سرب من المقاتلات الإسرائيلية شن ضربات عنيفة على ميناء الحديدة أكبر الموانئ المطلة على البحر الأحمر، اليوم الأحد، ومع بُعد المسافة الواقعة بين تل أبيب والميناء البحري الذي يتمتع بأهمية استراتيجية، يثار الكثير من الأسئلة حول أسباب اهتمام إسرائيل بهذا الموقع ولماذا اتحمل تكلفة تحريك مقاتلتها لضرب الميناء.
التوترات العسكرية في البحر الأحمر بدأت في 23 نوفمبر من العام الماضي 2023، عندما أعلنت ميلشيات الحوثي المسيطرة على ميناء الحديدة، استهداف السفن المملوكة لرجال أعمال إسرائيليين، لتشهد المنطقة المحورية في التجارة البحرية العالمية، حالة من الفوضى تستدعي تدخلًا دوليًا من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ماذا يوجد في ميناء الحديدة الآن؟
ميناء الحديدة، الذي يعد أحد أهم الموانئ في البحر الأحمر، وكان يعج بالحركة بالأنشطة البحرية والملاحية، أصبح خاو إلا من 15 سفينة فقط، بحسب تتبع «المصري اليوم» للميناء عبر موقع «vesselfinder» المتخصص في تتبع حركة السفن ونشاط الموانيء.
ومن بين السفن المحتجزة سفن قالت إنها تابعة لإسرائيل من أبرزها السفينة «جالاكسي ليدر» التي بدأت بها جماعة الحوثي عملياتها العسكرية في نوفمبر من العام الماضي 2023 تحت مسمى دعم فلسطين ومعركة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حماس.الميناء عبر القمر الصناعي من موقع vesselfinder
ردًا على الاعتداءات الحوثية على حركة الملاحة في بحر العرب وخاصة السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا شن هجمات مكثفة على مناطق السيطرة التابعة للحوثي في اليمن وخاصة ميناء الحديدة، وهو ما ردت عليه الميلشيات باعتداءت مباشرة على حاملات الطائرات البريطانية والأمريكية في المنطقة.
هل السفينة الأولى إسرائيلية بالفعل؟
واستكمل الطرفان الحرب البحرية الدائرة حيث تزايدت الضربات المتبادلة سواء على ميناء الحديدة الذي تتهم قوى دولية الحوثي باستخدامه لأغراض عسكرية، أو من الحوثي نفسه الذي استمر في ضرباته وزاد منها سواء تجاه السفن التجارية في البحر الأحمر، أو حاملات الطائرات الأمريكية أو حتى باتجاه تل أبيب وإيلات وغيرها من الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية المحتلة.استخدام أعلام تخفي جنسية السفن
ويعد استخدام أعلام دول مثل بنما وسيشل من أكثر الأمور المعتادة في النقل البحري، ويفسر ذلك المستشار السابق لهيئة قناة السويس القبطان البحري سيد شعيشع، إلى أن أغلب الشركات التجارية المتخصصة في النقل البحري تهرب من عملية دفع الضرائب البحرية الباهظة وهو ما يوفره بشكل كبير استخدام أكثر من علم حيث تقوم بتسجيل نفسها ضمن الأسطول البحري لعدة دول وخاصة بنما وباهاما.
وتتميز باهاما باتفاقيات بحرية موسعة تسمح للسفن التجارية التي تحمل علمها بالمرور بأقل الأضرار الاقتصادية في النهاية بدون دفع ضرائب باهظة، لكن الأمر نفسه يوضح استهداف السفينة نفسها والسفن التجارية المملوكة لرامي انغر رجل الأعمال الإسرائيلي والذي يمتلك أسطولا بحريا عملاقا يقوم بالنقل للسيارات عبر البلدان المختلفة.
تأثيرات هجمات الحوثي على الملاحة الدولية
وفي هذا الصدد، قال أرسينو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية لـ«المصري اليوم» إن العمليات الحوثية زادت من مدة الرحلة لتصل بها إلى 10 أيام تقريبا ما أدى إلى خسائر فادحة من أبرزها ارتفاع أسعار الشحن والتأثير على سلاسل التوريد العالمية بسبب قطع مسافات أطول واستهلاك أكبر للوقود.
وتعد من أبرز التأثيرات الواقعة بسبب هجمات ميلشيات الحوثي، انخفاض في حجم إيرادات قناة السويس، واتباع طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يعده المسؤول الدولي في حديثه بأنه كان يتم الاعتماد بنسبة 80 % في حركة التجارة البحرية على هذا الطريقة ويمر ما يصل إلى 15% من تجارة الشحن الدولية عبر البحر الأحمر، مؤكدًا على الآثار البيئية الوخيمة لهجمات ميليشيات الحوثى على السفن التجارية البحرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news