كشف مسؤولون حاليون وسابقون، هو عمق ونوعية المعلومات الاستخباراتية التي استطاعت إسرائيل الاعتماد عليها في الشهرين الماضيين، بدءاً من اغتيال فؤاد شكر، أحد مساعدي نصر الله، في 30 يوليو/تموز.
توجيه ضربة قاضية
ووصف هؤلاء المسؤولون إعادة توجيه واسعة النطاق لجهود إسرائيل في جمع المعلومات الاستخباراتية عن حزب الله بعد الفشل المفاجئ لجيشها الأكثر قوة في توجيه ضربة قاضية ضد الجماعة المسلحة في عام 2006، أو حتى القضاء على قياداتها العليا، بما في ذلك نصر الله.
كميات هائلة من البيانات
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فعلى مدى العقدين التاليين، قامت وحدة الاستخبارات الإشارية المتطورة 8200 في إسرائيل، ومديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لها، والتي تسمى "أمان"، باستخراج كميات هائلة من البيانات لرسم خريطة للميليشيات سريعة النمو في "الساحة الشمالية" لإسرائيل.
استنزفت إرادة إسرائيل
بدورها، أفادت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة، بأن هذا تطلب تحولاً جذرياً في نظرة إسرائيل إلى حزب الله، الحركة اللبنانية المسلحة التي استنزفت إرادة إسرائيل وقدرتها على التحمل في احتلالها لجنوب لبنان الذي دام 18 عاماً.
وقد انتهى هذا بالنسبة لإسرائيل في عام 2000 بانسحاب مخزٍ، مصحوباً بخسارة كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية.التحدي الأكبر
بدلاً من ذلك، كما تقول إيسين، وسعت الاستخبارات الإسرائيلية نطاق رؤيتها لحزب الله برمته، حيث نظرت إلى ما هو أبعد من جناحه العسكري إلى طموحاته السياسية واتصالاته المتنامية مع الحرس الثوري الإيراني وعلاقة نصر الله مع الرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك أضافت "يتعين عليك أن تحدد، بهذا المعنى، ما الذي تبحث عنه بالضبط. وهذا هو التحدي الأكبر، وإذا تم ذلك بشكل جيد، يسمح لك بالنظر إلى الأمر بكل تعقيداته، والنظر إلى الصورة الكاملة"، لافتة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تشير منذ ما يقرب من عقد من الزمان إلى حزب الله باعتباره "جيشاً إرهابياً"، وليس جماعة إرهابية "مثل أسامة بن لادن في كهف".
وكان هذا التحول سبباً في إجبار إسرائيل على دراسة حزب الله عن كثب وعلى نطاق واسع كما فعلت مع الجيش السوري على سبيل المثال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news