هل يمتلك الحوثيون فعلا صاروخا فرط صوتي

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 60 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل يمتلك الحوثيون فعلا صاروخا فرط صوتي

بغض النظر عن امتلاك الحوثيين صواريخ فرط صوتية من عدمه، يرى محللون أنه يجب التعامل بأكثر حزم مع وصول الأسلحة الإيرانية ومكوناتها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

صنعاء - في الخامس عشر من سبتمبر أطلق المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخا باليستيا على إسرائيل. وهو أطول هجوم تنفذه الجماعة على الأراضي الإسرائيلية حتى الآن. ولم يتسبب الصاروخ، الذي سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن غوريون الدولي، في وقوع إصابات، بل تسبب في أضرار مادية فقط.

وفي الساعات التي أعقبت الهجوم، أدلى قادة الحوثيين ببعض الادعاءات الغريبة بشأن الضربة، بما في ذلك أن السلاح كان صاروخا فرط صوتي، وهو مصطلح يستخدم للصواريخ القادرة على السفر بسرعة لا تقل عن 5 ماخ، أو خمسة أضعاف سرعة الصوت. ولا يثير هذا الادعاء القلق بسبب السرعات العالية فحسب؛ فخلافا للصواريخ الباليستية التقليدية التي تتبع مسارا يمكن التنبؤ به، يمكن للصواريخ الأسرع من الصوت المناورة أثناء الطيران، ما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي اعتراضها.

وفي حين نفى مسؤول في قوات الدفاع الإسرائيلية أن يكون الصاروخ قادرًا على الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت، أفاد مسؤولون حوثيون لاحقًا بأن الصاروخ سافر أكثر من 2000 كيلومتر بسرعة 9 ماخ.

وعلاوة على ذلك ضاعف الحوثيون جهودهم ونشروا مقطع فيديو -مدته دقيقتان- لإطلاقهم الصاروخ المسمى فلسطين – 2، والذي كتبت على جانبه كلمة “فرط صوتي” بوضوح باللغة الإنجليزية. كما زعموا أن صاروخ فلسطين – 2 يبلغ مداه 2150 كيلومترًا، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ولديه شكل من أشكال “تكنولوجيا التخفي”، ويمكن أن يصل إلى سرعات تبلغ 16 ماخ. وزعم الحوثيون أيضا أن النظام كان قادرًا على التهرب من معظم أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية.

وترى إميلي ميليكين، مديرة الإعلام والاتصالات في مركز رفيق الحريري، ضمن تقرير نشره المجلس الأطلسي أن مزاعم الحوثيين حول هذه التكنولوجيا المتقدمة يجب التعامل معها بقدر كبير من الشك. وفي الوقت الحالي لم تظهر سوى الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا قدرات تفوق سرعة الصوت، إذ أن أسرع سلاح يفوق سرعة الصوت -صاروخ زركون الروسي- لا يمكنه السفر إلا بسرعات 8 ماخ وبمدى 1000 كيلومتر.

ونظرا للعقوبات الدولية وحظر الأسلحة المفروضين على الحوثيين وإيران، من المشكوك فيه أن يتمكن المتمردون -أو داعموهم في طهران- من تطوير نظام أقوى بنحو مرتين من النظام الذي طوره الروس. وعلاوة على ذلك تبالغ إيران -في الكثير من الأحيان- في نجاحاتها العسكرية. وفي مثال واحد فقط، ادعت طهران أنها طورت طائرة مقاتلة شبحية تُعرف باسم قاهر 313؛ وقد تبين لاحقًا أنها كانت نموذجًا مجسمًا من المرجح أنه غير قادر على الطيران.

وحتى لو تمكنت إيران من تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت، من غير المرجح أن تنقل مثل هذه الأسلحة إلى الحوثيين. وتعني التكاليف المرتفعة المرتبطة بتطوير هذه الأنظمة والإنتاج الضخم لمثل هذه التكنولوجيا أن مثل هذا السلاح المتقدم سيكون في نقص العرض وسيُحفظ لاستخدام الحرس الثوري الإيراني.

وإذا قرر الحرس الثوري نقل بعض إمداداته المحدودة، فمن غير المتوقع أن تكون الأسلحة مخصصة للمتمردين اليمنيين. وعلى الرغم من تلقي الدعم من النظام لأكثر من عقد من الزمان -كما يتضح من الهجمات عبر الحدود التي شنها الحوثيون ضد الإمارات العربية المتحدة في عام 2022، والتقارب الأخير بين إيران والإمارات لا يزال الحوثيون يتمتعون بدرجة معقولة من الاستقلال عن إيران.

وإذا تم نقل الأسلحة فمن المرجح أن تذهب إلى مجموعة أخرى تخضع لسيطرة النظام بشكل أكثر مباشرة، مثل حزب الله في لبنان. لكن هذا لم يمنع الحوثيين أو الحرس الثوري من ادعاء خلاف ذلك.

وفي مارس الماضي زعم تقرير روسي أن المتمردين المتمركزين في اليمن يمتلكون صاروخًا فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب وقادرا على الوصول إلى سرعات تصل إلى 8 ماخ. كما زعم أن المجموعة تنوي البدء بتصنيع النظام لاستخدامه في الهجمات على الشحن في البحر الأحمر والأراضي الإسرائيلية.

ومن جانبه يزعم الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2022 على الأقل أنه طور سلاحًا فرط صوتي قادرًا على الوصول إلى سرعات تصل إلى 15 ماخ ومدى 1400 كيلومتر. وعلى الرغم من عدم وجود تقارير عن اختبار النسخة الأولى من مثل هذا السلاح، كشف الحرس الثوري عن نسخة “مطورة” من صاروخ فاتح الأسرع من الصوت بعد أكثر من عام بقليل.

وزعمت بعض المصادر أن إيران أطلقت صواريخ فاتح هذه خلال هجومها في 14 أبريل الماضي على الأراضي الإسرائيلية وأن الأنظمة أفلتت من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ولكن مجرد كون الصاروخ لم يكن أسرع من الصوت لا يعني أنه يجب تجاهل الهجوم. ففي الواقع هناك ثلاثة تفاصيل حاسمة تجعله نقطة تحول مهمة في هجوم الحوثيين ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية.

أولاً، كان الصاروخ أطول هجوم مسجل على الأراضي الإسرائيلية من اليمن، حيث قدرت حتى التقارير غير الحوثية أن الصاروخ طار أكثر من 1900 كيلومتر قبل أن يتحطم، ما وضع أهدافًا إسرائيلية جديدة في المدى. وثانيًا، كان النظام قادرًا على تجنب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية جزئيًا على الأقل، حيث وجدت التقييمات الأولية للقوات الجوية الإسرائيلية أن نظام أرو الخاص به أصاب الصاروخ، لكنه لم يدمره بالكامل.

وأخيرًا، من بين أمور أخرى، زعم الحوثيون مرارًا وتكرارًا أن النظام يستخدم الوقود الصلب، وهو أمر مهم إذا كان صحيحًا لأن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب تستغرق وقتًا أقل في الإعداد والإطلاق من تلك التي تعمل بالوقود السائل، ما يجعل استهدافها أكثر صعوبة بالنسبة إلى الولايات المتحدة والقوات المتحالفة. ومع تهديد الحوثيين بشن هجمات إضافية قبل الذكرى السنوية لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة الاستعداد للمزيد من الهجمات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أرسلت طرادات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى سرب مقاتلات والمزيد من الدفاعات الصاروخية الباليستية البرية، فإن الجهود الرامية إلى اعتراض الأسلحة الإيرانية ومكونات الأسلحة أثناء نقلها إلى الحوثيين تحتاج إلى إعطاء أولوية أكبر، حتى أن الولايات المتحدة علقت بأن إيران ترسل كمية “غير مسبوقة” من الأسلحة إلى المتمردين.

ولأن هذه الهجمات تعمل على إضفاء الشرعية على مزاعم الحوثيين بأنهم في حالة حرب مع إسرائيل، وتعزيز الدعم المحلي والدولي لهم قبل مفاوضات السلام مع المملكة العربية السعودية، لا ينبغي أن نتوقع أن تتوقف في أي وقت قريب.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: هجوم عنيف على سفينة تجارية قرب ميناء الحديدة "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 744 قراءة 

رجل الكهف يغادر عزلته ويصل إلى العاصمة وسط استقبال شعبي ورسمي لافت

نافذة اليمن | 542 قراءة 

القوات الحكومية بمأرب توجه ضربة مباغتة وموجعة للحوثيين ومصادر تكشف التفاصيل

بوابتي | 446 قراءة 

عاجل : أمن صنعاء يتحرك لإزالة هذه الصور من الشوارع

جهينة يمن | 416 قراءة 

مسؤول سياسي يزف أخبارًا واعدة.. انفراجة مرتقبة في المشهد اليمني

نيوز لاين | 388 قراءة 

حين يصبح نائب الشعب ضد الشعب.. تهافت دفاع شوقي القاضي عن علي عبدالله صالح

بيس هورايزونس | 351 قراءة 

تعطل سيارة لمواطن شمالي بعدن وهذا ما قام به جنود الحزام الأمني !

جهينة يمن | 350 قراءة 

عاجل: توجيهات جديدة للقيادات الحوثية العليا

جهينة يمن | 327 قراءة 

مسؤول سياسي يزف أخبارًا واعدة.. انفراجة مرتقبة في المشهد اليمني

المرصد برس | 302 قراءة 

عدّ تنازلي لانهيار اقتصادي شامل في صنعاء.. والحوثي يرسل موظفين سريين لعدن لتفادي انفجار الشعب

نافذة اليمن | 282 قراءة