أسواق المواشي”.

ويشير تقرير إدارة الإحصاء والأرصاد الزراعي للعام 2018 إلى تراجع حجم الثروة الحيوانية في اليمن بين عامي 2014 و2018، حيث قدر عدد الثروة الحيوانية في البلد عام 2014 بنحو 21 مليوناً و296 ألف رأس، ليصل العدد لنحو 19 مليوناً و392 ألف رأس، ثمانية ملايين و813 ألفاً منها من الأغنام، في حين بلغ عدد الماعز ثمانية ملايين و644 ألفاً، والأبقار مليوناً و503 آلاف، والإبل 431 ألف رأس.

وتراجع الإنتاج الحيواني في اليمن بين عامي 2014 و2018 من 215 ألفاً و126 طناً من اللحوم إلى 180 ألفاً و918 طناً، وفق إحصاء عام 2018. ويعمل في مجال الثروة الحيوانية نحو 25% من القوى العاملة في الأرياف اليمنية، في حين يستوعب القطاع الزراعي الشريحة الأكبر من الأيادي العاملة، وفق بيانات حكومية رسمية. كما توفر الثروة الحيوانية الدخل الرئيسي لأكثر من 3.2 ملايين شخص، في جميع أنحاء اليمن، بحسب منظمة الفاو.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صحيفة اسرائيلية تتوقع مقتل رئسين عربيين ‘الاسماء’

عناوين بوست | 815 قراءة 

غارات مفاجئة تهزّ صنعاء تصعيد إقليمي يهدد أمن الطاقة في اليمن

العين الثالثة | 648 قراءة 

توترات في صنعاء.. أبو راس يكشف عن تهديدات بإعادة سيناريو ديسمبر

نيوز لاين | 579 قراءة 

اجتماع خليجي-أمريكي حاسم بالرياض لمواجهة تحديات اليمن وفرض الحل السياسي

الحدث اليوم | 490 قراءة 

انخفاض أسعار العقارات في صنعاء 60%... ما السبب؟

مندب برس | 329 قراءة 

تحذير فلكي من أمطار شديدة الغزارة اليوم الأربعاء على هذه المحافظات

موقع الأول | 318 قراءة 

ما حقيقة استقالة رئيس الوزراء بن بريك؟

عدن تايم | 303 قراءة 

بعد 34 جلسة.. القضاء اليمني يقترب من إصدار الحكم في قضية الاحتيال الكبرى

نيوز لاين | 301 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025م

بران برس | 292 قراءة 

"كشف إعاشة المزز".. الحود يفضح شبكة نفوذ سرية تتجاوز الدولة والدبلوماسية

العين الثالثة | 281 قراءة